الرئيسة/  مقالات وتحليلات

صورة أبو عمار .. تنصب محكمة الشعب في غزة

نشر بتاريخ: 2019-11-12 الساعة: 09:11

موفق مطر يغرق الإخوان المسلمون فرع فلسطين المسمى حماس مع كل مناسبة أو امتحان وطني في بئر بلا قاع، يدفعهم عمى الكراهية والعداء للهوية الوطنية للشعوب العربية بشكل عام وللوطنية الفلسطينية خصوصا إلى الاصطفاف في جبهة المشروع الصهيوني الناكر أصلا لوجودنا وهويتنا العربية الفلسطينية الانسانية.
يقدمون على جريمتهم هذه وهم بكامل قواهم العقلية – وفق معيار حسن البنا مؤسس جماعتهم وسيد قطب، قطب أدبيات الجماعة، والمثير انهم يفعلونها بلا تحفظ او مواربة، فيؤكدون أن مشروعهم (الاسلاموي) ما كان إلا لإجهاض حركة التحرر الوطنية الفلسطينية التي بدأت بالتبلور منذ وعد بلفور، ولضرب العمود الفقري لقضايا الأمة العربية.
قاصر عقله كل من يستغرب موقف حماس من روح ياسر عرفات أبو عمار، وخطيئة كبرى تصل إلى حد جريمة الإساءة لمبادئ الكفاح الوطني والثورة الفلسطينية، يفعلها كل من يستجدي الانقلابيين على المشروع الوطني لإحياء مناسبة استشهاد الفدائي الثائر المناضل الوطني الفلسطيني العربي ياسر عرفات، فالرموز لا تحتاج إذنا من احتلال ولا من انقلابيين ولا انفصاليين ولا من مرتزقة، ولا من مستخدمين في مكاتب وأجهزة مخابرات دولية وتابعين لقوى اقليمية، فاسم ورسم ياسر عرفات الذي جال العالم كظل لعلم فلسطين الرباعي الألوان، وياسر عرفات الذي صار رمزا وطنيا فلسطينيا لأن فلسطين كانت حاضرة في قلبه وعقله، في كل العالم أيقونة من أيقونات الكفاح والنضال ضد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والعنصرية، لا يجوز استرخاص ذكرى استشهاده والاكتفاء بإصدار بيانات استنكار لفعلة حماس الدنيئة بمنع مهرجان شعبي لتخليد قائد الثورة الفلسطينية الرمز الرئيس التحالف معها مهما كانت المبررات، فمشايخ حماس الذين منعوا مهرجانا شعبيا وطنيا لرفع صورة أبو عمار في السنة الخامسة عشرة على ارتقاء روحه شهيدا، إنما يمنعون ارتفاع صورة الثائر المناضل الفدائي المقاتل من اجل الحرية الحقيقي تحت قبة سماء فلسطين، لأنهم لا يريدون رؤية انفسهم كأقزام مقاولين، يتاجرون في مبادئ الكفاح الوطني، ويستثمرون المقاومة كسلعة تجارية خاضعة لقوانين للطلب والعرض !!.
مشايخ الاخوان فرع فلسطين (حماس) منسجمون مع أنفسهم في كل ما يخص العداء للحركة الوطنية الفلسطينية، وخروجهم عن هذا الخط سيعتبر (فضيحة أخلاقية) بمعيار مكتب الجماعة الدولي وانحراف عن أهداف تنظيم الاخوان توأم تنظيم الصهيونية، فكلنا نعرف أن التنظيم العالمي للإخوان قد سخر قدراته وجند الجن وشياطين الانس وعلى رأسهم محمد دحلان للنيل من رأس ياسر عرفات، الذي جهر بقوله: إن ايام ياسر عرفات باتت معدودة "، وقاد ضده المظاهرات المسلحة، وتعاون مع مجرمي حماس لإيصال الحالة والقضية الفلسطينية إلى ما هي عليها الآن.
تخيلنا مشهدا لقادة القوى الوطنية في غزة وهم يدخلون متشابكي الأيدي الى مكتب اسماعيل هنية وعلى صدورهم صورة ياسر عرفات المتوجة بعلم فلسطين، وكنا نتخيل مشاهد رفع صور ياسر عرفات على اعمدة الكهرباء وأعلى العمارات في مدن قطاع غزة، كمشاهد رفع علم فلسطين أيام الاحتلال الاسرائيلي لغزة والضفة والقدس وفي المخيمات في الوطن، حتى ونحن نعلم أن أول إحياء لروح أبو عمار بعد انقلاب حماس الدموي قد كلف شعبنا في غزة أكثر من عشرة شهداء ومئات الجرحى، وكنت شاهدا على الحدث، ونابني من إرهابهم تهديد بمسح ذاكرتي لأني وثقت بعدسة كاميرتي الصحفية وفاء هذا الجزء العظيم الأصيل من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لياسر عرفات أبو عمار.
لن نسائلهم قضائيا، لأنهم متمردون خارجون على الصف الوطني أصلا، لكننا سنتركهم لمحكمة الشعب الفلسطيني، سنترك لهذا الشعب رؤيتهم كيف يأكلون آلهتهم عندما يجوعون، وسيراهم شعبنا وهم يسقطون ورقة التوت عن عوراتهم رسموا عليها شعارات المقاومة، فالمقاوم الفلسطيني الوطني الحقيقي سيحترم روح ياسر عرفات، حتى وإن اختلف معه في النهج السياسي التكتيكي، أما هؤلاء الذين تمنوا موت عرفات، وعملوا على اغتيال الرئيس محمود عباس وريث مبادئ حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وقائدها فإنهم مصممون على معاونة الاحتلال من داخل القلعة الوطنية يشعلون فيها النيران كلما أمكنهم ذلك.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024