الرئيسة/  مقالات وتحليلات

كتاب الوتر المشدود لبكر أبوبكر

نشر بتاريخ: 2019-09-25 الساعة: 09:39

محمد قاروط أبورحمة الأمر الأهم في السلوك (التصرف) أنه كشاف الوعي ولان العمل النضالي يمارس في بيئة واقعية وليست مخبريه (أي بيئة مثالية) فان ممارسة أي شكل من أشكال النضال هو سلسلة من مواجهة وتحديات وصعاب وأزمات ونجاحات وإخفاقات. ولان الطريق طويل فإن زاد الصلابة فيه ركن أصيل وهو للمناضل خير دليل.

 لهذه الأسباب كان العنوان الأول في الفصل من الكتاب الهام الوتر المشدود (الصلابة الوطنية النضالية) للكاتب والمفكرالعربي الفلسطيني بكر أبوبكر.

ركز أبوبكر على أن شرط الاستمرارية هو القدرة على تجاوز العقبات، وأن صفات الاستمرارية الثلاثة التفاؤل والإيمان والإيجابية غير كافية بدون القدرة والاستعداد على معالجة وتحد وتجاوز المعيقات، وان ذلك يتم في بيئة داخلية وخارجية شديدة التعقيد. وحدد أبوبكر ستة محاور للصلابة الوطنية النضالية:

1-الصلابة الذاتية، 2- صلابة الفكرة وفلسطين، 3- ثبات الفكرة العليا وصلابة الإرادة، وهنا ميز بين الثابت و المتحرك في الفكرة، حيث ذكر أن الفكرة العليا فلسطين قريبة من وصف العقيدة، ووصف الفكرة الدنيا بأنها خادمة الفكرة العليا وليس بديلا عنها.

او يمكن وصف ذلك بالاستيراتيجة والتكتيك، فلا يجوز الخلط بينهما ولا يجوز للمناضل تبديل التكتيكي بالاستراتيجي. واعتبر أن 4- سند الصلابة هما الحقيقة والإيمان، 5- الصلابة النفسية والحائط، واعتبر أن 6- التدريب على الصلابة بكافة أنواعها واجب ويقترح سبعة أدوات للتدريب او التدرب على الصلابة.

  وكيف نتعلم من الناس، وهو العنوان الثاني من الفصل الأول الصلابة النضالية وشجاعة الصراع فإننا نعي التالي من كتاب بكر أبوبكر الهام.

ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر مخلوقاته بقدرته على التعلم والتعبير عن نفسه بما يعلم، (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم) (32)سورة البقرة، وعلى الرغم العلم الغزير، فان قابيل لم يعرف كيف يواري سوءة أخيه.

)فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (31)سورة المائدة.

يفهم من سياق النص أن قابيل يعلم عن الموت الشيء الكثير لذلك قتل أخيه، ولكنه لم يعرف كيف يدفنه، وهذا أفضل تمييز بين العلم والمعرفة، هذا أولا.

 أما ثانيا: فإن التعلم بالمشاهدة والمحاكاة كانت أول دروس التدريب لبني ادم، وهذا ما قام به الغراب كأول مدرب للبشر بأمر الله سبحانه وتعالى (لنريه، أي لقابيل).

 وثالثا: أن الحواس الخمسة للإنسان مسئولة عن نقل العالم الخارجي إلى داخل الإنسان، إلا أن الخالق سبحانه وتعالى أراد لقابيل (رغم أن الاسمين قابيل وهابيل توراتية ولا تاكيد على الاسمين تاريخيا، وفي القرآن الكريم لم يذكر الاسمين) أن يريه أي ان يستخدم عينيه في نقل ما يشاهده من تصرف الغراب، وهذا ما نسميه التعلم بالمشاهدة

 ورابعا: ما قام به الغراب هو التدريب ألاستنتاجي القائم على المحاكاة

 وخامسا: فان المعرفة الحقيقية تأتي من التجربة. وأية تجربة اكبر وأكثر واهم من تجربة الناس كل الناس، كيف نتعلم من تجربة الناس؟ هذا ما يعالجه بكر أبو بكر

 كيف نتعلم من الناس؟ العنوان الثاني من الفصل الأول من الوتر المشدود للكاتب بكر ابو بكر.

في العنوان أمرين، الأول: استخدام صيغة السؤال كعنوان باستخدام أداة كيف؟ وقد استخدم  أبوبكر (كيف) في أربعة عناوين أخرى، والأمر الثاني: صيغة الجمع (نحن) كيف نتعلم. فمن نحن وكيف نتعلم، هذا ما يعالجه بكر أبو بكر في هذا العنوان.

 في استهلال وأربعة محاور، في الاستهلال يؤكد أن الفرد الناضج والكادر الحركي عليه أن يتعلم من كل شيء حوله، " وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ " الجاثية: (آية 13)، التسخير في الآية يحثنا على التعلم مما سخره الله لنا أولا: وثانيا: كيف تعلم غيرنا من هذا التسخير لنتعلم من تجربة غيرنا.

أما المحور الأول، التعلم من الناس والتنظيم، يؤكد أننا من الناس، وان التنظيم من الناس وهو أي نحن والتنظيم نتعلم من بعضنا ومن كل الناس بغض النظر من هم وهذا هو توجيه الخالق سبحانه للإنسان كما قال في الآية ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) المائدة (8) فلا يصح إن اختلفنا مع شخص او تنظيم ما أن لا نتعلم مما جاءا به من الحكمة والخير النافع لنا

 بل إن أعضاء التنظيم عليهم أخذ الحكمة من أي وعاء خرجت وعلى أي لسان ظهرت. ولنا في الحديث حتى لو ضعفه البعض (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها( الترمذي وأبو ماجه.

أما المحور الثاني، الاعتراف والإقرار قبل التعلم: حدد الأخ أبوبكر ثلاثة مبادئ يجب الإقرار بها وهي مهمة في هذا المحور 1- يجب أن نقر إننا جزء من الشعب ولسنا أسياده، وأننا بالممارسة يجب أن نشكل له قدوة، وليس أن نفرض عليه حظوتنا. 2- يجب أن نقر أننا لم نختم العلم وأننا نتعلم دوما. 3- وجب التعلم من الناس لأننا جزء منهم، ولسنا طبقة عليهم.

أما المحور الثالث، مداميك تعلمنا من الناس: وهذا جواب كيف في العنوان، كيف نتعلم او أتعلم من كل شيء، أن نستمع نحسن الإصغاء التأمل التفكير...الخ، تخصيص وقت للحوار والمحادثة ونهتم ونثني بالكلمة والجسد، نتعلم نتثقف نتدرب من الناس بشكل مباشر او غير مباشر.

أما المحور الرابع، الالتزام والتعلم: يعالج أبوبكر في هذا المحور الالتزام على انه شرط مسبق للالتحاق بالتنظيم، وان التعلم والتثقف والتدرب شروط واجب الالتزام بها من أعضاء التنظيم.

من نافلة القول أن هذا الإيجاز او القراءة لا تغني عن قراءة النص الأصلي.

بكر أبو بكر. الوتر المشدود، أبناء فتح بين الفكر والتنظيم والسياسة

دار الأمين للنشر والتوزيع رام الله فلسطين 2019

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024