الرئيسة/  مقالات وتحليلات

التدخل العربي و الاقليمي وأحصنته الفلسطينية

نشر بتاريخ: 2019-09-25 الساعة: 09:39

باسم برهوم لنسأل أنفسنا لماذا بذلت جهود مكثفة من أجل توحيد الأحزاب الفلسطينية في الداخل في قائمة مشتركة؟ أليس بهدف تشجع فلسطيني الداخل للمشاركة في انتخابات الكنيست، ودفعهم أكثر فأكثر للمشاركة في النضال من أجل تحسين ظروف حياتهم وتعزيز بقائهم على ارض وطنهم. ثم لماذا بذلت جهود اكثر، لدفع الناخب الفلسطيني لأوسع مشاركة من أجل الحصول على مقاعد أكثر في الكنيست وبهدف القدرة على التأثير.
عندما حقق اهلنا نجاحا مهما في هذا الاطار، وأصبح يحسب لهم حسابا وصار بإمكانهم إسقاط نتنياهو من خلال ترشيح غانتس لرئاسة الوزراء، تفاجأنا بثلاثة من أعضاء القائمة المشتركة، يمثلون حزب "التجمع الديمقراطي"، الذي أسسه عزمي بشارة يمتنعون عن ترشيح غانتس، وبالتالي عاد نتنياهو المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. لقد كنا سنتعامل مع هذا الموقف بحسن نية، ومن باب حرية الرأي، لو أننا لا نعرف من يحرك عزمي بشارة من دول المنطقة العربية.
دعونا نستعرض شيئا من تاريخ التدخل العربي الرسمي، في الشأن الفلسطيني والذي كان غالبا يصفب في طاحونة الحركة الصهيونية.
التدخل بشكله المفضوح بدأ مع الثورة الفلسطينية الكبرى، ثورة عام 1936، والتي عندما فشلت بريطانيا في قمعها استدعت تدخل بعض الحكام العرب لإقناع القيادات الفلسطينية لوقف الثورة مقابل وعود ليس لها أي مصداقية، وبالفعل تحقق للبريطانيين هدفهم، وبدل أن يحقق الفلسطينيون إنجازا، تم قمع الثورة واعتقال ونفي قياداتها.
التدخل الثاني الأكثر فجاجة جرى خلال حرب عام 1948، عندما صادر الاقليم العربي القرار الوطني الفلسطيني ومنعوا أي بروز للشخصية الوطنية الفلسطينية ، الأمر الذي قاد الى شطب فلسطين عن خارطة الشرق الأوسط في تلك المرحلة.
التدخل استمر، أما في قمع اي محاولة فلسطينية للنهوض والعمل على انجاز التحرير والعودة، أو عبر فرض الوصاية على منظمة التحرير الفلسطينية عند تأسيسها عام 1964 ومنعها من العمل في كثير من دول عربية ومع التجمعات الفلسطينية فيها.
وخلال مسيرة الثورة زرعت الأنظمة فصائلها فيها كما مولت أخرى بهدف السيطرة بشكل أو بآخر على قرار المنظمة أو على الأقل العمل على احتوائه من الداخل واستخدام الورقة الفلسطينية لما فيها مصالح هذه الأنظمة. أما اكثر التدخلات خطورة في تلك المرحلة هو الذي قاد الى انشقاق فتح والمنظمة بعد حرب عام 1982 والخروج من بيروت. هذا الانشقاق كاد يعصف بالمنظمة وإنجازاتها.
الأمر تكرر خلال الانتفاضة الشعبية وتأسيس حماس وشق الانتفاضة بين اضرابات وفعاليات الفصائل الوطنية وإضرابات حماس، هذا الانشقاق في شارع الانتفاضة استمر بعد تأسيس السلطة الوطنية، والذي تحول الى انقسام كبير وعميق عام 2007، عندما انقلبت حماس على الشرعية الوطنية في قطاع غزة وعلى نحو ما تبين من دعم لهذا الانقلاب من قبل البعض العربي والاقليمي.
تدخل بعض العرب الرسمي، ما كان ليكون له مثل هذا التأثير لو لم يجد أحصنة فلسطينية يستخدمها لاقتحام القلعة الفلسطينية، وهو ما حصل هذه المرة أيضا في القائمة المشتركة. نحن لسنا معجبين بأي شكل برئيس الأركان الإسرائيلي السابق غانتس، ولكن إسقاط نتنياهو كان هو الهدف ومن خلاله إسقاط صفقة القرن والاندفاع اليميني الفاشي في إقرار القوانين العنصرية.
لمصلحة من الخروج عن الاجماع في القائمة المشتركة واعطاء نتنياهو متنفسا وخشبة نجاة. ليس هناك من مصلحة فلسطينية بذلك، وإنما هي مصلحة ذلك البعض العربي التي تصب في المحصلة في مصلحة اليمين الاسرائيلي العنصري المتطرف،. الأمر المؤسف أن البعض في الساحة الفلسطينية لا يريد الاستفادة من تجارب التاريخ.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024