الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مصلحة ضحايا الحركة الصهيونية بإسقاط نتنياهو

نشر بتاريخ: 2019-09-15 الساعة: 09:52

موفق مطر نتطلع لأن يكون يوم الثلاثاء السابع عشر من أيلول الحالي يوما تاريخيا، تجسد فيه جماهير الشعب الفلسطيني ضمن حدود العام 1948 أحسن الصور الحضارية الديمقراطية للهوية الوطنية العربية الفلسطينية، تجسد فيه الإيمان بأن النضال السلمي سبيلها لانتزاع حقوقها.
نتطلع لرؤية انتصار نوعي لقائمة أحزاب وقوى وشخصيات القائمة المشتركة في الانتخابات للكنيست الاسرائيلي، وبذات الوقت نتطلع الى رؤية وقائع تجسد المصالح المشتركة بين ضحايا الحركة الصهيونية العنصرية الاحتلالية الاستعمارية، وقائع تحالف حقيقي بين القوى والأحزاب العربية في مع قوى اليسار والعرب اليهود الذين ينادون علنا بالسلام والحل السياسي على أساس دولتين.
الفلسطينييون والعرب اليهود والمصنفون يهود شرقيون (السفارديم) كانوا ومازالوا ضحايا الحركة الصهيونية التي وظفت قدراتها المادية وعقول أعضائها واليهود المضطهدين في أوروبا على تعدد جنسياتهم وأعراقهم، وقدمت ذاتها للعالم كوكيل للمشاريع الاستعمارية الكبرى، وتحديدا في فلسطين قلب الشرق الأوسط ومركزه الحضاري، فابتدأت بالشعب الفلسطيني ليكون الضحية الأولى بتهجيرة وانتزاع أرضه بالإرهاب والمجازر، ثم سلطت ظلمها على الدائرة الثانية حيث العرب اليهود في البلدان العربية الذين كانوا ضحية مؤامرة ابتدأتها الوكالة اليهودية منذ العالم 1920 وبلغت ذروتها في تفجيرات ومجازر طالت العرب اليهود في العراق ومصر وسوريا واليمن بعد إنشاء دويلة الاحتلال اسرائيل في العام 1948 بتخطيط مسبق ما بين الوكالة ومندوبي الدول الاستعمارية التي كانت تحكم تلك البلدان حينها، ومعهما شخصيات بمسميات ملكية وأخرى على رؤوس هياكل حزبية كانت تسعى للوصول الى الحكم بأي ثمن حتى ولو كان على حساب فلسطين، ناهيك عن القوانين العبثية حينها التي اعلنتها حكومات عربية للتضييق على مواطنيها اليهود بذريعة الحد من هجرة العرب اليهود الى فلسطين المحتلة!! ليكتشف العالم بعد ذلك أنها كانت مؤامرة محبوكة لاقتلاع المواطنين اليهود من بلدانهم العربية الأصلية والزج بهم في كيان الخديعة والنار بدل ارض العسل واللبن وأرض الميعاد التي كانت أكبر شعار تضليل وكذب في تاريخ البشرية.
نعتقد أن الأمر أبعد وأعمق بكثير من مجرد اتفاقات وتحالفات ومصالح تسبق الانتخابات، فنحن هنا نتحدث عن مصائر، مصير الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق التاريخي والطبيعي، ومصير (يهود) هم مواطنون عرب اصلا، تم اقتلاعهم من مواطنهم العربية الأصلية ومن بيوتهم ومصالحهم، لكنهم مازالوا يعتقدون أن مستقبلهم كائن حيث جذورهم التاريخية والطبيعية والثقافية، بعد انكشاف الأهداف الحقيقية للحركة الصهيونية التي لم يوفر ساستها سبيلا واسلوبا للخداع والتضليل الا واتبعوه من اجل دفعهم للهجرة الى فلسطين التي صمموها لتكون قاعدة ارتكاز لخدمة المشاريع الاستعمارية الكبرى، وبعد وصولهم الى اليقين بأن الحركة الصهيونية قد رأت فيهم مجرد أدوات وطاقة بشرية لخدمة (اليهود الأشكناز) القادمين من الدول الغربية، أما جريمة التمييز والعنصرية بحقهم فهذه تحتاج الى سلسلة مقالات خاصة، لكن يمكننا لمس تداعيات هذه الجريمة برغبة العرب اليهود بالعودة الى بلدانهم الأصلية، وبآمانيهم بإلغاء قوانين في دول عربية مازالت سارية تمنعهم من العودة النهائية، وفي الجانب الآخر يمكننا لمس حنينهم الى اوطانهم عبر نعمد اظهار ثقافتهم وتراثهم الذي هو صورة مطابقة للاصل عن القائم في المجتمعات العربية التي هجرتهم الصهيونية منها، ودعمتها مفاهيم خاطئة دستها جماعات (دينية) ارتبطت بالمشروع الصهيوني منذ ماقبل وعد بلفور في العام 1917.
تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني السياسية في منع وصول بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة دولة الاحتلال من جديد، فمن شأن ذلك قطع حلقة من سلسلة الحملة الاستعمارية الجديدة، ومنع تواصلها خاصة اذا تمكن ضحايا الحركة الصهيونية من استجماع قواهم وتشكيل جبهة تحالف واحدة تبين للعالم حقيقة تخلف ورجعية الحركة الصهيونية الاستعمارية العنصرية المرتكزة على مفاهيم الدولة الدينية التي باتت خلف الفكر السياسي للانسانية بمئات السنين والتي لايمكنها العيش اليوم الا باسلوب مجتمعات القرون الوسطى أي بالحديد والنار والارهاب.
ربما يدخل الجميع الصمت الانتخابي، لكن ذلك لن يمنع ضحايا الحركة الصهيونية من التفكير بصوت عال، أما نتنياهو الذي أرعبه ائتلاف الأشقاء العرب الفلسطينيين في قائمة مشتركة وذهب الى حد تسويق مقولة: "العرب يريدون القضاء علينا" سيجد نفسه متهما ماثلاً امام منصة محكمة التاريخ، يحاكمه الضحايا الفلسطينيون والعرب اليهود والمؤمنون بالسلام ايا كانت مواقعهم في جهة اليسار الاسرائيلي أو غيره، فتطويق نار فظيعة تحرق الأخضر واليابس يخطط نتنياهو بإشعالها هي مهمة كل شخص كل فرد كل حزب كل كيان سياسي في اسرائيل، لأنها لو اشتعلت فانها ستحرق الجميع دون استثناء لا سمح الله .. والصوت الانتخابي هو بمثابة جهاز الاطفاء الخارق.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024