الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ورشة ترامب واصطدامها ب " الرقم الصعب "

نشر بتاريخ: 2019-06-20 الساعة: 01:46

 موفق مطر ايام قليلة تفصلنا عن تجسد حتمية تاريخية في حدث جديد ،  حيث سيتلقى  العالم رسالة  فلسطينية خلاصتها :  تستطيعون بالمال شراء وتملك ما تريدون ، لكنكم  لا تستطيعون شراء على  كرامة انسان حر ، أو امتلاك ارادته حتى لو عرضتم كنوزكم ثمنا ! .

سيرى العالم بعد ايام أن شعبا صغيرا، محتلة ارضه ، وينهب الغزاة المحتلون والمستوطنون االمجرمون خيرات ارضه ومواردها الطبيعية ، قد استطاع فرض ارادته الحرة ، وأخرج قطار المؤامرة على قضيته عن سكة المبرمجة في الغرف المغلقة مابين ادارة ترامب في البيت الأبيض ،  ونظام تل ابيب في بيت نتنياهو العنصري الفاشي الفاسد.

سيتأكد العالم هذه المرة بأن محمود عباس رئيس الشعب الفلسطيني ، وقائد حركة تحرره الوطنية يمتلك قوة غير محدودة ، يواجه بها الحملة الأخطر على قضية الشعب الفلسطيني ، وصلت الى حد تهديد وجوده وكيانيته السياسية ،  فأبو مازن يقود شعبا يملك الايمان والعناد والثبات ، والعقل الراجح في رؤوس افراده ما يكفي كي يراجع أصحاب الرؤوس الحربية الاستراتيجية والنووية مخططاتهم وأجنداتهم، وتصوراتهم ، ويعيدون قراءة  أبجديات الصراع بين الحق والباطل ، فلعلهم يدركون  أن الشعب الفلسطيني منتصر حتما لأنه صاحب الحق ، حتى وان استطاعوا اخضاع بعض اشقائه  الذين لم يقدروا حتى على  قول لا صغيرة !!.

سيكتشف العالم ان مقولة حركة التحرر الوطنية ، والثورة الفلسطينية ، أن منظمة التحرير الفلسطينية ، ان القيادة الشرعية الفلسطينية ، ان الشعب الفلسطيني هو ( الرقم الصعب ) لم تكن مجرد خطابة تعبوية ، وانما قراءة  مادية واقعية علمية  ايمانية  لماضي وحاضر ومستقبل الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاسرائيلي المضاد للحياة والوجود الانساني والعربي بشكل  عام والفلسطيني خصوصا ، فهذا  " الرقم الصعب "  يعني ارضا ووطنا تاريخيا وطبيعيا يستحيل اجتثاثه من جغرافيا الكرة الأرضية ،  ويعني شعبا حضاريا خلق هنا منذ اول فجر عرف في تاريخ المجتمعات الانسانية ،  ويعني الحق الانساني المكفول في الشرائع  والقوانين والعدالة الدولية  ، والحق المضمون في كتب وشرائع العدالة السماوية، وتعني فوق كل هذا  وذاك اننا " هنا كنا  وهنا باقون وهنا سنكون " .

سيرى العالم كيف ستتحول الورشة الأميركية في المنامة الى مجرد ( أروشة أو وروشة ) في المحكية العامية  وتدعى ايضا ( دوشة ) أي الضجيج من غير فائدة ولا نتيجة  حتى ان المرء لا يجد ما يمكن استنتاج مما يحدث في ميدانها !!.. ليس لأن الرأس والدماغ ألأميركي منظم هذه الورشة والداع لها ضعيف التجربة والخبرة في نصب مثل هذه الأفخاخ ، وإنما لأنه يحاول هذه المرة الاصطدام مباشرة بدماغ  ورئيس الشعب الفلسطيني ، وكأنه لا يدرك أنه يصطدم برأس ودماغ حركة وطنية  فلسطينية تحررية وشرعية وطنية ، كفاحية ، نضالية ، يصطدم بشعب حر تحرري بأفكاره ، وتقدمي برؤيته ، وديمقراطي في منهجه السياسي ، فالشعب في فلسطين هو روح فكر وعقل وحكمة وقرار الرئيس ، والرئيس هنا في فلسطين هو روح الشعب وإرادته ، هو كلمة الشعب العليا ، التي تجوب ارجاء الأرض باسم الأحياء ألأحرار والشهداء ايضا ... فالرئيس ابو مازن القائل :" إن القدس عربية فلسطينية .. ليست للبيع "  والقائل :" لن اختم حياتي بخيانة " والقائل :" نحن أصحاب القرار وهذا القلم فقط هو الذي يوقع ولن نسمح لأحد بالتوقيع نيابة عنا "  والقائل :" ان فلسطين كانت ومازالت حركة تحرر وطني حتى نقيم دولتنا المستقلة "  والقائل :" نحن لم نتراجع قيد شعرة عن ثوابت شعبنا الوطنية " لن يتمكن قارون العصر الحالي من اخضاعه ابداً، فالرواية التي تتحدث عن شعب في الدنيا قد خضع او باع وطنه بالمال لم تحدث بعد ولن تحدث ابداً ونحن اول الواثقين .

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024