الرئيسة/  مقالات وتحليلات

فن الكلام: 3500 ساعة للمهارة

نشر بتاريخ: 2019-06-09 الساعة: 01:13

بكر أبوبكر التدريب كما نعرّفه عامة عبارة عن: عملية منتظمة مخطط لها تهدف إلى تزويد الشخص بمعارف، ومهارات وقدرات في مجالات محددة لتطوير ذاته أو لتحسين أدائه في العمل أو تغيير اتجاهاته وأنماطه السلوكية اللازمة لأداء عمله الحالي أو المستقبلي بما يساعد على تحقيق غايات المنظمة، وكذلك الأمر بما هو التدرّب والمِران لمن يبتغي إجادة فن الخطاب والحديث.

في الفصل الرابع من كتابه “Genius Explained” وتحت عنوان “تصنيع العباقرة  Manufacturing Genius” أخذ عالم النفس “مايكل هاو” بتوضيح فكرة أن العبقرية شيء يمكن إنتاجه، يمكن أن يتم اكتشافه من البيئة المحيطة والعمل الدائم وتوجيه الوالدين لأبنائهم في مرحلة الطفولة. وذكر أنّ موزارت عزف مقطوعته الأولى على البيانو وهو ابن السادسة.

فقط له من العمر ست سنوات وألقى معزوفته الأولى على العامة!! ولكن ما لا نعرفه هو أنّ موزارت تدرّب ما يقرب من 3500 ساعة قبل إلقاء تلك المعزوفة، وهو شيء اكتسبه بالتدريب الدائم.[1]

يقول العالم توماس أديسون: العبقرية عبارة عن واحد بالمئة إلهام و 99 بالمئة بذل مجهود.

لذا فإن التدرب بشكل عام لاكتساب أي مهارة ومنه للخطيب أو المتحدث لا بد منه في سياق ثلاثية: تجهز وتدرب واعرض، حيث أن التدريب يؤدي بتحويل القدرة أو الملكة الى مهارة، وفي ذلك خلصت دراسة: "تأثير التدريب في تطوير الأداء الإعلامي دراسة حالة على مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير" في نهاية العام 2014 للباحث محمود عبدالغفار[2] في مقاربتها لحجم تأثير مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير في السلوك المهني للمتدربين إلى أن:

نسبة كبيرة من المتدربين تنخرط في دورات المركز؛ بهدف تطوير أدائها واكتساب مهارات جديدة.

تقييم المتدربين لمركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير كان إيجابيًّا؛ إذ رأى 48% أن الدورات مفيدة جدًّا، ورأت النسبة نفسها أنها مفيدة، لتحقق النسبة الإيجابية 96%، في حين اعتبر 4% الدورات قليلة الفائدة.

جاء تقييم المتدربين لتأثير دورات المركز في تطوير أدائهم الإعلامي متفاوتًا؛ إذ رأى 50% من المبحوثين أن التطوير كان كبيرًا، في حين رأى 40% أن التطوير تم بشكل متوسط، واعتبر 10% من المستجوبين أن التطوير كان محدودًا.

رأت نسبة كبيرة أن تطوير المهارات التطبيقية من أهم الأهداف التي حققها المركز، يليها هدف الاحتكاك بخبرات جديدة والاحتراف المهني.

90% من المبحوثين رأوا أن التدريب بالمركز أنتج لديهم تطويرًا احترافيًّا أو تعديلًا في سلوكهم إلى الأفضل أثناء عملهم الإعلامي، في حين نفت نسبة قليلة بلغت 10% حدوث هذا التطوير الاحترافي.

جاء تقييم المبحوثين لأدائهم المهني بعد الحصول على التدريب بالمركز متفاوتًا؛ إذ رأى 28% أنه مُرضيّ جدًّا، و52% أنه مُرضي، و10% مرضي بشكل محدود، في حين نفى 10% حدوث ذلك.

90% من المبحوثين رأوا أن التدريب بالمركز أفادهم في العمل داخل مؤسساتهم، في حين لم يُفِد البعض بنسبة 8%، و2% بلا رأي.

أقرت نسبة كبيرة من المتدربين بأن التدريب أسهم في تعزيز قدراتهم في مجالهم الوظيفي، في حين أقرت نسبة معتبرة أنه تم تكليفهم بمهام جديدة تتناسب مع خبرتهم بعد التدريب. وتتسق هاتان النسبتان مع الإجابة عن السؤال السابق من أن التدريب أفادهم في العمل.

نتساءل معكم هل يمكن تعلم أي مهارة خلال 20 ساعة؟ الأمر من وجهة نظر كثيرين صعب، لكن خبيرا في مجال التدريب يرى الأمر ممكنا وفي متناول اليد كما يورد موقع سكاي نيوز عربية[3].

ويقول الخبير، جوش كوفمان، إن 4 خطوات صغيرة تساعد الإنسان على تعلم مهارة جديدة في 20 ساعة فقط، وفق ما أوردت مجلة "التايم" الأميركية على موقعها الإلكتروني.

وأوضح كوفان أن تعلم مهارة جديدة شيء وإتقانها شيء آخر، مؤكدا أن الأمر الأخير أي الاتقان يحتاج إلى 10 آلاف ساعة أي ما يعادل 7 سنوات من العمل.

والمهارات الجديدة قد تكون: لغة أجنبية أو طريقة تشغيل جهاز أو العزف على أداة موسيقية. ونضيف نحن أيضا مواجهة الجمهور أو التحدث امام جمع من الناس أو غيره.

والخطوات لتعلم المهارات حسب كوفمان هي على النحو التالي:

 

1-تفكيك المهارة: حاول تقسيم المهارة إلى أجزاء صغيرة، فالمهارة في النهاية عبارة عن حزمة من مهارات أصغر، وبالتقسيم يمكن معرفة الأجزاء الأصعب والأسهل.

2- البداية الفورية: ابدأ في ممارسة المهارة الجديدة فورا. بالطبع ستقع في أخطاء، وهي مهمة في تحديد مواضع الخلل لديك وعليها ستحدد أيضا أسلوبك في تعلم المهارة الجديدة.

3-تخلص من الأمور المشوشة: عند تعلم مهارة جديدة، من المفضل الابتعاد عن الأمور التي تشتت الانتباه وخصوصا الشابكة (الإنترنت) والرائي(التلفزة).

4- 20 ساعة على مدار شهر: خصص 45 دقيقة من وقتك كل يوم لمدة شهر من أجل المهارة الجديدة. وستلاحظ تطور المهارة لديك، وتفيد هذه الخطوة أيضا في التخلص من "الإحباط الأولي" الذي يصيب البشر أثناء تعلم أمور جديدة وفي حالات معينة يثنيهم عن الأمر.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024