الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نبض الحياة...تداعيات حل الكنيست الـ21

نشر بتاريخ: 2019-06-02 الساعة: 03:13

عمر حلمي الغول  بعد شهر من أداء يمين القسم لنواب الكنيست الـ21 المنتخب في 9 نيسان/أبريل الماضي حل الكنيست نفسه، والشروع بالاستعداد لانتخابات الكنيست الـ22 في 17 ايلول/سبتمبر المقبل بعدما فشل رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته الخامسة، واصطدامه بعقبات قوى اليمين المتطرف، الناجم عن تمترس كل من الحزب الصهيوني العلماني المتطرف "يسرائيل بيتينو" بقيادة ليبرمان، والأحزاب الحريدية ("شاس" و"يهوديت هتوراة") بقيادة كل من درعي وليتسمان وراء مواقفهم من قانون تجنيد طلاب المدارس الدينية، وعدم التمكن من الوصول إلى اتفاق وسط. ورغم ان نتنياهو اعطى، على حد قوله، ليبرمان كل ما يريد، إلا ان الأخير رفض، وهو ما يعني الإصرار على إفشال زعيم الليكود من تشكيل الحكومة، ورفض بقاءه في الحكم، وخلط الأوراق في المجتمع الإسرائيلي، وإعادة هيكلته بما يصب في مصلحة اليمين المتطرف دون تأثير للقوى الحريدية. 
نهاية تراجيدية لليكود بزعامة نتنياهو، وضربة موجعة لإدارة ترامب ولصفقة القرن، ومؤتمر المنامة المنوي عقده في 25 و26 حزيران/ يونيو المقبل، هذا إذا عقد من أصله. أضف إلى أن عدم تمكن زعيم الليكود من مواصلة دوره في قيادة إسرائيل، وإمكانية وصول قيادة جديدة تختلف حساباتها نسبيا عن القائمين على الصفقة من الأميركيين والإسرائيليين سيؤثر على العملية الجارية بهذا القدر، أو ذاك، وهو ما يعني إحداث إرباك وتشويش على المشروع الأميركي، ولكنه لا يصل إلى حد التغيير الذي يحمل في طياته تحولا إيجابيا لصالح الفلسطينيين، لان هكذا سيناريو صعب حدوثه في ظل المزاج الإسرائيلي العام، الذي يتخندق في خنادق التطرف والعنصرية والكراهية للآخر الفلسطيني. وفي ذات الوقت، لا يغادر أحلام وطموحات الكتل الصهيونية المؤثرة في المشهد السياسي ببناء "دولة إسرائيل الكاملة" على فلسطين التاريخية بإخراج مختلف. 
وإذا توقفنا أمام ما يمكن أن تكون حملته تداعيات حل الكنيست في 29 أيار الماضي على الخريطة الحزبية في إسرائيل خلال الفترة القريبة والمنظورة، فإننا قد نشهد الآتي: أولا لن يبقى الليكود على ما هو عليه. فإمكانية شق الليكود في حال أصر نتنياهو على البقاء في مركز الزعامة من قبل خصومه إمكانية واردة جدا، أو في حال اشتدت الحملة الداخلية عليه للاستقالة من رئاسة الحزب، قد يلجأ هو لما لجأ له شارون سابقا حينما شكل "كاديما" اي انه هو نفسه يقود الانشقاق عن جسم الحزب. وفي السياق يمكن ان يلتحق موشي كحلون بالليكود، مع ان هناك أراء لشخصيات داخل الليكود غير وازنة، ترفض هذا الاندماج؛ ثانيا تكتل ازرق ابيض أعتقد سيحافظ على نفسه، لكن مع إمكانية التحاق حزب العمل به، خاصة وان الحزب لم يعد مؤهلا للانخراط في حملة انتخابية منفردا، أضف إلى ان زعيم الحزب، غباي لم يعد محل ثقة قيادات وكوادر الحزب، وهناك طعن داخلي بأهليته وكفاءته بعد الهزيمة الساحقة، التي مني بها في انتخابات الكنيست الـ21. لذا ملاذه الممكن التحالف مع "كاحول لافان"؛ ثالثا ايضا من الممكن أن يحدث تحالف بين حزب العمل وميرتس، رغم ان بعض قادة العمل اعلنوا رفضهم لانضمام الأخير لهم، غير أن ذلك ليس نهاية المطاف؛ رابعا من الممكن لحزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة ليبرمان ضم ايليت شاكيد، وزيرة القضاء السابقة، التي فكت تحالفها مع نفتالي بينت، ومن المحتمل أن تذهب المذكورة إلى الالتحاق بالليكود، لأنه يشكل لها بيئة مناسبة؛ خامسا وزير التعليم السابق، بينت زعيم "اليمين الجديد"، الذي هزم في الانتخابات السابقة، قد يلتحق مع أقصى اليمين بقيادة سموتيرطش؛ سادسا وعلى الصعيد الفلسطيني قد تعود القوى الأربعة لتشكيل القائمة المشتركة، إلا في حال واصل البعض التخندق في مواقعه الحالية، وأصر على مواصلة عملية التفتيت للقائمة المشتركة؛ سابعا قد يظهر تحالف فلسطيني إسرائيلي داعم لخيار السلام في محاولة لكسر حدة الهجوم اليميني المتطرف؛ ثامنا قوى الحريديم، هي القوى الأكثر احتمالية للمحافظة على قوائمها، إلا إذا استشعرت الخطر، قد تعيد النظر في شكل علاقاتها مع بعضها البعض.
مازال من المبكر الحديث عن الشكل النهائي للخريطة الحزبية الإسرائيلية، وعدد القوائم والتكتلات، التي ستنخرط في الانتخابات القادمة في 17 ايلول المقبل، لكن المؤكد ان المركبات القائمة لن تبقى على ما هي عليه، والأيام القادمة حتى مطلع آب المقبل موعد تقديم القوائم كفيل بالجواب على كل الفرضيات.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024