الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حماس "الفرزدقية "

نشر بتاريخ: 2019-05-28 الساعة: 03:34

محمود ابو الهيجاء قبل هذا اليوم اقتحمت مليشيا حماس مقر تلفزيون فلسطين في غزة، وحطمت محتوياته وأجهزته، ولطالما كانت تطارد كاميراته ومراسليه، كي لا ينقل شيئا عن الواقع الصعب والعنيف، الذي يعيشه أهلنا في القطاع المطعون بسلطة الانقلاب القمعية، وقبل هذا اليوم أيضا، وإثر حراك "بدنا نعيش" أرسلت حماس لصحيفتنا "الحياة الجديدة" رسائل تهديد، بصورة مباشرة، وأخرى غير مباشرة، غايتها هي بالضبط غاية رصاصات كاتم الصوت..!! غير اننا في تلفزيون فلسطين و"الحياة الجديدة" بسلامة الخطاب الوطني، والذي لا يهادن ولا يخشى قول كلمة الحق، لأنها كلمة المسؤولية، بقدر ما هي كلمة المعرفة، نقول بسلامة هذا الخطاب وقوته، لم نلتفت لتهديدات حماس التي ذكرتنا بما قاله جرير عن الفرزدق يوم هدد هذا وتوعد بدويا اسمه مربع "زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا/ ابشر بطول سلامة يا مربع" ولعل حماس لم تدرك ذلك بعد، فدفعت بتهديداتها الى ما تدعيه بأنه نائب عام لترفع قضية ضد "الحياة الجديدة" بتهم هي ليست غير التي تواصلها وسائل اعلامها، وعلى نحو عديم المهنية، وبأقبح أنواع الكذب والتدليس والافتراء وباللغة اللاوطنية لا غيرها على الاطلاق ..!! 
لسنا نستغرب ما تفعله حماس وهي تناور في كل ما تفعل للخروج من عنق الزجاجة الذي وضعت حالها فيه بسياساتها الانفعالية غير المسؤولة، وما كنا نتوقع من حماس غير ان تواصل هجومها على اعلام الخطاب الوطني الذي بات من الواضح انه قلقها الذي يقض مضاجع أكاذيبها، بل والذي يثير هلعها كونه الذي يفضح ودون مساومة ولا شعبوية، خطاب الفتنة والكراهية والحقد والفئوية البغيضة، الذي تواصله وسائل اعلامها المختلفة .
هكذا هي جماعة "الاخوان المسلمين" تخشى على طول الخط، كلمة الحق في خطاب اللغة الوطنية، ولا تعرف مواجهة لهذا الخطاب غير الادعاء والتلفيق والتدليس، ولا قانون لديها في تجربة حماس، سوى ما تفبرك من واجهات دعائية، لا حقيقة لها ولا واقع، وهي تتحصن بدوائر سلطة الانقلاب ورعايتها، بعد ان مزقت بداية كل قانون لحظة انقلابها الدموي العنيف على الشرعية قبل ثلاثة عشر عاما.
ستمنع مليشيا حماس جريدتنا من دخول القطاع المكلوم، ولكنها كيف ستمنع حضورها في الفضاء الالكتروني؟ حطمت أجهزة تلفزيون فلسطين ولم تحطم شيئا من ارادته طاردت الصحفيين واعتقلتهم وظل صوت غزة الواقع والحقيقة يصل الى كل مكان، اسرائيل العنصرية والاستيطان تفعل الشيء ذاته، والادارة الأميركية كذلك، وهي تشن الحرب على الشرعية الفلسطينية، وخطابها الوطني الحاسم، وظل هذا الخطاب مثلما هو دائما وهكذا سيبقى، عصيا على المنع والتغييب والمصادرة .
لا سبيل أبدا لمحاصرة هذا الخطاب وتغييبه وكتم صوته الوطني الحر، وأنها لشهادة لنا ان تذهب حماس الى هذا الموقف ضد جريدتنا "الحياة الجديدة"، ومرة اخرة واخيرة "زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا/ ابشر بطول سلامة يا مربع".
 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024