الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الحكومة 18

نشر بتاريخ: 2019-04-14 الساعة: 01:56

 موفق مطر لمصلحة من يتم اصطناع فيضانات الاحباط ، وفقد الثقة ، والضغط على الروح  المعنوية للجمهور الفلسطيني ؟!. تحت عناوين التحليل السياسي والاستطلاعات ، ومصطلح ( أفادت المصادر ) توضع الحواجز ، وتوسع الحفر في الطريق الذي ستمضي عليه الحكومة الثامنة عشر ، ليس قبل اداء اعضائها  القسم وحسب ، بل قبل الاعلان عن تشكيلتها !! وهذا ما يجعلنا نعتقد بالأسباب الخاصة عند كل واحد تمنى رؤية الحكومة الجديدة مشلولة ، وان كانت سلوكياته وكلماته المتناثرة من على لسانه تشي برغبته الدفينة في الاستيقاظ على حال ليس فيه سلطة ولا مراسيم رئاسية ولا حكومة ،  فقط لأنه حلم بمسمى وموقع وزير ولأنه عندما ايقظته ضجة  الترشيحات  والتسريبات لم يجد ما يسند راس هالا وسادته التي خبأ تحتها استخارته !!!.

عقليتهم  مدمرة ، قاتلة ، مغتصبة لآمال وطموحات وتفاؤل الناس في الوطن ، اولئك الذين يظنون ان ملفات القضية قد احترقت بعد ان سحبت من ايديهم ، وان الشعب قد ضاع  وتاه ، بعد ان تم تنحيتهم عن  المقدمة ، وان النظام السياسي قد اننهار وأصبح ركاما ، بعد ان كانوا يفاخرون انهم أحد اركانه ، لذا نراهم  كخطر اصحاب المشروع  الاحتلالي الاستيطاني من الذين أنكروا وجودنا ليبرزوا وجودهم ، ذلك ان أصحاب ( مشروع الأنا ) السلطوية هؤلاء يظنون أن وجودنا مرهون بوجودهم على سدة الرقم واحد .

انظروا الى معادلات الاحباط الممنهجة هذه ، فجماعة الاحباط قد توارثوا المنهاج واساليبه رغم العقود الزمانية وتعدد المراحل التي مررنا بها ، فهم قد قالوا لقد انهزمت الجيوش قبلكم فماذا ستفعلون وأنتم مجرد مجموعات من الفدائيين ؟! كان هذا يوم قررنا الانطلاق بالثورة والعمل الفدائي، ثم قالوا : قرارات الأمم المتحدة ليست اكثر من حبر على ورق عندما ذهبنا لخوض المعركة في ميدان القانون الدولي وتم تثبيت الوضع القانوني لفلسطين ، وانتزاع  اقرار من العالم بحقنا في قيام دولة مستقلة  وعاصمتها الشرقية ، ، وها هم اليوم يحركون السنة وماكينات اعلامية بمقولة : " الحكومة الجديدة ليس بيدها شيء لتفعله "  "الحكومة لن تقلع " لا شرعية وطنية للحكومة " فإذا بهم يكسبون الميدالية الذهبية في نهائي منافسات ( الوأد ) ، فيما يحل المورثون الجاهليون في ذيل قائمة " الوائدين " !!.

انعدمت لدى "جماعة الاحباط " البصيرة والرؤية الوطنية ، واتخذوا لأنفسهم الرؤية عبر عين الأنا  الخالية من روح الفكرة ، وسلطوا قوتها التكبيرية على انوفهم فقط فظنوها العالم ، فصدقوا انهم  اكبر من الوطن ، فاثبتوا خلوهم من نعمة العقل  ومداركه وقدراته والأحاسيس ولمشاعر ، فسقطوا في المقارنة مع  ما يسمى العقل الصناعي الذكي ... خاصة بعدما ظنوا اننا لانعلم انهم كانوا يركضون في الطول والعرض  وراسيا وافقيا  للفوز برقن اسمائهم في تشكيلة الحكومة ، التي ما ان تأكدوا من خلوها من ( أسمائهم  المبجلة ) حتى ناصبوا المُكَلِف والمُكَلَف  الخصومة !! وانبروا في طعج الثقة ، ورش الاحباط .

الحكومة ستقلع، لأنها تملك مقومات الشرعية الوطنية ، فهي حكومة الرئيس محمود عباس ابو مازن،  قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، الرئيس المنتخب، وجوهر برنامجها بات معروفا في كتاب التكليف .

سنمكن الحكومة ، ونضع بأيد رئيسها وأعضائها كل عوامل النجاح ، لأن رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد اشتيه ناجح ولا يرضى غير النجاح سبيلا .

ستقلع الحكومة ولكن بقوة دفع الوطنيين الذين يجب عليهم مضاعفة قدراتهم وجهودهم في هذه اللحظات المصيرية الخطيرة ، فنحن ندرك الخطر الوجودي الداهم علينا ، لذا فإننا سنكون في قلب القرار ، نلعب في ملعب الحكومة ، نمشي معها في حقول الألغام ، نشد على عضد رئيسها وعضد كل وزير  نراه في الاتجاه الصحيح ، لن نجلس على  ألأرائك ، نشد انفاس المعسل ، وننفث دخان التأويلات ، سنقول مايمليه ضميرنا الوطني علينا ، ونعمل في الميادين معها ، فهذه حكومتنا ونجاحها يعني الكثير للجماهير الكادحة الصابرة فالصامدون هنا على ارض الوطن هم اصحاب  المصلحة الاولى والاخيرة في نجاحها ، ومن كان مع الجماهير فليقل كلمة تنفع ، تدعم ، تعزز ، تنتقد نقدا موضوعيا بناء ، فالمسألة ليست منصب وزير او من يكون ، إنها مسألة استعادة الوعي ، بأننا كلنا مناضلون مسئولون كل حسب موقعه ومهمته ، يحملنا عقل وطني تحرري  حقيقي ، فالوزير ان يكون مناضلا او لا يكون وهذا هو المعيار .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024