الرئيسة/  مقالات وتحليلات

صندوق السلام أم صندوق جريمة الحرب ؟!!

نشر بتاريخ: 2019-04-09 الساعة: 09:46

 موفق مطر " يجدر الإصغاء إلى ما قيل بعده"  هكذا كان رد بنيامين نتنياهو على سؤال  حول خطاب بار إيلان، الذي ألقاه في العام 2009 وتحدث فيه عن حل الدولتين.  

نسخنا الجملة أعلاه من النص الأصل المنشور لحديث  بنيامين نتنياهو رئيس حكومة دولة الاحتلال  ( اسرائيل ) مع موقع القناة السابعة الموصوف باليميني !! ..بعد ان أعلن بشكل صريح رفضه قيام دولة فلسطينية ، وذلك لبيان أمرين هامين ، ألأول المدى الذي وصله نتنياهو في عملية استغباء واستحمار الجمهور الاسرائيلي التي بلغت ذروتها خلال الأيام السابقة للانتخابات ، أما الأمر الآخر فهو  قدرة  نتنياهو واستعداده لممارسة الكذب والتحايل والخداع من اجل البقاء في الحكم ، حتى ولو كان ذلك على حساب الأمن والاستقرار والسلام ليس في فلسطين والمنطقة وحسب ، بل في العالم ، رغم تطميناته للجمهور الاسرائيلي الى القوة العسكرية التي تمتلكها اسرائيل والذي على اساسها قال للقناة 12 الاسرائيلية  :" إنني أصل إلى العالم من خلال قوة أمنية واقتصادية ودبلوماسية " .

لا نعرف كيف يستطيع  نتنياهو  ممارسة  الكذب على  الجمهور  الاسرائيلي ، فهو يتحدث عن قوة  دبلوماسية ، لكنه في الواقع ليس في جعبته  في القوة الدبلوماسية إلا موقف ادارة ترامب الأميركية  المتمردة  كدولته ( اسرائيل ) على القانون الدولي والخارجة على  الشرعية والأعراف والمواثيق الأممية ، وتكمن المصيبة  اذا كان الجمهور الاسرائيلي يعرف  هذا الأمر  لكنه يصدق نتنياهو ، وان كنا لا نرى ما يمنع الجمهور المتجنح معظمه للهبوط في مستنقع  اليمين المتطرف العنصري  المؤيد للاحتلال والاستعمار الاستيطاني  والقوانين  العنصرية من تصديق نتنياهو باعتباره النموذج العاكس لوجهات  نظر هذا الجمهور رغم تنوع كياناته وأحزابه ، وقد نذهب الى ابعد من ذلك ولا نغالي إن قلنا أن الجمهور الاسرائيلي قد انجرف في انحرافاته  الفكرية والسياسية  الى ابعد من أي نقطة من التطرف كان قد وصلها مجتمع ما في هذا العالم ،  آخذين بعين الاعتبار طبيعة مكونات المجتمع الاسرائيلي وارتباطاته  مع اصوله  قي المجتمعات الأوروبية وألأميركية المدنية المتقدمة ، وتلك الشعوب التي تركها المستعمرون في ورطة الخروج من موروث ثقافي مزيف ادى  الى تغلغل المفاهيم والتعاميم المتطرفة تجاه الحياة وقضاياها .

سيتأكد العالم مع نهاية هذا اليوم التاسع من شهر نيسان من ماهية المجتمع الاسرائيلي ، وسيدرك العالم حجم الخطر الذي يتهدده  إن رجحت كفة أنصار  الحرب والقوانين العنصرية ،  والاحتلال والاستيطان ، مايعني بداية السقوط والتحول الى مجتمع  ( مجرمي الحرب )  او المجتمع الحاضن للجرائم ضد الانسانية ، فكل الجمهور الاسرائيلي يعلم أن الاحتلال والاستيطان وتهجير الفلسطينيين والقتل الممنهج للمدنيين الأبرياء ، هي جرائم حرب وضد الانسانية ، يرتكبها المسئولين رقم واحد في كيانهم السياسي ، وأنهم سيكونوا مشاركين في هذه الجرائم ان اعادوا انتخابهم ، ما يعني  مساهمتهم الفعلية العملية فيها ، فتكون اسرائيل بذلك او دولة تكون الغالبية العظمى من مجتمعها مسئولة عن جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب .

لا يستطيع الجمهور الاسرائيلي تجاوز الاختبار التاريخي  إلا عبر اجتياز حقول  الغام الخوف والرعب التي يزرعها نتنياهو والمسئولون في الأحزاب المتطرفة  من فكرة السلام  والحل على أساس الدولتين ، والوصول الى صناديق الاقتراع بقناعات صادقة حول جدوى  السلام ، والاقتناع بوجود شريك فلسطيني يرضى  السلام ولكن ليس على اساس الاخضاع لمنطق القوة كما يعتقد دكتاتورهم الجديد نتنياهو ، وإنما على اساس قرارات وقوانين الشرعية الدولية  ، التي بناء عليها تم  توقيع الاتفاقيات مع حكومات اسرائيل .

على الجمهور  الاسرائيلي الاحتكام والتفكير جيدا قبل الاختيار ، فأمامه صندوقان يكون مساهما بقرار الحرب والعدوان والاحتلال والاستيطان  والقوانين العنصرية  ان شاء  اختياره ، والآخر قد يجلب له وللمنطقة حلولا واقعية ممكنة ، تؤدي في نهاية  الطريق الى محطة سلام عنوانها دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدودها ومواردها وعاصمتها القدس الشرقية ، وتامين حقوق اللاجئين  الفلسطينيين في العودة  حسب القرار الأممي 194 وحرية الأسرى .

ليس بإمكاننا  تحديد خيارات المجتمع الاسرائيلي لكنا على يقين أن قوة في الأرض لن تمنعنا من تحديد خياراتنا ، إن اختار معظم المجتمع الاسرائيلي الانخراط في شبكة العداء للانسانية وحضارتها التي لا معنى لها بدون رسالة سلام تجسدها كحقيقة مادية ملموسة .

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024