الرئيسة/  مقالات وتحليلات

القمع الحمساوي وصفقة القرن

نشر بتاريخ: 2019-03-16 الساعة: 08:45

خالد سليمان تتعرض القضية الفلسطينية برمتها لحملة شرسة تستهدف تصفيتها وتصفية المشروع الوطني، بالاضافة الى المس برموزه التاريخية، وباتت هذه المرحلة نقطة ارتكاز مفصلية ومؤشرا لتحول جوهري في مستقبل مشروع التحرر الفلسطيني وتجسيد الدولة الفلسطينية واقعا ملموسا على الارض، ولا يخفى على احد حجم الاستهداف المتمثل بمحاولة الولايات المتحدة الاميركية تمرير ما يعرف بصفقة القرن الكارثية، فإدارة ترامب تنتهج الدعاية الاعلامية الرامية للنيل من حقوق شعبنا المقدسة، فيما تنتهج حماس سياسة "الهروات" لقمع ابناء شعبنا في غزة الصمود مدعية انها احتجاجات مسيسة لتبرير بطشها وعنجهيتها.

الاحتجاجات السلمية ضمن حملة "بدنا نعيش" في ارجاء القطاع كافة جاءت كرد طبيعي وعفوي على سياسيات حماس الفئوية منذ قرابة 12 عاما على حكمها وتسلطها بالقوة، وردا على تغييرها للتركيبة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فقد خلقت حماس نظاما يكرس سلطة الامر الواقع بعيدا عن احتياجات شعبنا ومتطلباته الاساسية بالعيش وسد العوز الناتج عن ممارسات ادت بمجملها الى حرمان ابناء شعبنا من ابسط حقوقه الانسانية.

 ما يجري من احداث ميدانية في قطاع غزة يأتي لتكميم الافواه وقمع وحشي بحق المحتجين السلميين ضمن التظاهرات الواسعة في ارجاء القطاع كافة الذي يقوده شباب غزة في حملة احتجاج عفوية رفضا لسياسات حركة حماس الانقلابية، التي عملت ومنذ 12 عاما على تكريس حكمها المنفرد بقطاع غزة وسنت قوانين وتشريعات ورسمت سياسات استهدفت التركيبة المجتمعية والاقتصادية من خلال خلق حفنة من المتحكمين بأهلنا في القطاع. ولا يمكن باي حال من الاحوال تبرير اعمال مليشيات حماس الخارجة عن القانون ضد الحراك السلمية بحجة انه مسيس حتى ولو قلنا جدلا بان ذلك صحيحا. 

الاحتجاجات السلمية البريئة طالت حقوقيين وناشطين وصحفيين كان ابرزهم الاعتداء بالضرب على مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الانسان جميل سرحان ، ما يؤكد بالضرورة أن حماس لا تستهدف ابناء فتح فقط وانما كل ما يتطلع للحرية والانعتاق من براثين حكمها وطغيانها المستتر بغطاء الدين والنفاق السياسي الذي سرعان  انفضح امره وعري تماما امام شعبنا والعالم كله. حماس التي تصف ذاتها بانها مشروع مقاومة سارعت الى الهرولة للوسيط المصري لتهدئة الاجواء السياسية من قبل الكيان الصهيوني بعد ساعات من اطلاق ثلاثة صواريخ سقطت في الرابع عشر من آذار في "تل ابيب"، وقبول اسرئيل بتفسير "حماس" ان الصواريخ سقطت بالخطأ، وبغض النظر عن صحة الرواية الاعلامية لحركة حماس من زيفها الى انها تشير بطريقة لا تدع مجالا للشك أن حماس تبني سياستها استنادا على الطريقة الميكافيلية بغض النظر عن بشاعتها للوصول الى الهدف العام وهو ابقاء سيطرتها على قطاع غزة حتى ولو تحالفت مع الكيان الصهيوني الذي قال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ان ادخال الاموال القطرية للانقلابيين في قطاع غزة يأتي لترسيخ الانفصال السياسي وابقائه بما يخدم المشروع الصهيوني الاستعماري.

قد تبقى حماس محتكرة للقرار السياسي والمشهد الامني في قطاع غزة، وقد تبقى على علاقاتها وثيقة مع تحالفات سياسية دولية واقليمية، لكنها لن تستطيع الاستمرار في خداع الرأي العام الداخلي لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية، ولن تنال اي شرعية لتصبح ممثلا للشعب الفلسطيني او الاستمرار في مسلسلها الهزلي في التساوق مع مشروع نتنياهو القائم على استمرار التهدئة مقابل ادخال الاموال القطرية من جانب او مع الادارة الاميركية المتمثل في ابقاء حكمها مقابل حفنة من الدولارت لتكرس طغيانها، في الوقت الذي تقود فيه قيادة الشعب الفلسطيني معركة وجودية مع الاحتلال الاسرائيلي من جهة ومع الادارة الاميركية من جهة اخرى.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024