الرئيسة/  مقالات وتحليلات

زهافا والدة الجندي (اورون ) وأم ألأسرى الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 2019-03-05 الساعة: 09:30

 موفق مطر " إذا قُتل أبني أريد أن أجد له قبراً "..  " ليس لدي الكثير من الوقت أريد ابني بجانبي، صحتي ليست جيدة ".

هذا مانشرته صحيفة  اسرائيلية عن لسان  زهافا شاؤول والدة الجندي في جيش الاحتلال الاسرائيلي  (أورون شاؤول ) غير المعروف مصيره حتى الساعة  بعد دخوله مع قوات جيش الاحتلال الى داخل المناطق السكنية في غزة  أثناء العدوان على شعبنا في غزة في العام 2014.

نحس ونشعر بأحزان هذه السيدة باعتبارها ( والدة الجندي أرون ) لا تعرف مصير ابنها حتى الآن ، وكان لها ان تبلغ محطة الانسانية لو أنها تابعت وطرحت قضية ولدها ( كأم ) .

سنذَّكر السيدة زهافا  بما حدث للفلسطينية  أم ابراهيم  الخطيب  التي بلغت سنوات عمرها قبل ان ترقى روحها الى بارئها  اكثر بكثير من السنوات التي مرت على  دولة السيدة زهافا ( اسرائيل ) منذ انشائها .

 سنلفت نظر والدة الجندي بأن ابنها و حسب القانون الدولي  هو جندي في جيش الدولة القائمة  باحتلال دولة فلسطين  وعليه فانه لاينطبق عليه قانون المقاتلين من اجل الحرية ، ورغم ذلك سنأخذ في الاعتبار كونها والدة .

سنذكرها بأن الأم  والوالدة الفلسطينية أم ابراهيم الخطيب انتظرت 16 سنة لتمنح ابنها كامل الخطيب  دفء وجنتيها  قبل ساعات من وداعها الحياة الدنيا والعودة روحا واسما وجسدا الى  تراب أرضها  الطبيعية والتاريخية المقدسة  في فلسطين  كما خلقت منه منذ اكثر من تسعين عاما .

كامل الخطيب  ابن الأم الفلسطينية أم ابراهيم  كان مناضلا ومقاتلا من اجل الحرية عندما وقع في الأسر ، وهو حسب القانون الدولي يمتلك  شرعية  قانونية اممية لمقاومة الاحتلال ، ورغم  نقدر حزن زهافا على ولدها ، لكن هل علمت زهافا أن ام ابراهيم كانت قد هيأت عقدا من الورود  لتقليد صدر ابنها به ، لكن القدر لم يمنحها الفرصة وانما منحها فرصة القول  لابنها المحرر:"  الله يرضى عليك يما " كما منح ابنها دف اللحظة الأخيرة من جبين والدته وأمه ، فالوالدة مثل ام ابراهيم عندنا اكبر واعظم من مجرد والدة انها ( أم  ) فهي بالنسبة لأبنائها أول وطن يعرفونه ، فما بالك ياسيدة زهافا أن ام ابراهيم شاهدة على جريمة  دولتك  بحق الفلسطينيين  الذين أجبرهم ارهابها ومجازرها  والخوف من جرائمها على  الهجرة واللجوء قبل سبعين عاما ؟!.

سنذكر والدة الجندي اورون  شاؤول  بما قالته الصحفية الإسرائيلية أوشرات كوتلر مقدمة نشرة أخبار ( نهاية الأسبوع في القناة 13 ) الاسرائيلية ولعل شهادتها تقنع والدة الجندي  فالصحفية كوتلر قالت عن  جنود جيش الاحتلال من وحدة  ( نيتسح يهودا )  مايلي : " تصرفوا كحيوانات بشرية في قضية الاعتداء على أسرى فلسطينيين مكبلي الأيدي، ومعصوبي الأعين". .. ثم اضافت  الصحفية  ماكان يجب ان تسمعه  ام الجندي اورون التي قالت :"  يرسلون أولادكم  فتية للجيش، يرسلونهم للمناطق، ويعودون لنا حيوانات بشرية، وهذه هي نتيجة الاحتلال". وهذا مثبت في صحيفة معاريف التي نشرت نص حديث الصحفية .

كان على السيدة زهافا الترفع  والنظر للأمور بعين ( أم  ) فهي ان كانت والدة لجندي  مازال مصيره مجهولا ، فان أكثر من ستة آلاف والدة وأم فلسطينية ينتظرن أبنائهن ، فهن يعرفن أن ابنائهن احياء في معتقلات دولتها الاستعمارية الاحتلالية العنصرية  قال الذين غادروها بعد عقدين او أكثر أنها لاتصلح لحياة الآدميين وتحديدا معتقل النقب الصحراوي    حيث امضى كامل الخطيب ابن ام ابراهيم 16 عاما هي زهرة شبابه في حياته في زنازين الظلم والاستكبار والاستبداد  والاحتلال العنصري .

كان على زهافا مساعدة ولدها ان كان حيا ، عبر الارتقاء الى مستوى  ( أم ) والتعبير بشكل واضح وصريح وجريء  عن انتمائها الى مجتمع الانسانية ، فتشعرنا أنها كوالدة  لجندي مفقود على الأقل تشعر بمعاناة  وأحزان امهات  وزوجات آلاف الأسرى الفلسطينيين  وتشاركهن آمالهن برؤية ابنائهن  بينهن ، كما تأمل هي برؤية ولدها أرون .. ومن المفيد ان تعلم  زهافا أن كل والدة فلسطينية  لها ولد اسير في معتقلات الاحتلال تعتبر حرية ولدها منقوصة مالم يتحرر كل الأسرى ، فالفلسطينية  تفكر بعقل وعاطفة الأم  اولا ،  وإلا لما كانت قضيتنا حية حتى الآن ، ولما ورث  الأبناء مبادىء النضال  المشروع من اجل الحرية والاستقلال عن آبائهم واجدادهم ...وقد يكون مفيدا لزهافا أن تفعل كما فعلن عضوات  (حركة الامهات الأربع ) الاسرائيلية  المناهضة للحرب  عندما طالبن بانسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية  ، بعد سقوط  ابنائهن قتلى في مروحية للجيش .. ولعلم زهافا فان حركة الامهات الأربع دعت الحكومة الاسرائيلية للتراجع عن الحرب ،واستخدام العنف ضد الفلسطينيين  ، والانسحاب من الاراضي الفلسطينية  ومن خلال المفاوضات .

 كان على السيدة زهافا أن تطالب  بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، وموشيه يعلون و أورنا باربي ورافي بيرتس،  بالكف عن العدوان على الشعب الفلسطيني  ، والانسحاب من اراض دولة فلسطين المحتلة منذ الخامس من حزيران في العام 1967 ،  وفك الحصار عن قطاع غزة  والصراخ بوجه اعضاء الكنيست العنصريين الذين  قرروا اقتطاع  مخصصات ألأسرى الفلسطينيين من اموال الضرائب  الفلسطينية ،  كان عليها ان تقول لهم : قوانينكم عنصرية ، وانتم تلعبون بمصائر وحيواة  اولادنا ، كما لاتعنيكم حيواة ومصائر عشرة ملايين فلسطيني وأكثر ، فالحرية ياسيدة زهافا عقيدة  انسانية لاتعرف الجنس والعرق ، ومن يطالب بحرية ولده عليه أولا الامتناع عن سلب ألاخرحريته ، اي بمعنى اوضح  كان عليك  تحميل مجتمعك بكل شرائحه ومستوياته  المسئولية ، ولو بمستوى مقبول ومعقول من التعابير الانسانية ، التي تخبرنا أنك معنية أيضا بمعاناة آلاف الأمهات  الفلسطينيات .

ربما كان مفيدا لزهافا الوقوف في هذه الثناء عند كل محفل واجتماع انتخابي  لتقول لساسة دولة الاحتلال الذين يتنافسون على سفك دماء الفلسطينيين  لضمان الفوز في الانتخابات  العامة القادمة  : كفوا عن المتاجرة بدماء أبنائنا ، اسحبوا اولادنا  الجنود  لانريد حروبا ، اطلقوا حرية  ألأسرى الفلسطينيين بدون استثناء ، فهناك آلاف الأمهات الفلسطينييات يتطلعن لرؤية أبنائهن احرارا ، فكفوا عن ارتكاب جرائم حرب وضد الانسانية .

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024