الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حكومة العقلانية الفلسطينية ..أم جماعة الغواية ؟!!

نشر بتاريخ: 2019-01-29 الساعة: 08:31

موفق مطر اذا جاز لنا اطلاق مسمى على حكومة الوحدة الوطنية القادمة المتوقع تشكيلها ، فإنا نفضل تسميتها " حكومة العقلانية الفلسطينية " .

لماذا العقلانية لأنها الشرط الرئيس وألأساس لادراك المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية ، ولأنها النواة الحية التي لابد منها لتشكيل الوطنية كفكرة وثقافة  وسلوك وعقيدة سياسية .

 العقلانية منهج علمي على اساساتها ترفع قواعد وركائز مؤسسات اي مجتمع ودولة ، وبدونها فان كل مايفعله الانفعاليون الانفصاليون عن واقعهم مجرد محاولات للبناء على رمال متحركة .

العقلانية هي مسار آمن ، بشرط ان يكون الوطن نقطة بدايته ، ونقطة نهايته ، مسار لامحدود لارتباطه بالمستقبل ، في هذا المسار تجري الحسابات وتستخلص العبر اثر التوقف عند كل محطة فيه ، وعند المنعطفات  والتقاطعات توجد الشارة التي تمنعنا من الاصطدام ، وبعدها التي تشير علينا بالاستعداد للانطلاق والتقدم بسلام .

العقلانية الفلسطينية تعني التأمل والتفكير والفحص  والغوص عميقا في اصول المشكلة  قبل رسم الأفكار وطرح الحلول  التي لاجدوى منها مالم تكن على هيئة  برامج وخطط ، ومنهج عمل يلمس المواطن صوابه انجازات ميدانية وشواهد حية على الأرض ، وخلاف ذلك يعني " الهوبرة ".

العقلانية الفلسطينية هي انجازات حقيقية  ثبتت اركان دولة فلسطين ووضعها  القانوني في القانون الدولي ، ومكنت فلسطين من الحضور في المجتمع الدولي كحضور اي دولة ذات سيادة مع اقرارنا ان فلسطين مازالت دولة تحت الاحتلال ، فالعقلانية الفلسطينية برهنت للعالم  احقيتنا التاريخية وجدارتنا في المستقبل بدولة واستقلال وحرية بكل ما لهذه المصطلحات من معنى .

 العقلانية الفلسطينية جعلت العالم يقر حسب منطوق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 19/67  - الذي نلنا على اثره موقع دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة بان المجلس الوطني الفلسطيني هو برلمان الفلسطينيين، وان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي حكومة  كل الفلسطينيين الذين في فلسطين وكذلك اللاجئين اينما كانوا .

 العقلانية الفلسطينية تعني البناء على هذا الانجاز لدى الشرعية الدولية وليس تدميره بأيدينا ، فهذا الذي أغرق العالم بضجيج ( الهوبرات ) حول اعادة بناء هيئات ومؤسسات منظمة التحرير وضرورة استعادة مكانتها لقيادة كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله ، ويحاول الآن تكوير نفسه ، ليدحله الآخرون الى مربع حواجزهم وعوائقهم وعراقيلهم ، وحقول ألغامهم التي زرعوها على درب مشروعنا الوطني هو في المقام  المضاد للحكمة التي تعني حقا العقلانية .

العقلانية مرادف للحِكْمَة التي تعني  ايضا في لسان العرب : الرشد ، والعبرة ،  الفطنة ، الخبرة ، سداد الرأي ، المشورة ، الصواب ، الصرامة ، العظة ،  والحنكة والرصانة  والهداية .

أما اضدادها فهي الجَهل، والتَهَوُّر، والحماقة والرعونة والسفاهة والضَلالَ , والطيش والغَباء  والنزق ، والغِوًى والتَسَرُّع والتيه .

الفارق مابين الهداية والتيه كالفارق بين واحد يأخذك الى الأمان ، وآخر يأخذك الى الجحيم !!.

أ يريد الرافضون تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل البقاء في مربع رمادي وهمي غير موجود اصلا ما بين مربعي الحكمة والسفاهة ؟!  كيف لايعلمون بانعدام المساحة مابين مربعي  الرشد والضلال ، مابين مربعي الوحدة والانفصال ، مابين  التهور والعقلانية ، مابين الذكاء والحنكة ، والغباء والحماقة .

لاعذر لمن وضع على عينية عصبة سوداء وفقأ عيون بصيرته حتى لايقر بسقوطه مع  (جماعة الغواية ) رغم أنه اول ضحايا رعونتهم وطيشهم  وضلالهم  وتهورهم ، وجهلهم !!.  فان الفلسطينيين يرونه حتى وان كان قد حجب رؤيته بيديه !!.

آن الأوان للتحررمن حلقات قيود اوسلو الواحدة تلو الاخرى ولكن ليس بالتسرع  والنزق وانما بالحنكة والرصانة والرأي والموقف السديد ، واستكمال العمل لتجسيد مؤسسات دولة فلسطين وترسيخ مبادىء النظام السياسي الوطني التحرري الوحدوي العقلاني  وتمكين منظمة التحرير بكل أركانها من قيادة المرحلة المقبلة ، مرحلة الانفكاك  الكامل عن  الاحتلال ، مرحلة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي ، مرحلة خلق الانسجام بين منهجي التحرر والبناء . 

فكروا لمرة واحدة وقرروا السير باخلاص وصدق في درب النضال الوطني مع  الرئيس ابو مازن (بورقيبة فلسطين ) ورئيس السلام الفلسطيني الرئيس الانسان ، اذا كنتم تؤمنون بالعقلانية منهجا صالحا وصائبا ليس للحياة وحسب ، بل للحرية والاستقلال ، فان احببتم واحترمتم  وقدرتم الزعيم المناضل نيلسون مانديلا - رحمه الله -  فما الذي يمنعكم من السير مع الذي يشاوركم ويشارككم في القرار والمصير.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024