الرئيسة/  مقالات وتحليلات

انتقائيات حماس الاخوانية

نشر بتاريخ: 2018-12-26 الساعة: 08:42

باسم برهوم حماس باعتبارها حركة اخوانية تغير لونها حسب الظروف وحسب اللحظة السياسية وحتى حسب المناسبة. فهي يمكن ان تكون في لحظة حركة مقاومة وفي لحظة اخرى نظاما سياسيا وحكما وحكومة وبرلمانا.
وفي مناسبة يرتدي رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية لباس الخلفاء الراشدين والسلاطين وفي اليوم الثاني يرتدي البدلة ويبدو شخصا آخر. وحماس تبدو اليوم صاحبة المشروع الاسلاموي والناطق الوحيد باسم الدين الاسلامي، وفي اليوم التالي تطرح نفسها صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني.
والأهم أنها طرحت نفسها ضد اتفاقيات اوسلو وتظهر وكأنها خارج هذا الاتفاق وتعمل ضده، وفي نفس الوقت تدخل انتخابات تشريعية تستند الى فانون اساسي هو وليد ونتيجة لاوسلو وتتمسك به حتى النفس الأخير. هي ضد التنسيق الأمني وفي نفس الوقت تأخذ أموال قطر عبر جهاز الموساد وتعتبره انجازا، وتلهث وراء اتفاق هدنة أقل من اوسلو مع دولة الاحتلال مقابل ان تعترف بها تل أبيب وتفاوضها هي.
واليوم وبعد قرار المحكمة الدستورية حل المجلس التشريعي تعلن تمسكها بالقانون الأساسي الذي داست عليه هي عندما قامت بانقلابها على الشرعية الوطنية الفلسطينية وتأخذ قطاع غزة رهينة لها ولجماعة الاخوان وحلفهم الاقليمي.
هذا ليس بالغريب على حماس تلونها وانتقائيتها فهذه صفة جماعة الاخوان التي تأسست في نهاية عشرينيات القرن العشرين لتكون في مواجهة النهضة العربية وضد أي مشروع عربي قومي تحرري... الم يكن التنظيم الدولي اداة وكالة المخابرات الاميركية ضد القوى الثورية والتقدمية ابان الحرب الباردة؟
الم يكونوا اداة اميركا في افغانستان ابان التدخل السوفييتي في آواخر السبعينيات؟ 
الم ترفض حركة الاخوان الانضمام للثورة الفلسطينية في الستينيات بل وعملت ضدها داخل الارض المحتلة وخارجها؟
الم ترفض حماس كل محاولات ياسر عرفات للانضمام لمنظمة التحرير وقررت ان تطرح نفسها بديلا لها؟
حماس الاخوانية التي تستخدم الدين لمصلحة الجماعة وتستخدم القضية الفلسطينية لنفس الغرض هي على استعداد ان تتلون مثل الحرباء حسب مصلحة جماعة الاخوان فالجماعة هم الحرباء نفسها.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024