الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مكافأة الانقلاب ومال الانفصال القذر

نشر بتاريخ: 2018-11-11 الساعة: 08:08

موفق مطر تخيلوا هذه المعادلة ،  فدولة  الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري اسرائيل ستسرق شهريا نسبة من اموال الضرائب الفلسطينية ( المقاصة )  تساوي ما تدفعه منظمة التحرير الفلسطينية لأسر الشهداء  وللأسرى الفلسطينيين شهريا ايضا ، لكن قادة هذه ( الاسرائيل ) تكاد قلوبهم تنفطر على حال حماس وموظفيها في قطاع غزة ، فتقرر تمرير منحة مالية قطرية الى قيادة حماس شرط تعهد حماس بمنع أي عمل مسلح انطلاقا من القطاع وايقاف مظاهر اشعال النيران عند السلك الفاصل بين غزة واراض فلسطين المحتلة منذ العام 1948 ، ومنع اطلاق البالونات الحارقة نحو ما يسمى مستوطنات غلاف غزة .. هذا من حيث ظاهر الأمور أما باطنها والتي نعلمها جيدا ان  الرشوة  التي تلقتها حماس هي بمثابة  دفعة على الحساب  لاختبار ردة فعل مسلحيها ومنتسبيها ، وقياس موافقتهم على اضطلاع قيادة حماس في تنفيذ متطلبات صفقة ترامب . فاذا مرت هذه الدفعة  دون آثار سلبية على قدرة حماس على السيطرة وضبط الأمور فان دفعات مكافأة  الانفصال ستتدفق بسيولة غير مسبوقة .

 

من باع دماء شهداء واسرى وجرحى  ومعاناة فلسطينيين هم جزء لايتجزأ من  شعب فلسطين علنا ، وباع جماعته ( الاخوان المسلمين ) لعاصمة دولة ( الولي الفقيه ) طهران في  العام 2006  لن يمتنع عن بيع القضية الفلسطينية عندما يصل الى حافة الافلاس  المادي والسياسي .. وللتذكير فان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل "حماس" هو القائل   اثناء لقائه حفيد الامام الخميني إن حماس هي الابن الروحي للإمام الخميني ، وذلك في فبراير- شباط 2006 .

ليست ال ( 15مليون دولار ) القطرية الا ( فراطة ) او ما تسمى ( فكة ) قياسا الى المبالغ الطائلة التي تلقتها حماس  لاجتثاث قلب  المشروع الوطني ، فبعد تصريح  مشعل المذكور ، ووقوفه في حضرة  الخامنئي  رجع مشعل ب ( 50 مليون دولار ) كانت بمثابة مكافأة مقدمة سلفا على انقلاب حماس الذي حدث حوالي عام وأربعة شهور أي في ال2007، وقد تفيدنا الارقام للاستدلال على مهارة رؤوساء المكاتب السياسية لحماس في بيع وشراء القضية ، فإسماعيل هنية لم يستطع تحصيل اكثر من 15 عشر مليون دولار شرط مرورها عبر نظام صراف الاحتلال الاسرائيلي وإخضاعها لشروط ليبرمان وزير حرب جيش الاحتلال ، وقد يكون هذا المبلغ زهيدا قياسا للمبلغ الذب حصل عليه مشعل مقابل بيع جماعته الاخوانية ،  باعتبار حجم المكافأة لحماس على تنفيذ خطة الانفصال ، واغتيال المشروع الوطني الفلسطيني  وتقزيم  الكفاح  الفلسطيني وتحويله الى مجرد سلوك مافيوي وبلطجة  ، واشهار عقد العمل لصالح  صفقة العصر ( ألأميركية الاسرائيلية ) جهارا نهارا,

ما تفعله حماس الآن اخطر من الانقلاب الذي نفذته عام 2007  ذلك انها تغتال علنا الوعي الوطني  الفردي والجمعي ، وتبدد معاني الوطنية والكفاح  والنضال وتبخر عزيمة  آلاف الشباب والرجال والنساء الذين رأوا في مسيرات العودة السلمية سبيلهم للتعبير عن  حقهم الحرية والكرامة ، ورفض الاحتلال وحصاره ، فحماس قايضت دماء اخوتهم وابنائهم  وبناتهم الشهداء ، وباعت اطراف الجرحى  وآلامهم ، ومسخت  الثوابت والأهداف الوطنية وبادلت كل ذلك ( بمال قذر ) وسوقت  هذه (المقايضة الحرام ) على انها انتصار على الحصار !!!!.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024