الرئيسة

مختارت من الصحف العبرية

نشر بتاريخ: 2017-10-04 الساعة: 10:36

 – مقال - 6/10/2017

 

ترامب: نتنياهو لا يريد السلام

 

ايريس ليعال- هارتس

صباح الخير، سيد ترامب. أو كما يقولون لدينا، اكتشفت امريكا. لم نكن متفاجئين مثلك بالضبط من اكتشاف ان نتنياهو ليس هو الجهة التي يصعب اقناعها  "في كل ما يتعلق بالجهود من اجل التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين"، كما كتب اول أمس براك ربيد نقلا عن سبعة مصادر اجنبية واسرائيلية طلبت عدم ذكر اسمائها (هآرتس). وقد اشارت هذه المصادر الى أنه في اللقاء بين ترامب والسكرتير العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش، بعد يوم على لقائه مع نتنياهو في نيويورك، قال ترامب انه "لا يصر فقط على دعم اتفاق السلام، بل هو نجح في صفقات كثيرة وصعبة. ولكنه دائما سمع ان الصفقة الاصعب منها جميعا هي تحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين"، ولهذا قال انه يريد محاولة التغلب على هذا التحدي.

كيف سيقوم الرئيس بعمل الشيء غير الممكن. سيحضر الطرفين الى طاولة التفاوض وسيتغلب على العقبات التي لم ينجح فيها احد من اسلافه؟ حسب المصادر الدبلوماسية فان ترامب يقدر ان الرئيس محمود عباس كبير السن ويواجه مشاكل سياسية داخلية، لكنه يهتم بأن يبقي من خلفه ميراثا. في حين أن نتنياهو يدرك أنه لن يحصل على رئيس امريكي مؤيد ومصغي لاحتياجات اسرائيل الامنية اكثر منه. كما اسلفنا، الرئيس الذي هو بلا شك رجل اعمال مجرب (رغم انه ليس بالتأكيد رجل اعمال ناجح) قام بتقدير الربح والخسارة المتوقعة للطرفين وتوصل الى نتيجة أن أحدهما، الفلسطيني، يريد أن يترك لشعبه اتفاق كجزء من ميراثه، في حين أن الآخر سيأتي الى طاولة المفاوضات كمن يتخبطه الشيطان.

يبدو انه لم يسبق أن قيل شيء كهذا بصورة واضحة الى هذا الحد: نتنياهو لا يريد التوصل الى اتفاق سلام. صحيح أن هذا ليس جديدا على أحد بأنه غير متحمس، ويضع العقبات، متردد وخاضع لضغوط داخلية. ولكن جميعنا نعيش بايمان عام وفارغ من المضمون بأننا كأمة نبعد عن الشر كما تأمر التوراة ونفعل الخير ونحب السلام ونسعى اليه. هذا محفور عميقا في نفوسنا وجزء اساسي من تكويننا، وحتى ان اشخاص متطرفون جدا من اليمين يصرون على تعريف انفسهم كمحبين للسلام. لهذا السبب كان لمقولة اهود باراك "ليس هناك شريك" تأثير كبير جدا. كما يبدو، تبين اخيرا ما هي المشكلة الحقيقية.

لهذا يوجد شيء من الحكمة في صياغة ترامب المحددة هذه، شيء من شأنه أن يفاجيء ايضا المصوتين لنتنياهو الغارقين في وهم أنه لا يوجد من نتحدث معه، لكن توجد ارادة. نتنياهو هو الذي لا يريد اتفاق السلام، لأنه حسب رأيه ليس ضروريا. هو يؤمن أن الشرق الاوسط الجديد لا يشبه المخلوق المتخيل لشمعون بيرس، يوجد فيه واقع جيوسياسي جديد، يكون فيه للولايات المتحدة وروسيا وظيفة اكثر سيطرة، قوة ايران ستكبح، الفلسطينيون سيستمر خنقهم تدريجيا في قطاع غزة وسيستمر قطعهم عن السكان في الضفة الغربية، وفكرة الدولة الفلسطينية ستهمل وتنسى من قلوبهم. هل هناك من يمكنه القول بصورة مؤكدة إن هذا غير ممكن، أننا لا نستطيع العيش هكذا الى الأبد، نسيطر على شعب مقموع وبائس، مسلوب ومنزوع الحقوق؟.

هذا ما لا يفهمه من يصمم الصفقة: اذا كان نتنياهو لا يريد اتفاق سلام، فان هذا لن يحدث. واذا كانت حاجة له، فسلسلة من الكوارث ستمنع وصوله الى الطاولة.

 

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024