الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الوعد الثالث.. بعد بلفور وترامب

نشر بتاريخ: 2018-11-04 الساعة: 05:50

موفق مطر قطع الفلسطيني الوطني وعدا مع ارضه التاريخية والطبيعية على تحريرها  ومع شعبه على تحقيق الحرية والاستقلال والسيادة ، وأن تبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين  وهذا الوعد ازلي ، كان وسيبقى مادامت حركة الزمان والحياة قائمة ومادامت الشمس تشرق على الدنيا . أما الوعود الثلاثة ، فزائلة مهما طال بقاؤها.

مع مرور عام بعد المئة عام على وعد بلفور لابد من رسالة للإسرائيليين اليهود  وتحديدا اولئك الذين كانوا ومازالوا ضحية تضليل ممنهج ، ونقولها لهم بكل صدق  واخلاص : انتم ضحايا برنامج  تضليل مارسته عليكم  القوى الاستعمارية الكبرى في هذا العالم منذ أن اعطى وزير الخارجية البريطاني بلفور وعدا لأجدادكم  الغرباء الذين لاحق لهم ابدا في ارض وطننا فلسطين ، وصولا الى  ترامب الذي وعدكم باغتيال روحنا وثقافتنا وهويتنا ، عندما نفذ وعده باعتبار القدس عاصمة لدولتكم التي تقر كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة ألاميركية انها دولة احتلال .

 ما يجب ان تعرفوه ايها  الاسرائيليون اليهود أن بريطانيا العظمى احتقرت قيمتكم الانسانية عندما استخدمت اجدادكم ليكونوا اداتها الاستعمارية في المنطقة، وهذا مافعله بلفور الذي كان يكن كرها لكم غير مسبوق ن ومنعكم من اللجوء الى بريطانيا ايام هروبكم من سائر انحاء اوروبا ، فكل ما فعله بلفور انه صدر مشكلتكم الى بلادنا ونجحت بريطانيا الاستعمارية باستخدامكم فعلا .

اليوم يستخدمكم دونالد ترامب ليتمكن من تطبيق اجندته الاستعمارية ،  فهو يرى ذاته امبراطورا حاكما الامر الناهي في هذا العالم ، ويراكم اداته الأنسب وقبضته الفولاذية لتحقيق اطماعه المادية في المنطقة ألأهم من العالم .. فلو كان ترامب يحترمكم  ويحبكم لكان ضغط على حكومتكم ودفعها ملزمة لتطبيق اتفاقيات السلام معنا ، لكنه كشخص مشبع بالغطرسة الاستعمارية  لايهمه ان نكون وإياكم ضحايا صراع دائم مستغلا النزعة العنصرية الدموية لدى قادتكم وحاخاماتكم لإدامة هذا الصراع حتى يحقق السيطرة الكاملة على المنطقة  التي لن ينوبكم منها إلا العداء ، ودورانكم الدائم في مخرطة الحروب .. فآن لكم أن تعلموا أن لا وعد سيدوم على أرضنا إلا الوعد الفلسطيني الحق ،  وعليكم ان تعلموا ان اصراركم على التبعية العمياء للقوى الاستعمارية القديمة والحديثة ، ورضاكم على التعامل معكم وفق نظام ( السخرة ) لن يحقق وعد السلام الذي ارتضيناه نحن الفلسطينييون كأحرار وأصحاب الحق .. فكل جيوش المستعمرين والمستوطنين المضللين الذي غزوا بلادنا ، ورفعوا الوعود الدينية  والقومية على بيارقهم قد سقطوا ورحلوا ، وهذه دروس استخلصوا العبرة  منها والحكمة .

لعلمكم وعلم المنظومة الاستعمارية القديمة والمتجددة فاننا لا نريد من بريطانيا اعترافا بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس  كنوع من الاعتذار عن وعد بلفور ، وإنما لاعتقادنا انه حق قانوني وطبيعي لشعبنا ، فالاعتذار يعني الاعتراف بأن مافعلته جريمة ضد الانسانية ، غير مسبوقة ، وهذا مطلب حق  ليعرف البريطانيون ، ويعرف كل سكان الارض أي جريمة ارتكبها الاستعماريون الانكليز قبل مئة عام ويريد  الأميركيون على راسهم البلفوري العنصري ترامب تكرارها .

نحن كفلسطينيين نتطلع الى اعتذار بريطانيا  اولا ، ورؤيتها تمضي في سياسة تؤكد لنا رغبة قادتها بإزالة آثار جريمتها، ونلمس عملها على اعادة حقوقنا التي سلبتها منا وسلمتها للمنظمات الصهيونية الاستعمارية العنصرية .

ربما نجحتم باستغلال جزء عظيم من أرضنا التي سلخها منا المستعمر الانكليزي ومنحكم اياها وجعلتموها مرتكزا وقاعدة انطلاق لارتكاب جرائم حرب وضد الانسانية  بسلاح الاحتلال والاستيطان ، فأصبحتم  صورة مصغرة عن بريطانيا الاستعمارية الظالمة المكروهة من شعوب الدنيا التي ذاقت مرارة وآلام استعمارها اما نحن فآلامنا اشد واقسى بحرماننا من وطننا، وحقوقنا في الحرية والاستقلال .

لن تظفروا ولن تحققوا أهداف الوعد الثاني ، فترامب الذي ظن بقدرته على ارهاب العالم بما يملك من قوة وظفها لسلطان شيطانه فانه لن يفلح في سلب روح القدس وتقديمها لكم على طبق من ذهب ، لأنها بكل بساطة روح  الشعب الفلسطيني وجوهر قضيته ، وعماد عقيدته وثقافته قلب هويته الوطنية النابض ، فهل ذهبتم في ظنكم اننا سنتخلى عن وجودنا .. فهذه المرة نحن المستحيل بعينه .

بقي ان نقول لكم لا تحلموا بتحقق الوعد الثالث لكم ، الذي وعدكم به توأمكم (جماعة الاخوان المسلمين ) فهؤلاء  وعدوكم بان يكونوا الغامكم  الموقوتة في جبهتنا الداخلية ، وان يعملوا على تخريب النسيج الثقافي والاجتماعي ، وتكريس مفاهيم العدائية والكراهية والتخوين والتكفير ، وقطع صلتنا بالمدنية والحضارة الانسانية ، فهؤلاء ورغم نفوذهم المحدود وقدرتهم على تضليل  المواطنين  وأخذهم الى دويلة الجماعة على حساب المواطنة والدولة لكل مواطنيها ، ورغم انقلابهم على المشروع الوطني ، ومساعيهم لتنفيذ وعدهم لكم بتقزيم حركة التحرر الوطنية الفلسطينية الى مجرد مكتب سياسي يعنى بالمساعدات والخدمات والرواتب ، رغم كل ذلك عليكم الآن ان تدركوا انهم لا يستطيعون نزع الشرعية عن وطني فلسطيني واحد ، فكيف سينزعونها عن قائد حركة التحرر الوطنية  رئيس الشعب الفلسطيني ، الذي نفخر انه الرئيس الوحيد في هذا العالم  الذي تحداكم وتحدى الاستعماري الجديد ترامب .. فلعبتكم مكشوفة منذ اليوم الأول الذي ولد فيه توأمكم (جماعة الاخوان ) وخرج من ذات رحم بريطانيا ، الدولة الاستعمارية التي  اعطتكم الوعد الأول حتى وان كان بعد احد عشر عاما من ميلاد وعد بلفور ..فهذا الوعد الثالث والوعد الثاني  المسمى صفقة العصر ، لن يمرا حتى عصرتم صخور جبال بلادنا واستخرجتم منها الحليب .

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024