الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الإرهاب يفجر كرامة المرأة في تونس

نشر بتاريخ: 2018-11-01 الساعة: 12:10

 موفق مطرفجر الارهابيون  كرامة وشرف المرأة قبل ان يفجروها وسط ابناء بلدها ، في مركز المدينة  الأكثر ايمانا بحقوقها والأقرب الى تحقيق مبدأ المساواة بين أبناء الانسانية  الذكور والاناث .

فجر الارهابيون واستهدفوا مفاهيم الحرية والتحرر ، والسلام والاستقرار ،  قصدوا تفجير مبدأ الحوار الذي اكسب التونسيين بجدارة جائزة نوبل للسلام .

يرسم الارهابيون اهدافهم بدقة ويعرفون جيدا ما يريدون من تونس ، فهذا البلد مطلوب ليدخل دوامة سفك الدماء  رغما عنه ، مطلوب من قادته وشعبه التخلي عن الحكمة ، والولوج في معمة الفوضى .

تفجير شارع الحبيب بورقيبة في تونس هو في الحقيقة لقطع الطريق على السائرين في نهج الدولة ، دولة المؤسسات التي اسس مقوماتها وقواعدها الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ،  هو تفجير في درب الرافضين لدولة الجماعة ، ولنمو غدد الجماعة على حساب جسد وقلب ودماغ الدولة .

لهذا نقف مع تونس أو مع أي ضحية للارهاب في هذا العالم  ، وموقفنا  برهان على ايماننا بوحدة مصير امة الانسانية ومستقبلها ،وعقلانيتها . وأننا بهذا الفعل نحصن انسانيتنا وارثنا الثقافي  وافكارنا التحررية .

نقف مع تونس ضد الارهاب للحفاظ على نقاء دماء امتنا من فيروسات الهمجية، وميكروبات العنصرية، وداء الانقراض والفناء.

نقف مع ذاتنا عندما نكون مع الانسان بغض النظر عن  جنسه او عرقه او عقيدته  فكيف ونحن  نقصد تونس  بشعبها الشقيقز

موقفنا مع تونس ضد الارهاب انتصارعفوي تلقائي طبيعي لانسانيتنا، لمبادئنا لانتمائنا العروبي الانساني .

بين الحين والآخر يتعرض الأشقاء في تونس الى هجوم ارهابي ، لكنا نحن الذين نعيش حملات الارهاب الاسرائيلي بالقتل اليومي وباغتصاب الأرض بالاستيطان والاحتلال أكثر من يدرك المعاناة ، فكلنا ضحايا عصابات اجرامية تستخدم الدين وتسيسه، وتسفك دماء ابناء آدم باسم الله،  وتعمل بالتاريخ و المقدسات تزويرا وفسادا .. فهنا في فلسطين ارهاب وفي تونس ارهاب ، وهذا من ذاك ، وذلك من هذا ، وكلاهما مجرم  ضد  (الشعب الذي اراد الحياة) والأمان والسلام.

المستوطن اليهودي داعشي وجندي جيش الدولة اليهودية داعشي ايضا ، والذي يقتل اطفالنا عن عمد ، والذي يقتل أشقائنا في تونس  خرجوا كلهم من رحم (الهمجية) ، لا فرق بين جندي اسرائيلي او مستوطن اسرائيلي داعشي يطلق النار على (طفل فلسطيني) لم يحتمل رؤية لمعان الفرح والأمل بالمستقبل في عينيه، وبين الذي ربط الحزام الناسف على وسط تلك المرأة لتفجر نفسها وسط الآمنين ، فكلاهما وجهان ( للارهاب ).

نحن نواجه مجرمين توأمين، مجرم اسرائيلي ارهابي يقتل اطفالنا بالرصاص في الشوارع والميادين بلا رحمة، شغوف بسفك الدماء الفلسطينية. ومجرم  ياخذ  اطفالنا وشبابنا الى الجحيم تحت رايات وشعارات دينية  اسلاموية مزيفة محرفة مزورة  مصطنعة لينشيء جيلا معبأ بالكراهية والعدائية مطلقة ، فيسهل عليه تفجير حاضر ومستقبل البلاد والعباد  في اللحظة التي يشاء وفي المكان الذي يريد ،  فالأهم عند  المجرمين توفير الضحايا لآلهة صنعوها بمادة رغبتهم  السلطوية السادية ، فهؤلاء وأربابهم لا يشبعون أبدا من دماء الانسان .

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024