الرئيسة

في الذكرى العاشرة لرحيل د. حيدر عبد الشافي... فلسطين تفتقد احد ابرز رموزها الوطنية

نشر بتاريخ: 2017-09-25 الساعة: 20:19

نستذكر في هذا اليوم القائد الوطني المناضل الكبير، د.حيدر محي الدين عبد الشافي، احداً رموز الحركة الوطنية الفلسطينية في الذكرى العاشرة لرحيله.

فقد قضى جل حياته وزهرة شبابه في العمل الوطني مدافعاً عن القضية والشعب وعن المبادئ والأخلاق، مساهماً منذ النكبة التي حلت بشعبنا بالعناية باللاجئين الذين طردوا من ديارهم قسراً على يد الاحتلال الصهيوني، حيث كان عنواناً للوحدة الوطنية، التي آمن بها وحرص عليها، حيث اقترنت مسيرته الشخصية والنضالية بمسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني .

وكان زاهداً في الحياة متواضعاً لأبسط الأشياء وبعيداً عن الاستعراضية، مدركاً لأهمية استثمار الجهد والوقت في سبيل العمل الوطني والاجتماعي والمصلحة العامة، بالاضافة الى كونه نموذجاً للعمل المنظم الهادئ المتزن الصامت بعيداً عن كل أشكال الاستعراض أو حب الظهور، لقد كان د. حيدر رمزاً للنزاهة والاستقامة والمصداقية، كان صاحب الرأي الشجاع والمدافع الصلب عن حقوق الشعب طيلة العمل المتواصل في شتى المواقع المختلفة .

كما كان د. الشافي عطوفاً وحانياً في أسرته ولكنه كان معلماً ومرشداً خاصة بضرورة تركيزه على احترام قيم العمل والتعليم والإخلاص والانضباط واحترام الوقت والجهد والقضايا الهامة والمفيدة والالتفات إلى مصالح المواطنين وخاصة منهم الفقراء وأبناء الشهداء والجرحى وأسر المعتقلين، ومؤمنا ً بالخيار الوطني الوحدوي، فقد كان نموذجاً بالعمل الأهلي حيث كرس جزء كبير من وقته للمنظمات الأهلية التي آمن بدورها في الصمود والمقاومة وبلورة الهوية الفلسطينية في مواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة .

وقامت رسالته على التمسك والإصرار على تطبيق النظام العام واحترام القانون والقيم الديمقراطية، ولا يجوز لأي كان بتجاوز حدود هذا النظام لأن تجاوزه دائماً يسبب الفرق في الطموحات الذاتية، حيث لا يمكن أن يتم إفساح المجال لهذه الطموحات الخاصة على حساب الصالح العام .

وكان مؤمنا ًبأهمية بناء الأجيال القادمة، وكان يركز على أهمية البدء من الطفل ومن معلم المدرسة الابتدائية، حيث أن ذلك يساعد في ترسيخ مفاهيم إيجابية لدى الأجيال الصاعدة . وصاحب حساً ورؤية ثاقبة تشير إلى صفاء الذهن والتفكير العميق، وكان يربط هذا التفكير بالممارسة الجادة والقدرة على المثابرة وتقديم الأفكار في إطار لا يعرف الكلل أو اليأس، وصادقاً ومنضبطاً مع نفسه، يتقن تقسيم الوقت واستخدامه وتوظيفه أفضل توظيف

ولد حيدر محي الدين عبد الشافي في مدينة غزة بتاريخ 10/6/1919م، والتحق بالجامعة الأمريكية لدراسة الطب التي تخرج منها في حزيران عام 1943م . وفي عام 1949م سافر د. حيدر إلى أمريكا وبقي هناك حتى عام 1954م.  وعند انعقاد المؤتمر الأول وانبثاق منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م أصبح أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في قطاع غزة أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث عين د. حيدر عبد الشافي عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة .

شارك د. حيدر عبد الشافي في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991م في أسبانيا، حيث كان رئيساً للوفد الفلسطيني وطالب في كلمته التي ألقاها أمام الحاضرين في المؤتمر بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والعودة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

بعد اتفاق أوسلو وعودة قيادة المنظمة وتشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، اصبح عضوا في المجلس  التشريعي الفلسطيني،  واستقال من عضوية المجلس التشريعي في شهر سبتمبر عام 1998م.

انتقل د. حيدر عبد الشافي إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 25/9/2007م في مدينة غزة بعد معاناة مع المرض وتم دفن جثمانه الطاهر في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة بتاريخ 27/9/2007م بمشاركة جماهير غفيرة وقيادات فلسطينية وطنية .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024