الرئيسة/  مقالات وتحليلات

رئيس لا يأت للدنيا مثله إلا كل مئة عام

نشر بتاريخ: 2018-10-16 الساعة: 01:02

موفق مطر  يحق لنا التخمين أن نيكي هيلي مندوبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد لملمت ملفاتها على عجل وقدمت استقالتها ( لمعلمها ) الأحمق ، قبل ان تشهد ضربة ( المعلم ) الفلسطيني السياسية .  نيكي هيلي لم تكن لتقوى على رؤية سقوطها المهني والأخلاقي المروع ، وسقوط  منهج رئيسها الاستعلائي العنصري ، بضربة فلسطينية  تعتبر بكل المقاييس ( قاضية ).  المجتمع الدولي أكد في تصويته لصالح اعطاء فلسطين صلاحيات اوسع أي صلاحيات دولة  لرئاسة مجموعة ال77 والصين  انتصاره لحق فلسطين كحقيقة تاريخية في اخذ مكانتها على الخارطة الجغرافية العالمية ، وحق شعبها في اداء رسالته الانسانية الحضارية المدنية كأي شعب في العالم .

 مئة وست واربعون دولة صوتت بنعم الى جانب القرار ، فيما وقفت ضده ثلاثة دول اثنتان منهما كان موقفهما المعادي طبيعيا  وهما دولة الاحتلال اسرائيل ، والولايات المتحدة ألأميركية  ، أما الثالثة فكانت استراليا التي يطمع رئيس حكومتها بفوز في الانتخابات في بلاده فآثر ممارسة نفاق لادارة ترامب ونظام البرتهايد في تل ابيب ، بعد ان كان قد ابدى اثناء حملته الانتخابية استعداد حكومته لنقل سفارة بلادة الى القدس المحتلة ، فبدا هذا الرجل كراكب بغل الديمقراطية ، ويريد الوصول الى الحكم على ولو تم  ذلك بمخالفة القوانين الدولية ، ليكشف لنا عن زيف ديمقراطيات غاية في الدكتاتورية ومعاداة الحقوق الانسانية والسياسية للشعوب ، علاوة على جريمة مخالفة القوانين الدولية  التي لايمكن لأي نظام ديمقراطي في العالم ان يحسب نفسه كذلك مالم يحترمها ويعكسها في قوانيه وسلوكه  الداخلي والدولي ، وكذلك في انتصاره للقضايا العادلة في العالم  وعلى راسها قضية فلسطين .

يمضي الرئيس محمود عباس في تحقيق الانجازات  السياسية لشعب فلسطين في المحافل الدولية  ، من اجل تحقيق هدف الحرية والاستقلال ، ورؤية العالم ينعم بسلام قائم على الحق الفلسطيني ، وقواعد مبادىء القانون الدولي ، ولا يضيع وقته وجهوده وأفكاره الخلاقة  - كما نعتقد - بتسجيل نقاط هنا او هناك ، لأنه يركز على اعادة فلسطين الى مركز تفكير العالم .

نعتقد ان رئاسة فلسطين  لمنظمة دولية تضم مئة وأربع وثلاثين دولة مستقلة تمام الاستقلال ، وتمنح علاوة على ذلك صلاحيات استثنائية لتمكينها  من رئاسة هذه المنظمة التي تمثل اكثر من ثلثي شعوب العالم  ، رغم كونها حتى الساعة دولة تحت الاحتلال ، فهذا انتصار لشرعية فلسطين الدولة ، وشرعية نضال وكفاح شعب فلسطين المنسجم مع القانون الدولي ، وفوق هذا وذاك  تتويج لشرعية حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وقائدها ، وشرعية رئيس الشعب الفلسطيني .

حاولت ادارة ترامب ،عبر المأزومة المأزومة نيكي هيلي  ورئيس حكومة المستوطنين نتنياهو ومعهم امراء جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين ( حماس ) الخوض في عملية اغتيال الشرعية الفلسطينية معنويا ، قبل الاقدام على ذلك ماديا ، لكن العالم ماكان ليصمت وهو يرى رئيس السلام الفلسطيني ، الرئيس الانسان محمود عباس عرضة للغدر والاغتيال المعنوي ، فقرر منح الرئيس عباس شرعية عالمية ودولية ، مضاعفة بالآلاف تضاف الى شرعيته الوطنية والكفاحية والممنوحة له من الشعب الفلسطيني .

لم يعد امام ترامب ونتنياهو ومستخدميهم في حماس سوى الصمت على الأقل ، ان لم يكن التعقل ولو لمرة واحدة والإقرار بأن الشعب الفلسطيني لم ولن يكون وحيدا ، وان رئيس هذا الشعب وقائد نضاله  اليوم يمتلك مفاتيح الاستقرار  والسلام في هذه المنطقة ، وان عليهم التوجه نحوه ان ابتغوا السلام ، .. لكن قبل كل امر يجب ان يكونوا على يقين ان الشعب الفلسطيني لا يستجدي الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة والقدس عاصمتها  وحق العودة  وحرية الأسرى من احد ، فهذا الشعب بات اليوم بعمق استراتيجي وشرعية مداها اقطاب وجهات الأرض ألأربعة ، ويحظى برئيس لا يأت للدنيا مثله إلا كل مئة عام مرة .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024