الرئيسة/  مقالات وتحليلات

المستوطنون يقدمون دماء الفلسطينيين قرابينا لنتنياهو

نشر بتاريخ: 2018-10-14 الساعة: 07:15

موفق مطر  مجرمون، سفاحون،  مهووسون بسفك الدماء، غرباء مستوحشون متوحشون، منفلتون ومفلوتون لكنهم مسيرون، انهم المستوطنون، المستعمرون ادوات نظام تل ابيب العنصري.

مجرمون مسيرون بريموت كونترول بآلية تحكم مزدوجة، الأولى لدى اركان  جيش الاحتلال، والأخرى لدى  اركان ائتلاف حكومة نتنياهو، حيث يحرص كل منهما على تدفيع المواطنين الفلسطينيين الثمن بواسطة مجموعات بشرية فاقدة لمقومات الطبيعة الانسانية، ولا يربطها بالمجتمعات المتحضرة المتمدنة  إلا شكل الآدمي ، الفارغ من ، أو المفرغ من الحد الأدنى لقيم وأخلاقيات آبناء آدم.

لم تكن الفلسطينية  ابنة الأرض عائشة الرابي أول ضحية لعقليتهم المشبعة بالعدائية الدموية، وقد لا تكون الضحية الأخيرة، لكنها بالتأكيد ضحية لجريمة حرب سيسأل عنها رئيس حكومة المستوطنين ووزير حربه، فهما مسئولان مباشرة عن الاحتلال والاستيطان وإحضار المجرمين من جهات الأرض الأربعة، ليفسدوا ارض بلادنا ، وزرعها وثرواتها، ويستبيحوا دماء اهلها  اطفالا ونساء كانوا او رجالا وشباب  وكهولا.

يستخدم نتنياهو وليبرمان المستوطنين لإرهاب المواطنين الفلسطينييهم فرصة اختيار وسائل وأدوات الجريمة، حتى لو كانت مستحضرة من عهد  المجتمعات البشرية الهمجية، كحرق الأطفال والعائلات احياء كما حدث للطفل المقدسي محمد بوخضير، وعائلة الدوابشة، او القتل على طريقة آدمي العصر الحجري ، كجريمة قتل ابنة بلدة بديا غربي سلفيت  المواطنة عائشة  الرابي.

 قدر الله وشاء ألا يكون طفلي الشهيدة معها ومع زوجها الذي اصيب بجروح في السيارة التي اسقط المستوطنون حجارة كراهيتهم وعدائيتهم المطلقة على زجاجها وهم يعلمون  ان زوجين  فلسطينيين فاضلين يحبان الحياة  كانا داخلها.

 أحداث الجريمة تمت تحت بصر وسمع جنود وضباط حاجز جيش الاحتلال الاسرائيلي عند حاجز  الاعدام الميداني المسمى حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس، لكن واحدا منهم، سواء كان برتبة جنرال أو عسكري مجند لم يسأل نفسه فيما اذا كان لهذه الضحية الفلسطينية شقيق غير اخيها الشهيد قد يفكر بالثأر لها ؟! لكن نحن على يقين انهم سيظلون يحسبون حسابا لنتائج دورة الدم التي بدأوها، بالاحتلال والاستيطان  والإرهاب والقتل بنزعة عنصرية، ولدورة الانتقام ولو على اساس الثأر الشخصي ، عندما يعلمون ان للشهيدة طفلين سيعتبرون امهما  شهيدة  وخالهما كذلك، وسيبقى في ذاكرتهما أن أدوات جيش الاحتلال (المستوطنون المجرمون) هم المسؤولون عن حرمانهما حضن امهما وحنانها وعطفها ورعايتها وحبها ، وحرمانهما السلام الذي كانا ينعمان به بحياتها .. وسيكون جنرالات الاحتلال، ووزراء نتنياهو، ورؤساء عصابات المستوطنين اغبياء، ان ظنوا يوما ان هذين الطفلين الفلسطينيين – كأنموذج سيتعايشان مع جنود جيش وأدواته في الجريمة المستوطنين.

يعلم وزراء حكومة نتنياهو وقادة جيشه ان معظم الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يستبسلون في مواجهة جنودهم المدججين بكل صنوف الأسلحة، لم يحتكوا من قبل مع الجنود على الحواجز، حتى ان بعضهم ( الأطفال الشهداء ) لم يروا جنود الاحتلال إلا في الصور، لكنهم يعتقدون أن الجاثم وراء السلك او وراء جدار مستوطنة، والمستحكم في دشمة عسكرية، والمسلح بأحدث تكنولوجيا القتل هو محتل وغاصب، وانه لص مجرم، سارق لآماله في الحرية والاستقلال، وألأمن والاستقرار، والنمو والازدهار، يقف سدا حائلا بينه وبين السلام الذي يبتغيه نمطا لحياته، فكيف لا يدركون انه سيبقى يبدع الف وسيلة ووسيلة حتى ينال حريته.

قد لا يقتنع معظم هؤلاء الشباب بفكرتنا نحن الكبار بالمقاومة الشعبية السلمية، ففوران دمائهم، وثوران انفعالاتهم وأعصابهم عصية على التفكير بواقعية وعقلانية، عندما يرون اخواتهم وأمهاتهم وأشقائهم غارقين في دمائهم، يرقص على جثث احبتهم المستوطنون، ويجرها الجنود بلا رحمة، او يتركون اجسادا جريحة  تنزف حتى تتوقف قلوبها.

المحتلون والمستوطنون مجرمون، تجاوزوا طبائع الوحوش التي لا تقتل إلا عندما تجوع وتبلغ ذروة الحاجة للغذاء، اما هؤلاء فإنهم يقتلون لمجرد ارضاء غرائزهم،  فهؤلاء وحسب اعتقادهم يؤدون بقتل الفلسطينيين طقوس عبادة، ويتقربون بالضحايا من الههم الأكبر نتنياهو.  

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024