الرئيسة/  مقالات وتحليلات

القداسة لروح الانسان وليس السلاح !!

نشر بتاريخ: 2018-09-30 الساعة: 07:35

 موفق مطر لايضير الشعب الفلسطيني ورئيسه وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس ابو مازن خروج بضعة ( مُستَخدَمِين ) في مشاريع اجندات خارجية على القيم الوطنية، وتمردهم على الشرعية، مادام ثلثي العالم - اي 134 دولة في الأمم المتحدة - قد انتخبت فلسطين رئيسا لمجموعة ال77 والصين.

إعلان "سانتا كروز" الصادر عن المجموعة قبل اربعة اعوام التي التأمت تحت شعار "نظام عالمى جديد لعيش أفضل" أكد التزام دول المجموعة بتعزيز التنمية المستدامة وحماية السيادة بشأن الموارد الطبيعية وحفض مستويات الفقر وتعزيز التجارة العادلة، ومن هنا يمكننا فهم معنى فخر فلسطين ان تكون رئيسا لهذه المجموعة ، وهذا مالم يتوقعه فاقدوا الشرعية الوطنية، والبصيرة الانسانية الذين سارعوا الى زج أطفالنا وشبابنا في قطاع غزة ودفعهم الى مرمى نيران جيش الاحتلال، للتغطية على خيبتهم وفشلهم في التأاثير ولو بمثقال ذرة على ارادة وشكيمة وحكمة الرئيس في الأمم المتحدة، رغم علمهم  ومعرفتهم المؤكدة انهم لن يكونوا اكثر من أهداف في ميدان تدريب ميداني عملي  لقناصة جيش الاحتلال.

يتحدث (المستخدمون) عن قداسة سلاحهم!!، لكنهم يبرهنون في كل يوم ان ارواح ودماء  الفلسطينيين عندهم ليست اكثر من ادوات، يمارسون الانقلاب على حقيقة الشريعة الالهية التي قدست روح ودماء الانسان ، فيحولونه في تعاميمهم ومفاهيمهم ( الاخوانية ) الى مجرد أداة ووسيلة، فيما هو الغاية  السمى في أصول العقائد السماوية والفلسفات  والقوانين وجوهر كل فكر انساني.

يقدسون الفولاذ والبارود (السلاح)، لكنهم يكفرون عن سابق تصميم، وليس عن جهل بقداسة روح ودماء ابن الأرض، ابن ترابها، رمز وجودها وخلودها،  وذاكرته المشعة بماضيها، وصانع حاضرها، وحامل انوار مستقبلها.

لن تنفعهم (خردتهم) فغيرهم الكثير من المستكبرين والمتغطرسين، الذين قدسوا السلاح وقدموه على قيمة الانسان، سقطوا، وباتت ترسانات جيوشهم البرية والجوية والبحرية مجرد حديد وفولاذ، وانهارت امبراطورياتهم ودولهم ، وكادوا يفقدون مقومات شعوبهم، لولا مسارعتهم الى انقاذ انسان البلاد بالفكر الانساني والعمل على رفع شانه فوق كل اعتبار، وتأمين حقوقه، ونبذ أي دعوة لتقديس الحروب وادواتها ( السلاح)، فالأوطان بدون انسان سليم الفكر والانتماء والسلوك، لامعنى لها وسرعان ما تسقط في ايدي الطامعين فيها.

نتابع بدقة ابداعات الشباب في قطاع غزة ومقدار الشجاعة الكامنة في نفوسهم، ومع كل جولة يقفز السؤال الأهم الذي لابد من طرحه بقوة  في وجه قادة الانقلاب الانفصال وهو: أتريدون ارسال هؤلاء الشباب الى الآخرة لتنعموا بحياة طويلة الأمد  لانقلابكم في هذه الدنيا؟! اي جيل من الشباب ستتركونه لمرحلة البناء فيما قناصة جيش الاحتلال يتمكنون كل اسبوع من تحطيم عظام سواعد وسيقان المئات، ويحولون هذا المخزون العظيم من الشباب لدى الشعب الفلسطيني الى مجرد مشكلة انسانية، صحية، واجتماعية، ذلك ان قادة الانقلاب الذين يوقعون الشباب في كمائن جيش الاحتلال نراهم ويراهم العالم، منسحبون لاهثون وراء هدنة يستجدونها مع (قادة القناصين) العسكريين والسياسيين المجرمين.

طرحنا المقاومة الشعبية السلمية  كسبيل لجعل الاحتلال والاستيطان مكلفا، لكن أن يحول الانقلابيون (مسيرات العودة ) الى مسيرات يومية نحو المقابر، ويتحول اكثر الجرحى الى السير على عكاكيز، فهذه كلفة عظيمة ، يستحقها الوطن، ولكن ليس قبل أن يكون لدينا قرار وطني، لخوض معركة تحرير ونصر، فالسلاح أداة لتحقيق هدف الحرية والكرامة للانسان.. ولايمكن ان يكون مقدسا، لأنه سيصبح يوما ما خردة ، وهذه لاقداسة لها أبدا.

لم يحض الرئيس ابو مازن ممثلي الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة على العمل لالغاء السلاحين النووي والتقليدي، الا لادراكه أن الامة الانسانية وشعبنا جزء منها هي الضحية، ولأن الذين قدسوا السلاح، وقدسوا قتل الأبرياء، وكانوا يقدسون ابادة شعوب بسلاح اوهموا أتباعهم بقداسته ايضا، هم الداء الواجب اجتثاثه من دماغ وذاكرة الانسانية، لما لا ونحن الفلسطينييون مازلنا ضحايا قادة ارهاب المحتلين والمستوطنين الذين استبدلوا قداسة الانسان عندهم، بقداسة سلاح الجريمة ضد الانسانية، فيتحولون الى ادنى وأرخص المعادن.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024