الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الجرح في الاردن والنزيف في القدس

نشر بتاريخ: 2018-08-14 الساعة: 08:36

موفق مطر سيكتشف اشقاؤنا في المملكة - ونحن على يقين من ذلك - أن كل التفريخات والمسميات الارهابية التي ارتكبت الجرائم ضد الانسانية في المملكة قد خرجت من رحم جماعة الاخوان المسلمين، وفي أبسط الأحوال من تحت  عباءة الجماعة ولكن بتعاميم ومفاهيم وتوجهات لضرورة التمايز، فهؤلاء الذين استغلوا تسامح  المملكة  لن يتورعوا عن ضرب امن المملكة عندما تأتيهم الأوامر من الخارج  ، أو لابتزاز الدولة عبر ضرب  ركائز الامن فيها ، ولعل نظرة سريعة  على كيفية تحول جماعة الاخوان في مصر الى  جماعات منظمة مسلحة دموية تحارب الدولة في سيناء تحت مسميات عدة ، ستفيد جميع المعنيين في البحث عن اصول  الجريمة  والهمجية التي يتبناها  الارهابيون المجرمون للوصول الى مبتغاهم ..

نحن واثقون بأن العقلية الاستراتيجية لدى القيادة في المملكة ستمكنها من استكشاف خيوط  المؤامرة على أمن واستقرار وسيادة  المملكة ، فاما حدث اخطر من مجرد عملية لمجموعة ارهابيين هدفت لالحاق خسائر بجنود وضباط ألأمن الأردني المميزين ، فالجريمة في توقيتها ومكانها بالنسبة للاردن ،  وكذلك بالنسبة لنا هنا نحن في فلسطين، لايمكننا الا القول أن نهاية خيطها معقود عند الموساد الاسرائيلي.

نثق جيدا بقدرات وشجاعة قادة ورجال الاجهزة الأمنية في المملكة الاردنية الهاشمية، كثقتنا بوعي المسؤولين والسياسيين فيها ، خاصة وأنهم اثر كل مرة  يغدر المجرمون بشعب المملكة، نلاحظ سرعة الرد من الأجهزة الأمنية ، مايعني بالنسبة لنا طبيعة العلاقة المميزة والمفتوحة بلا حدود بينها وبين الجماهير التي تسهل وتوفر المعلومات الأولية اللازمة  لمحاصرة الخلايا الارهابية الاجرامية  والقاء القبض على عناصرها أو قتلهم  بعد ابتدائهم باطلاقهم النار على جنود  الأمن والقانون  .

المعلومات التفصيلية التي ستبث لاحقا وبالتدريج ، ستبين للمواطنين الاردنيين  المستفيد من زعزعة امنهم واستقرارهم وبث الرعب في نفوسهم ، وتسعى لاغراقهم في موجات تسونامي داعش الهمجية  المهزومة في العراق وسوريا ، كما ستكشف  للفلسطينيين حجم المؤامرة المدبرة في الخفاء لمنعهم من الاتكاء على المملكة الاردنية الهاشمية كعمق استراتيجي ، وسند قوي رسمي وشعبي ، وقانوني في معركة الدفاع عن المقدسات في القدس ولايقاف مشاريع حكومات الاحتلال  لتهويدها . 

مجرمون ارهابيون خارجون على  قوانين  ومبادىء القيم والاخلاق الانسانية عموما، والاسلامية خصوصا، اولئك (المتخفون بشعارات اسلاموية) الذين سفكوا دماء  اشقائنا في الفحيص والسلط في  المملكة الاردنية الهاشمية .

مجرمون ضد الانسانية ، استأجرهم طغاة يشتغلون سرا وعلانية على كسر موقف المملكة الاردنية من صفقة القرن ، واشغال القيادة الاردنية عن تامين مصالح  الشعب الاردني وامنه في خضم المخاطر المحدقة الناتجة عن  الصراع الداخلي في سوريا ، فجريمتهم لانراها الا بمثابة عقاب لقيادة المملكة على عقلانيتها وواقعيتها التي استطاعت بحكمتها منع وصول النار الى داخل حدود المملكة ، ومنعت كل محاولات اقحام المملكة ودفعها الى دوائر النيران المشتعلة  والتي لم تكن بعيدة عن الحدود !.

بين فلسطين والمملكة مصير واحد مشترك، فاذا جرح اخوتنا في المملكة ننزف نحن هنا في  فلسطين ، ومن يغدر بالمملكة ويجرحها فانه يعلم أنه يقصد استنزاف قلب فلسطين ( القدس ) .

يسهل على الكافر بالانتماء للوطن، التخطيط لكسر العمود الفقري للوطن ( الأمن )  وينفذ  بعقلية انتقام  لامثيل لها في عالم الوحوش الا  في عالم الضباع والكلاب البرية التي تنهش فريستها فيما ماتزال على قيد الحياة ، وهذه سمة جماعات  مستترة باثواب ويافطات وشعارات دينية  اسلاموية  هي في الحقيقة توأم التلموديين الذين يبيحون ويجيزون مالم يخطر على بال  الشيطان لتحقيق مآربهم وأهدافهم  عبر تحليل  وشرعنة سفك الدماء وزهق الأرواح البشرية والردة عن القيم الانسانية. 

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024