الرئيسة

مختارات من الصحف العبرية

نشر بتاريخ: 2017-09-14 الساعة: 14:02

نعم العائلة ايضا تُنتخب

تسفي برئيل-هارتسكان ينبغي لليبراليين والليبراليات، النسويين والنسويات، منظمات حقوق الطفل ومحبي المساواة في العائلة أن يرفعوا صرخة مدوية. لماذا يتهم بنيامين فقط وليس سارة في عربدة "الولد" يائير. لماذا يكون الاب المجهول، الذي يخرج لنيل الرزق لبيته كل صباح، هو الذي يعتبر مسؤولا عن وصمات العار التي يخلفها الولد حوله؟ ماذا، الا يوجد أم في البيت؟

فضلا عن الضرر الجسيم بمكانة الام، وكأنها مجرد أصيص لا تعرف ما يفعله ابنها، فان الحجة ضد نتنياهو تشوش الواقع السياسي – على رأس دولة اسرائيل توجد عائلة، وليس رئيس وزراء. مثلما في مصر، حيث من انتخب حسني مبارك كان يعرف أنه سيحصل ايضا على سوزان زوجته وجمال وعلاء نجليه في وظائف في الحكم، ومثلما عرف التونسيون بان اختيار زين العابدين بن علي يتضمن ولاية زوجته محبة الجواهر.

في "الديمقراطيات الشابة، مثل  طاجكستان، كازخستان واذربيجان، يمكن لابناء العائلة ان يكونوا وزراء، وفي اسرائيل ايضا هذه صفقة رزمة. عندنا يتبين اننا ننتخب عائلة كاملة لادارة الدولة. الكثير من قرارات نتنياهو تؤخذ على الطاولة العائلية المتهالكة. التعيينات  للمناصب رفيعة المستوى تتقرر بعد هزة رأس الموافقة من جانب ربة البيت، والنزاع مع السيدة معناه حكم موت سياسي.

الاولاد هم شركاء ايضا. في 2015، حين شكر نتنياهو نشطاء الليكود على مساعدتهم في تحقيق النصر، اشار على نحو خاص الى ابنيه يائير وأفنر. يائير كان هو الذي تولى القسم الانترنتي لحملة الانتخابات. كما أنه هو من دفع الى الامام بصورة عائلته، التي تعيش في شقة متهالكة، وهو يراسل علنا الاعداء السياسيين لابيه.

إذن لماذا خرج هذه المرة الزبد على أب العائلة فقط؟ التبرير الوارد يعتقد بان هذا لان يائير بصق على قدس الاقداس حين استخدم الرموز اللاسامية، فان افعاله تقع ضمن صلاحيات نتنياهو، الذي بحكم منصبه الرسمي مسؤول عن مكافحة اللاسامية في كل مكان، بما في ذلك في بيته. هذا موضوع للاباء وليس للامهات، كما يعتقد التفسير، ولهذا فان نتنياهو وليس عقيلته هو الذي فشل في تربية ابنه. خطأ. في العائلة الحاكمة لا يوجد تقسيم أدوار ولا يوجد مناصب تمثيل. كلهم هناك يعملون من اجل دولة اسرائيل، ولكن قبل كل شيء من اجل العائلة. الكل من اجل الواحد والواحد من اجل الكل. "هاجموني ولا تهاجموا عقيلتي"، ناشد نتنياهو وسائل الاعلام، وكأن كل واحد هو شخصية منفصلة، وكأن فسادها ليس فساده وفساده ليس فسادها.

صحيح أنه من ناحية قانونية ليس سيجار رئيس الوزراء كجبال وجبات زوجته، ولكن ماذا فعل الرئيس حين وصل الى البيت الغذاء الفاخر؟ هل اكتفى بساندويش تونا؟

ولكن المقت الحقيقي لا يتعلق بالعنوان الذي ينبغي القاء المسؤولية عليه عن الزعرنة داخل العائلة، ولا حتى مسألة الدور التربوي لكل واحد من الابوين. فالعفن هو ان مؤسسة العائلة، لا فاميليا، جاء كطريقة حكم في الديمقراطية الاسرائيلية. لان عائلة نتنياهو تدير الدولة منذ سنوات طويلة، فان مكانتها كحاكمة شرعت بفضل الاقدمية. ولكن ليس بفضل القانون. ما تبق هو، مثلما في الظواهر غير الدستورية التي تجذرت، لفهم سلوكها المرفوض لمنح كل واحد من ابناء العائلة الصلاحيات في القانون والقاء المسؤولية العائلية الشاملة عليها.

ولكن اذا كان لا يزال هناك مشرعون يعتقدون بان هذا نموذج يهدد الديمقراطية في انه يمنح مكانة رسمية للعائلة، على أي حال لكل واحد من عناصرها، فقد حان الوقت لان يتحدد بتعريف قانوني مجال العمل العام لكل واحد منهم. فالمساعدة في حملة الانتخابات هو موضوع واحد، اما الادارة الجارية للدولة من قبل من لم ينتخب او لم يجتز سياقات التصنيف لفحص مؤهلاته وطهارة مقاييسه – فان هذه دكتاتورية.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024