الرئيسة/  مقالات وتحليلات

قراءة في البنى الفكرية

نشر بتاريخ: 2018-07-08 الساعة: 09:03

رامي مهداوي نشر د. ناصر القدوة_ رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات _ ورقة نقاش بعنوان (البنى الفكرية لفتح وللفصائل اليسارية والإسلامية)، وهي ورقة مكثفة تقرأ أكثر من مرة لخضخضة النص  في محاولة لفهم ليس أين نقف الآن؟ وإنما كيف يمكن أن لا نقف سواء بالتقدم للأمام أو العودة خطوات للخلف ثم الإنطلاق الى الأمام.

يقول مكسيم جوركي "لا يكفي أن نقدم الموجود، من الضروري أن نفكر في المرجو والممكن" ورقة القدوة نجدها  فككة الموجود، وفكرت في المرجو والممكن في محاولة منه لتحقيق معجزة ينتظرها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أيضاً، حيث يختتم الورقة بالقول" إذا حقق الشعب الفلسطيني وقادته كل ذلك، نكون قد حققنا معجزة صغيرة، أعدنا عقارب الساعة للوراء قليلاً ، وانطلقنا مرة أخرى في نضال جدي، في إطار بنية فكرية فيها الموحد للحركة الوطنية الفلسطينية، وفيها الخاص للتيارات الثلاثة...."

أضع في هذا الحيز المكاني للمقال عدد من الأسئلة وبعض التصورات على شكل شظايا في محاولة إصابة الهدف أو محيطه  كمحاولة في  تحريك النص الموجود داخل هذه الورقة لخلق نصوص نقدية بنّاءة ربما تساعد في ولادة التغيير الممنهج والبنّاء وليس إجهاضه!!

- السؤال الذي يأتي على عاتقنا كشعب اجابته هل نستطيع تحقيق المعجزة من خلال ما هو قائم من بنى فكرية ضمن الظروف التي نعيشها  في مختلف القطاعات أولاً وواقع المحيط بنا ثانياً وإرتباط واقعنا بواقع المحيط ثالثاً؟!

_ هل نستطيع تغيير البنى الفكرية في ظل الشيخوخة_ليست فقط من حيث العمر_ التي أصابت عقول وأدوات قيادات من هم قائمين على المؤسسات المنبثقة عن الفصائل؟ بالتالي لن أستطيع  الإستماع لتعقيب أو نقد ورقة القدوة ممن هم جزء لا يتجزأ من معضلة التغيير، فمن الأفضل الإستماع لأصوات القاعدة والدماء الشابة الطموحة.

_ ما هي وظيفة الآيديولوجيات في البنى الفكرية في ظل حالة التشرذم الحاد للمجتمع الفلسطيني؟ إن الوظيفة الحقيقية لأية أيديولوجية توحيد المجتمع وليس تفتيت ما هو مفتت، وأيضاً حشد القوى أمام الأخطار التي تعصف به، بالتالي نحن نبحث عن بنية أخلاقية وطنية يتم عكسها في إجراءات علنية للمحافظة على النسيج الفلسطيني الذي أصبح يتآكل!

_ قد يسأل سائل: هل هذا وقته؟! لماذا علينا النظر الآن للبنى الفكرية؟ نعم، والسبب الرئيسي هو الحقيقة المحزنة التي وصلنا لها أنه حتى هذه اللحظة لم تنجح الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركة" فتح" في إقامة الدولة ولا في تحقيق التحرر من الإحتلال والإضطهاد، فإن الوقت مناسب جداً وبخاصة في هذه اللحظة من التطورات السياسية العالمية، فمن حق أي شعب دراسة ومعرفة أين أخذته البنى الفكرية والآيديولوجيات التي آمن بها منذ نشأتها من أجل مجابهة تحديات الحاضر والخروج من المستنقع الذي نغرق به بصمت.

_الظروف الحالية للقيادة الفلسطينية من مختلف الأطياف والظروف الدولية تظهر بأن هناك قيادة جديدة على وشك التشكل. وهذه المسألة تحتاج الى بنى فكرية واضحة المعالم  وتحليل مستفيض على جميع المستويات،  إذ كيف يمكن لقيادة سياسية ما وبنى فكرية معينة أن تؤثر على المجتمع الفلسطيني لمجابهة التحديات الصعبة للغاية التي قد تضع قضيتنا الفلسطينية في لحدها؟!

ينصح الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه كل محدق في الهاوية ألاً يطيل النظر، لأن الهاوية ستحدق به أيضاَ، والهاوية في البنى الفكرية الفلسطينية تتسع أكثر فأكثر علينا جميعا؛ً لدرجة أصبحنا في مستنقعات بعيدة عن الفكر الذي تمأسست من أجله، وقريبين من بنى فكرية طاردة لا ترحم أحد، حان الوقت للنظر خارج الهاوية للبنى الفكرية وصياغة ما يجمع قبل فوات الأوان.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024