الرئيسة/  مقالات وتحليلات

دراما رمضانية "بلا طعم ولا رائحة"

نشر بتاريخ: 2018-06-03 الساعة: 10:52

فارس صقر أصبحت الدراما العربية مقرونة بشهر رمضان "موسمية"، لتكون واقعاً حقيقياً في القنوات التلفزيونية في تفاصيل الشهر الكريم، ولكن بلا طعم ولا رائحة. بات من الواضح بأن كم كبير من الدراما العربية بلا رسالة سامية وهدف واضح تُلبي عيون المشاهد العربي، ومن غير المشكوك فيه أيضاً بأن الدراما أصبحت دون المستوى التي كانت عليه قبل فترة زمنية لا بأس فيها.
إذا أردنا الحديث بشكل أدق من حيث المضمون والشكل.. فإن الدراما تطورت سريعًا لتكون دراما ترفيهية بلا معنى منشود، وواكبت التطور التكنولوجي من حيث التصوير والإخراج، كما أنها لم تخلو من بعض اللمسات الإبداعية. وكي نكون منصفين أيضاً هناك بعض الأعمال بلغت ذروتها أخيرًا في توجيه رسائل سياسية في ظل ما نشهده في العالم العربي من كبت لحريات.
تكاد تكون المسلسلات التي تبث على القنوات التلفزيونية ضمن "تكرار المكرر" وهذا يتمثل في الأعمال التي تتطرق إلى مواضيع اجتماعية كونها نفس الفكرة ولكن بوجوه مختلفة وعلى قنوات عدة، وباتت المسلسلات غير متوازنة مع ما يُقدم في القالب الاجتماعي الدرامي، كونها تبالغ في إبراز مفاتن النجوم وبطولاتهم الجسدية، وابتساماتهم البوليوودية واستعراض ملابسهم وبيوتهم وأثاثهم الفاخر، دون أن يطال هذا السخاء عمق مواضيع الأعمال التي ظلت تعالج أفكارًا أقرب إلى السطحية.
كذلك الأعمال الدينية التي تحاكي التاريخ الإسلامي في محاولة منها إلى تحسين صورته بعد أن تم إلصاق "داعش" وبعض الجماعات الإرهابية بالإسلام! 
كل ذلك يقودنا لنتيجة واحدة، بأن الدراما العربية منفصلة تماما عن الواقع الذي نعيشه، وأكبر دليل على ذلك غياب عمل فني واحد والحديث فيه عن مئات الآلاف من الشهداء في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية.
والذي لا شك فيه، بأن الدراما العربية أصبحت في تهاوي مُستمر، عندما بدأ الإقتتال السوري الداخلي، وتدمير أغلب مواقع التمثيل وانقسام الممثلين مع النظام وضده، وخلق بيئة غير آمنة للتمثيل داخل الآراضي السورية، واستبدال ذلك كله في الدراما السورية الخليجية اللبنانية المصرية المشتركة كما هو جليٌّ على الشاشات التلفزيونية برمضان الحالي.
كان من الممكن توظيف ملايين الدولارات التي صُرفت هذا العام بلا جدوى على الدراما العربية الرمضانية، والخروج بعمل سينمائي ضخم يرفع الاسم العربي في المهرجانات العالمية الكبرى.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024