الرئيسة/  مقالات وتحليلات

خيانة على (عَجَل)!

نشر بتاريخ: 2018-05-08 الساعة: 08:55

موفق مطر قفوا.. انظروا وفكروا، وتحسسوا انجازات (البزنس الأمني) الذهبية.. هديته في ذكرى النكبة "دراجات هوائية" ليست لأبناء مخيم شعفاط أو مخيم قلنديا في القدس المحتلة، وإنما لصناع جريمة النكبة في ذكرى الاعلان عن انشاء دولتهم (اسرائيل). 
هو على (عجلة) من أمره، يسابق الريح لإثبات كفاءته كوكيل موثوق، وبديل رغم انتهاء صلاحيته الشعبية والوطنية والرسمية بحكم القانون والقرارات القضائية، سعى للفت نظر ادارة ترامب ومعلمه المسؤول عنه في البيت الأبيض، بتحريك ملف التطبيع ولو على  (دراجات هوائية) في هذه المرحلة.
ما لم يعلن محمد دحلان موقفا حاسما وشديد الوضوح من مشاركة دراجين من الامارات العربية فيما سمي "طواف ايطاليا" في القدس المحتلة لمناسبة الذكرى السبعين لإنشاء دولة الاحتلال، وما لم ينسحب  فورا من وظيفته كمستشار أمني (وخادم أمير) – راجعوا شريط الفيديو الشهير – فإنه سيبقى على رأس (قائمة عار) تضم أسماء ليس المشاركين في (طواف المرتدين) بدراجاتهم على دماء الشعب الفلسطيني  المسفوكة برصاص المحتلين والمستعمرين، والخائنين لعقيدة اشقائنا واخوتنا العرب في دولة الامارات ومملكة البحرين وحسب، بل تضم الذين فكروا لهم بكيفية الانخراط  في هذا  المضمار، وساعدوهم، وخدعوهم بتهيئة المشاركة كأمر طبيعي، ستعود عليهم بمصلحة ما، ذلك ان مشاركتهم اكثر من "تطبيع" مع دولة خارجة على الشرعية الدولية والقانون الدولي، تطبيع مازال مرفوضا  فلسطينيا وعربيا ما لم يتم انجاز الاستقلال والحرية للشعب الفلسطيني، بقيام دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وفعل يرقى الى مستوى (خيانة عظمى) لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والعروبة، ولمبدأ الحرية، والنبل والقيم الأخلاقية التي تكرسها الرياضة.
أهدى المنتخب الايطالي لكرة القدم كأس العالم في العام 1982 للمناضلين الفلسطينيين واللبنانيين الذين صمدوا وقاتلوا جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي غزا لبنان في شهر حزيران من ذات العام مستغلا انشغال العالم بالمونديال، لكنا لم نتوقع يوما هدية من عربي لدولة الاحتلال بمناسبة  ذكرى اغتصاب فلسطين واحتلالها وتشريد مليوني فلسطيني، والجريمة الأفظع المشاركة بسباق دراجات ميدانه القدس المحتلة، فبدا كشريك في مخطط تهويد العاصمة الأبدية لفلسطين، عاصمة العرب والمسلمين والمسيحيين، ومجرم بحق شعب بلاده بارتدائه زيا مطبوعا عليه ألوان وشكل العلم الوطني !! وهذا ما يجعلنا على ثقة ويقين بان الأشقاء في الإمارات العربية والبحرين سيحاسبون الذين خانوا مكانة  العلمين  الإماراتي والبحريني، ولطخوا بنقاط سوداء السجل التاريخي الايجابي لشعبي الإمارات والبحرين من القضية الفلسطينية، والدعم اللامحدود للشعب الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية، من المستويين الرسمي والشعبي.  
الرياضة حرية، نزاهة، عدالة، وإبداع، وعلاقة عضوية بين الأخلاق وصحة العقل والجسم السليم، وبين المبادئ والقوانين الناظمة للمجتمع الإنساني، فهل فكر الذين استدرجوا لهذا الفخ أنهم بولوجهم - بدراجاتهم الهوائية– السباق في شوارع القدس قد ارتكبوا جريمة قطع  صلة الحياة بين الرياضة كسلوك وفعل مادي، وبين روحها، وأنهم قد تحدوا وخالفوا عن سابق تصميم وترصد قرارات ألأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إن كانوا يدركون ما يفعلون، فهذه أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها الأبدية وأن إسرائيل هي الدولة القائمة بالاحتلال، وان مشاركتهم مناسبة من هذا النوع  إنما يكرس الاحتلال في كل مكان، ونعتقد أن مواطنا واحدا في دولة الإمارات العربية  لن يقبل مشاركة عربي في أي مناسبة على أراضي الجزر العربية الثلاث التي تحتلها إيران، لأن الاحتلال مرفوض أيا كانت القوة القائمة به، وان واجب الرياضي نشر ثقافة المحبة والسلام، ونبذ الظلم والعداء، لذا نقول لأشقائنا بروح رياضية.. انسحبوا واعتذروا وعودوا كراما إلى أوطانكم، فالذين دفعوكم وأنتم على دراجاتكم الهوائية إلى هاوية في مجتمعاتكم، ينتظرون عند أعلى الدرجات الكؤوس والميداليات الذهبية الأميركية الاسرائيلية، فلا تكونوا انتم الضحية.. واثبتوا لهم رؤيتكم لسوء نواياهم وجشعهم وانحراف أهوائهم.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024