الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الوطني الفلسطيني .. القيام بعد صلبك !!

نشر بتاريخ: 2018-04-29 الساعة: 08:48

موفق مطر يدورون  رحى المؤأمرة، وينفخون  بكير اسرائيل وادرة ترامب في  تنورها، لكن رؤوسهم ستسقط  بين حجريها ؟! , وتحترق اصابعهم  حتى لايقوون على ستر عوراتهم  التي ستنكشف، فالنيران التي اوقدوها بأيديهم ، ستأتي على ماألبستهم دور أزياء مخابرات  دولية واقليمية، صممت لهم ثيابا مخادعة، لكنها لم تستطع تصميم  قلوب وعقول وطنية ليحظوا باحترام ومحبة  ويقة الجماهير .

فتحت  لهم ابواب ارصدة بنكية، ومكنوهم من شيكات على بياض، واستؤجرت لهم صالات في عواصم قريبة وبعيدة، لكنهم ما كانوا يوما  أبعد عن القدس مثلما هم الآن ، ولم يتمركزوا  في الموقع المضاد لمصالح الشعب الفلسطيني، كتمركزهم اليوم بكل وضوح في الكمائن المنتشرة هنا وهناك  لتفجير مسيرة القضية الفلسطينية.

حاولوا وساندتهم في ذلك  قوى وانظمة  رسمية عربية ودول اقليمية لكنهم فشلوا، ويعيدون الكرة  ومعهم اسماء جديدة  عربية وأعجمية  وسيفشلون، ليس لضعف خبراتهم في حبك المؤامرات، وصياغتها، ومهاراتهم  في تمريرها من ثقوب الابر حتى لو كانت بأحجام  الفيلة، وانما لأنهم  كالأميين المتغطرسين  المستكبرين، الذين يسقطون دائما  في امتحانات المعرفة.

لم يقرا هؤلاء  كيف اسقط الشعب الفلسطيني  مؤامرات  اسيادهم حتى وان اختلفت اسماءهم ، ولم يأخذوا العبرة والحكمة من صلابة  وشجاعة  ودهاء  وقوة  قائد حركة التحرر الوطنية  للشعب الفلسطيني ورئيسه محمود عباس ابو مازن، فأخذتهم العزة بالاثم وظنوا أن الساعة قد حانت ليؤدوا أدوارهم كتلاميد مطيعين كما  تدربوا عليها في مدارس مخابرات  لم تكف منذ مئة عام عن تصنيع ممثلين  كابطال  للرواية ، وآخرين ككومبارس  لتزجهم في مسرح  نضالنا الوطني.

لو يعلم هؤلاء ما معنى التجربة ، لانسحبوا بشرف، على الأقل، لكن بما انهم  قد ركبوا موجة  البغي  والعدوان على المشروع الوطني، فليس امامهم  الا الانتحار، ولكن ليس قبل أن يجهز كل واحد منهم شاهد قبر مكتوب عليه: أنا المدفون هنا خائب ، فقد علقت  آمالي على كبار ليأتوا بي انا الصغير  كبيرا على البلد !!!   أنا المدفون هنا  اقر واعترف بأني خائن، لأني حبكت  مع  اعداء المشروع الوطني مؤامرة، فاذا بالوطنيين من ابناء البلد يردونها  كحبل الى عنقي ، فسقطت كشظايا قبل ان اشف غليلي برؤية صفوفهم  مشقوقة، فضاعت حياتي وأنا انتقل من  ( سي اي ايه ) الى (الموساد ) حتى اني لم أوفر (المتخلفين في الضواحي) لأكون البديل !!.. فاياك يا واقف على قبري  بالانزلاق  الى ما سقطت فيه ولك مني  وانت الحي وانا  الميت رغم اني مازلت حيا هذه النصيحة:

هذا الشعب  ذكي، مكنته التجارب التاريخية من  فرز  الأصلي (البلدي) الوطني، عن المصنع  المستورد، والمعلب والمركب  والمجمع في الخارج !! لايمكنك اختراق ايمانه بقيادته، فهو يستشعر الاخلاص والصدق منها ، ويقرأ مواقفها وثباتها وتمسكها بالثوابت، فيذهب الى الاعتقاد بان  اي ضر سيصيبها سيصيبه، وان اي مس لشرعية  القيادة  مساس بمشروعيته،  فيهب لحماية دماغه السياسي المفكر والمقرر  والمعبر عن ارادته، لذا رغم ان مختبرات  البيت الأبيض وتل ابيب المتفوقة  بتصنيع البدائل قد كرست  جل خبراتها ومقدراتها من اجلنا الا اننا واياهم لم نفلح في اقناع هذا الشعب ببديل.

غدا الاثنين سيتبين للقاصي والداني ان الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز المنعطف الخطير،  وابتداء مرحلة نضالية وطنية جديدة ، فهذا الشعب وبفضل حكمة   وصبر  قيادته  وبصيرتها  الصائبة، ورؤيتها  البعيدة المدى ، لطالما خرج اقوى من معارك المواجهة  حتى لو كان الذي يقودها في الجبهة المقابلة  اركان في دولة عظمى، وهذا سر ديمومة وصمود وثبات هذا الشعب  العصي على الانكسار .

مساء الاثنين ستفرح روح احمد الشقيري  وهي تظلل الوطنيين الذين  استلهموا منه ومن ياسر عرفات  ابو عمار ويستلهمون من ابو مازن معنى ان يكون المرء فلسطينيا، فهنا ليس بالضرورة ان تكون مولودا لأب وأم فلسطينيين   او في مدينة او قرية فلسطينية  لتكون فلسطينيا وحسب، بل  ان تنتصر  وتنتصر للحرية  وقيم التحرر دائما، ألا تجعل المستحيل مفردة في قاموس حياتك، فهنا وحتى تكون فلسطينيا عليك  افتداء  الشعب والأرض، وعليك القيام بعد  صلبك .

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024