الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"الكوتشوك" والترف الفكري

نشر بتاريخ: 2018-04-08 الساعة: 09:25

رامي مهداوي ما يقارب 2 مليون فلسطيني سجين في قطاع غزة يعيشون واقع كارثي لم يشهد التاريخ مثله؛ ومع كل هذه الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية، يتم التعامل مع القطاع من قبل أشخاص يعتقدون بأنهم "النخبة" بحالة من الإغتراب ..التيه.. والترف وفي بعض الأحيان بحالة من الندية الغير مبررة.

لن أخفي شعوري اتجاه هؤلاء الذين يناقشون مشهد غزة من منظور الفنتازيا السياسية، الإجتماعية، الصحية، الإقتصادية، البيئية.. الخ، وكأن غزة في كوكب آخر لا شأن لنا به!! والأخطر من ذلك هو ما يتم ترسيخه في عقلية المواطن منذ 11 عام وكأننا شعبين_شعب الضفة، شعب غزة_ متناحرين ضد وجود الآخر!! وتناسينا من يسعى الى اقتلاع جذورنا.

كنت أقرأ ما ينشر عبر وسائل الإعلام المجتمعية حول جمعة "الكوتشوك" في قطاع غزة، أدهشني واستفزني ما كتبه عدد ممن يسمون ذاتهم بأنهم "نخبة" مجتمعية ليس بسبب رفضهم اشعال "الكوتشوك" وإنما بطريقة تعبيرهم للرفض!! ما هذه الإستعلائية؟! ما هذه الفوقية؟! من أعطاكم الحق في التعبير عن رأيكم بهذا الأسلوب غير المقبول؟

نتفق نختلف حول أي فعل هذا مقبول، لكن غير المقبول هو طريقة التعبير التي تسيئ للكينونة الفلسطينية، أيضاً لمن يرفض الفعل عليه أن يطرح بدائل في الفعل المقاوم وأن يمارسه، لماذا لا ينظر لهذا الفعل بأنه تكتيك سلمي للمقاومة!؟ كيف تطالب ممن يموتون يومياً بسبب حالة الخنق أن يحافظوا على عطر الهواء!! ولم أجدكم تكتبون عن حالات الموت اليومية التي يعاني منها قطاع غزة: سرطان بأنواعه، عدم توفر الأدوية، توقف الأجهزة الطبية، المنع من السفر للعلاج، القذائف المسرطنة مثل الفسفور الأبيض!!

السجين يقاوم بما لديه وهو الأعلم بما لديه من امكانيات وكيفية ادارة مواجهته، السجين أبدع في مقاومته الإحتلال، ومن جهة أخرى يريد أن يقول للعالم الذي يهتم بطبقة الأوزون بأن هناك 2 مليون انسان يفقد أبسط الحقوق الإنسانية، على العالم أجمع أن ينظر الى قضيتنا الفلسطينية خصوصاً في ظل التهافت العربي الذي بدأنا نشاهده من خلال تصريحات بعض الدول من فكر انهزامي يشرعن وجود السّجان!!

نعم، الغزي لا يقبل التدجين في السجن، هناك في خانيونس، جباليا، رفح، الوسطى نجد ما لا نجده في عواصم دول تدعي بأنها عواصم للمقاومة والمواجهة، غزة تقاتل وحدها بإسم قيادات عربية واسلامية أشبعتنا تصريحات، غزة تقوم بإعادة تدوير "الكوتشوك" الى نضال فقده الكثيرين، ما هو مطلوب ممن يعتبر ذاته بأنه من"النخبة" النظر لغزة بكونها السجين الذي يريد العودة الى حريته وبيته دون أي مزايدات، وأقولها بصوت مرتفع" اللي ايده بالكوتشك مش زي اللي ايده على الفيسبوك".

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024