الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نبض الحياة... الأرض توحد الشعب

نشر بتاريخ: 2018-03-31 الساعة: 11:30

عمر حلمي الغوليوم الأرض الخالد في ذكراه ال42 جاء معمدا لوحدة الشعب والأرض والقضية والأهداف الوطنية، حيث إنتفض الشعب في ربوع فلسطين التاريخية من البحر إلى التهر وفي الشتات والمهاجر ضد الإستعمار الإسرائيلي، وكل مشاريع التصفية والإنتقاص من الحقوق الوطنية، وجاء ردا على كل من حاول أو يحاول الإلتفاف على الحقوق والمصالح الوطنية العليا.

يوم الأرض كان بالأمس عظيما بعظمة الشعب العربي الفلسطيني، الذي جسد مجددا تمسكه بثوابته الوطنية، ورفضه الخضوع او الإستسلام لسياسة الإملاءات الأميركية والإسرائيلية، وأعلن بصوت عال معمدا بالدم في ساحات المواجهة مع المحتلين الإسرائيليين في القدس العاصمة الأبدية ومحافظات غزة ونابلس ورام الله والبيرة وبيت لحم وسخنين وعرابة البطوف ودير حنا وعلى الحدود مع فلسطين التاريخية في جنوب لبنان قائلا: لا للإستعمار الإسرائيلي بكل مسمياته وعناوينه ومركباته، ونعم للحرية والإستقلال وتقرير المصير والعودة، ولا للعنصرية والأبرتهايد الإسرائيلي ضد ابناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل، ونعم للسلام العادل والممكن والمقبول، ونعم للمساواة والعدالة الإجتماعية والسياسية.

كان يوم الأرض أمس سفرا جديدا في سجل الكفاح الوطني التحرري، ورافعة للنضال الوطني، وردا على خيار الإنقلاب والإنقسام، وتأكيدا على هوية وأهداف الشعب الفلسطيني، ورسالة للعالم أجمع، عنوانها هنا نحن باقون، هنا نحن خالدون، وهنا نحن متجذرون، ولا مكان للإستعمار الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، أرض الدولة الفلسطينية القائمة والموجودة وعاصمتها القدس الشرقية، ولا كبيرة لسياسة المرواغة والمماطلة والتسويف لفرض الوقائع الإستعمارية، فإما الحياة الكريمة والحرة بالسلام المعمد بالإستقلال السياسي وضمان حق العودة المقدس، وإما مواصلة خيار الكفاح بكل اشكال وألوان النضال وعلى رأسها الكفاح الشعبي والسلمي والديبلوماسي والسياسي حتى تحقيق الأهداف الوطنية.

في يوم الأرض خط الشهداء الخمسة عشر ( حتى إعداد هذا المقال مساء امس) من ابناء غزة ورفح وخانيونس وجباليا ودير البلح، وما يزيد على ال1500 جريح ومصاب في ربوع الوطن بدمهم الأحمر القاني معادلة الصراع من جديد، وأكدوا للقاصي والداني في بقاع الكرة الأرضية أن الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة خط أحمر، لا يمكن لقوة في الأرض مهما كان جبروتها وقوتها وعظمتها الإنتقاص منها، فلا القنابل النووية، ولا أموال المساعدات، ولا إغلاق السفارات الفلسطينية، ولا القوانين الجائرة، التي تناصب الشعب الفلسطيني العداء، ولا الملاحقات الجائرة في المنابر الأممية، ولا غيرها من العقوبات الجماعية تفت في عضد الشعب وقواه ونخبه وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

كان يوم الأرض عظيما بالمزج الخلاق بين أبناء الشعب الفلسطيني لتأكيد تماسكهم وترابطهم ووحدتهم، حيث حلت ذكرى الجمعة الحزينة أمس لإبناء الشعب من أتباع الديانة المسيحية، التي تجسد الموت والقيامة للسيد المسيح، عليه السلام، قيامة الشعب العربي الفلسطيني، ومضيه نحو الأمام، نحو الإستقلال الوطني وتقرير المصير وضمان حق العودة والمساواة. ولا خيار أمام الشعب وقيادته الشرعية سوى التقدم بخطى ثابته وراسخة على الأرض لتحقيق تلك الأهداف العظيمة.

أمس كان يوما إنعطافيا جديدا في مسيرة الكفاح الوطني، ويمكن إعتباره نقطة تحول نوعي في المسيرة التحررية، لإنه شق عمليا فجر إنتفاضة سلمية جديدة، حيث واجه المنتفضون بصدورهم العارية أسلحة الموت الإسرائيلية، وأكدوا لقادة إسرائيل الإستعماريين، تمسكهم بالحياة والأمل والمستقبل وبثوابتهم الوطنية، وبالمقابل رفضهم للموت والفناء، وسقوط الضحايا من الشهداء والجرحى لا يعني رغبتهم بالموت، بل دفاعا عن الحقوق والمصالح والثوابت الوطنية لبناء غد أفضل وحر لإبنائهم وأحفادهم، ولتأكيد إصرارهم على البقاء والتجذر في وعلى الأرض الفلسطينية، أرض الأباء والأجداد.

ولعل ما شهده العالم أمس في ربوع الوطن الفلسطيني، وفي مختلف التجمعات الفلسطينية داخل فلسطين التاريخية والشتات يحمل رسالة قوية للأشقاء العرب عشية إنعقاد القمة العربية في الخامس عشر من إبريل/ نيسان القادم، ليدركوا جيدا جدا أن أشقائهم الفلسطينيين لن يقبلوا بأقل من حقوقهم الوطنية في بناء دولتهم المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 دون نقصان، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194، والمساواة الكاملة لإبناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل، ما يعزز القناعة لديهم بالدفاع الكامل القوي والراسخ عن حقوق أشقائهم الفلسطينيين، ويدفعهم للتحرك السريع والمثابر عبر تفعيل لجنة المتابعة العربية للتواصل مع قادة ودول العالم لإبلاغهم الرسالة العربية الجامعة بدعم عقد مؤتمر دولي لإلزام إسرائيل بالإنسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة في الخامس من حزيران 1967، والإعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية لتعزيز خيار السلام والتسوية السياسية الممكنة والمقبولة، وبالتالي رفض صفقة القرن الترامبية وكل الإجراءات والإنتهاكات الأميركية والإسرائيلية، وتقديم الدعم لموازنة منظمة التحرير وحكومتها الشرعية، ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ردا على سياسة العقوبات الأميركية المتساوقة مع دولة التطهير العرقي الإسرائيلية.

Anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024