الرئيسة/  مقالات وتحليلات

خيارات (إسرائيل) في مواجهة مسيرات العودة...؟

نشر بتاريخ: 2018-03-27 الساعة: 08:39

 د. حسام الدجني مسيرات العودة فكرة انطلقت من رحم الحصار والمعاناة على يد شباب فلسطيني غير مؤطر سياسياً، تؤلمه صورة الحياة القادمة من مدننا الفلسطينية المحتلة عام 1948م، لا بطالة ولا فقر ولا انقطاع للتيار الكهربائي، ولا انتظار على المعابر وفي الموانئ، حتى بات الفلسطيني يسأل نفسه: أليس من حقنا العودة لأراضينا ومدننا التي هجرنا منها بشكلٍ قسري...؟ من وسط ذلك لقيت فكرة مسيرة العودة قبولاً واسعاً من قبل الفلسطينيين، وعكس المنظمون فلسفة جديدة في التعامل مع الاحتلال عندما تبنوا السلمية، وقرارات الشرعية الدولية (قرار 194 فقرة 11)، وأعلنوا أنهم لن يقتربوا من الحدود. اختاروا لمرحلتهم الأولى في الزحف الهادر يوم الثلاثين من مارس وهي  ذكرى يوم الأرض، والمؤشرات تدلل أن حجم المشاركة ستكون مقبولة وستزداد مع ازدياد قناعة الفلسطينيون في جدوى تلك المسيرات، فلم يعد الفلسطيني يبكي على شيء يخسره.

يبقى السؤال الأهم، ما هي خيارات دولة إسرائيل للتعاطي مع مسيرات العودة...؟

خمسة خيارات أمام دولة الاحتلال لمواجهة مسيرات العودة:

  1. خيار المتابعة والمراقبة عن بعد وتقدير الموقف بشكل يومي:

من المؤكد أن إسرائيل ستعمل على مراقبة المشهد عن بعد من خلال أدواتها الأمنية، ومراقبة حجم الحشود، فكلما زادت الحشود تزداد حالة الارباك لدولة الاحتلال، وعليه ستحدد إسرائيل خياراتها وفقاً لتقديرات الموقف التي تقدمها أجهزة الاستخبارات المختلفة في إسرائيل.

  1. خيار الفض الناعم للجماهير: من المحتمل أن تعمل إسرائيل على استخدام أدوات الفض الناعم مثل: المياه العادمة والغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين وعدم السماح باقترابهم من منطقة الحدود مع تحديد منطقة أمنية عازلة.
  2. خيار السماح للجماهير باقتحام الحدود: قد يكون هذا الخيار مستبعداً، ولكنه ممكن بحيث تسمح إسرائيل باجتياز المتظاهرين للسياج الفاصل، وسيكون المشهد على النحو التالي:

الصورة الأولى: اعتقال بعض الشبان وترحيل بعضهم الآخر لغزة بعد انتهاء التحقيق معهم.

الصورة الثانية: تعلن إسرائيل أمام العالم أجمع أنها سمحت بتطبيق قرار 194 وسمحت بعودة بضع مئات أو آلاف، وتوظف تلك الصورة أمام المجتمع الدولي بأنها لم تصد زحوف المهاجرين غير الشرعيين من وجهة نظرها، وقد تطالب بمساعدات مالية من الأمم المتحدة.

  1. خيار الإفشال قبل الوصول للسياج:

 يندرج تحت هذا الخيار عنوانين هما:

الخلاصة: إن مسيرة العودة الكبرى بمراحلها المختلفة هي أحد أهم ابداعات الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وهي الخيار الأمثل الذي بدأ يحرك العالم أجمع للعمل على انقاذ غزة من خلال رفع الحصار الظالم عليها، لذا فإن المشاركة الواسعة تساهم بشكل كبير في النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني (العودة والتحرير)، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتساهم أيضاً في دفع العالم للتحرك باتجاه رفع الحصار وانقاذ غزة.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024