الرئيسة/  مقالات وتحليلات

سيناريوهات حماس المفضوحة

نشر بتاريخ: 2018-03-27 الساعة: 08:39

عمر حلمي الغول بعد عملية التفجير الإجرامية، التي إستهدفت موكب رئيس الوزراء، رامي الحمدلله، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج ومن معهم من القيادات يوم الإثنين الموافق ال12 من آذار/ مارس الحالي، وتوجيه أصابع الإتهام لحركة حماس، وإعتبارها من يقف وراء الجريمة البشعة، قلت آنذاك ايضا أن حركة حماس ستحاول التغطية على عار جريمتها بإستخدام أساليب وسيناريوهات مختلفة لتضليل الشارع الفلسطيني. وهو فعلا ما لجأت له مباشرة، رغم تعثرها في إخراج سيناريو متماسك. لإنها في البداية حاولت التهوين من العملية الإجرامية؛ ثم قالت سنلاحق الجناة، وسربت من تحت الطاولة أخباراً متناثرة عن وجود صلات لبعض ضباط جهاز المخابرات العامة بالعملية، وفبركت قصص وهمية، ومحاولة تحميل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية عن الجريمة، وأخيرا إستقر رأيها على إتهام ثلاثة من حراس فتحي حماد، منهم أنس ابو خوصة. مع أن اهل ابو خوصة أعلنوا أن "ابنهم موجود عند حماس، ولم يهرب، وما إعلان قيادة اجهزة حماس عن مكافأة قيمتها 5000 دولار أميركي إلآ مقدمة لقتل أبننا، وتحميله مسؤولية الجريمة". وهذا ما ثبت باليقين القاطع عندما أعلنوا عن إشتباكات في المحافظات الوسطى، وعن مجموعات من التكفيريين، ودبلجوا صور وأصوات وبالنتيجة تم قتل إثنان من المجموعة منهم ابو خوصة، والثالث في العناية الفائقة. لإنهم يملكون المعلومات الكاملة عن الجريمة.

ورغم وضوح لعبة حركة حماس الساذجة والمقيتة في آن، نلاحظ ان بعض القوى الفلسطينية، التي اصابها الترهل والخشية من قول كلمة الحق، تعلن بلسان بعض قياداتها بضرورة "إعتماد ما نشرتة أجهزة أمن حماس" عن الجريمة الجبانة. ليس هذا فحسب، بل انها تتطاول على رأس الشرعية الوطنية، وتعتبر ما جاء فيه كلمته أمام الإجتماع الموسع للقيادة " نوع من التسرع، لإن نتائج التحقيق لم تكتمل". وهذا فيه للأسف الشديد جهل، وتعمية على الذات والشعب، لإن من ينتظر إفصاح حركة الإنقلاب على جريمتها البشعة، يكون مخطئا ومغفلا، ولا يفقه شيئا في علم السياسة والأمن على حد سواء، وغَّلب العواطف البعيدة عن المنطق على مصالح الشعب، أو لإسباب أخرى.

كما اشرت فيما سبق، حركة حماس هي من تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عن عملية التفجير الجبانة والرخيصة، رغم وجود قوى أخرى وعلى رأسها إسرائيل الإستعمارية، التي لها ذات المصلحة في عملية التفجير. ولكن تقاطع مصالح قوى الشر لا يجيز إطلاق الأحكام عبثا على أي طرف بما في ذلك دولة التطهير العرقي الإسرائيلية، التي هي العامل الأساس في كل ما أصاب الشعب العربي الفلسطيني من ويلات ومصائب بما فيها الإنقلاب الحمساوي، الذي تم بدعم واضح وبضوء أخضر منها ومن الولايات المتحدة وبعض العرب. وبالتالي على القوى الفلسطينية وقطاعات الشعب المختلفة عدم الإنصات لتقارير وسيناريوهات حركة حماس، لإنها تريد التضليل. وما البث المتواصل للإشاعات، وإجراء المناورات الوهمية والمفتعلة إلآ شكلا من اشكال التعتيم على الجريمة القذرة.

 ومن يصدق رواية وسيناريوهات حركة حماس الكاذبة والمتناقضة مع الوقائع والمعطيات والحقائق، أما انه لا يملك الشجاعة لمحاججتها أو التشكيك بروايتها؛ وإما أنه يتواطىء معها، ويسعى للتغطية على عوراتها؛ وإما ان حركة حماس ضبطته متورطا في عمل مشين، ولديها الوثائق التي تدينه، لذا يلوذ بالصمت؛ وإما انه يجهل الحقائق، ويحاول ان يسقط رغباته النبيلة والطيبة على الواقع، ولا يريد ان يصدق رواية القيادة الشرعية، لإنه يعتقد ان المصالحة ستتضرر من عملية الإتهام، وأن الأمور ستتجه لمزيد من التفاقم والتدهور. وهؤلاء لا يعلم المرء، إن كانوا يعلمون او لا يعلمون، بأن هدف حماس الأساسي، هو ضرب وقطع الطريق على المصالحة الوطنية. فضلا عن الأهداف الأخرى، وأبرزها إشعال نار الحرب الأهلية مجددا، وخلق حالة من الفوضى وخلط الأوراق، والرهان على الحل الإقليمي، الذي ترعاه أميركا ترامب وإسرائيل وبعض العرب، وبالتالي خشيتهم ليست في محلها.

المحصلة ان سيناريوهات حركة الإنقلاب الحمساوية مفضوحة ولا تمت للحقيقة بصلة، وعليها ان تتحمل نتائج جرائمها وإنتهاكاتها ضد الشعب والقيادة والمصالح الوطنية العليا. وعلى الشعب ونخبه الوطنية المختلفة تحمل مسؤولياتهم للخروج على طاعة الإنقلاب الأسود، وتنظيم حركة شعبية على الأرض لهدم بنيان الإنقلاب الحمساوي، لإن حماس لا تريد، ولا تحرص على الشراكة السياسية، ولا على الوحدة الوطنية.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024