الرئيسة

"حفات جلعاد:" قاطع جديد للتواصل الجغرافي

نشر بتاريخ: 2018-02-19 الساعة: 12:24

رام الله- وفا- "حفات جلعاد" بؤرة استعمارية أقيمت في العام 2002 بذريعة الرد على مقتل مستعمر إسرائيلي هو ابن رائد الاستعمار في تلك المنطقة، موشي زوهر، واسمه جلعاد.

تقع البؤرة الاستعمارية غرب مدينة نابلس، وتتوسط أراضي مجموعة من القرى الفلسطينية في محافظتي نابلس وقلقيلية، وتعود ملكية تلك الأراضي لسكان قرى: تل وصرة وجيت وإماتين وفرعتا وعصيرة القبلية.

في الآونة الأخيرة، عادت البؤرة الاستعمارية"حفات جلعاد" لتتصدر عناوين الأخبار، وذلك بعد العملية التي اتهم فيها الاحتلال فلسطينيين بتنفيذها في التاسع من كانون الثاني الماضي، وأدت الى مقتل مستوطن.

تضاف هذه البؤرة الى 37 بؤرة استعمارية، و15 مستوطنة، اقامتها إسرائيل على أراضي محافظة نابلس. تحتل هذه المستعمرات والبؤر الاستعمارية مساحة إجمالية قدرها حوالي 10897 دونما، حسب تقديرات متطابقة، وبلغ عدد المستعمرين في هذه المستعمرات حتى العام 2012 حوالي 14839 مستعمراً.

وفي محافظة قلقيلية أقامت إسرائيل 13 مستعمرة و4 بؤرة استعمارية. كما أقامت منطقتين صناعيتين. وتحتل هذه المستعمرات والبؤر الاستعمارية والمناطق الصناعية نحو 9935 دونما من أراضي المحافظة، فيما بلغ عدد المستعمرين حتى العام 2012 حوالي 29808 مستعمرين ، حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

ظهر يوم الأحد الرابع من شباط الجاري، شرعنت الحكومة الإسرائيلية، خلال جلستها الأسبوعية، انتقاما من الفلسطينيين وبذريعة الرد على عملية مقتل المستعمر، البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد"، وأضفت عليها صفة "قانونية" بموجب القانون الإسرائيلي، وهذا يجعلها مستعمرة "قانونية"، من وجهة النظر الإسرائيلية، وبالتالي تنطبق عليها سياسة التنمية وتطوير البنية التحتية، وستكون المستعمرة ضمن نفوذ المجلس الاستعماري الإقليمي "شومرون".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقبيل التصويت على القرار، قال: إن عملية شرعنة البؤرة ستضمن استمرار الحياة العادية للمواطنين الإسرائيليين في مواجهة "الإرهاب والقتلة"، مشددا على ضرورة تعزيز الاستعماري في مواجهة الهجمات الفلسطينية.

اسم البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد" كثيرا ما يبرز ويعود إلى الوجهة الاعلامية، إذ تعد هذه البؤرة من البؤر الاستيطانية الأكثر عنفا، فما هي قصتها؟

في بداية العام 2002، أقيمت "حفات جلعاد"، بمحاذاة الشارع الالتفافي جنوب غرب نابلس بين مستعمرتي "يتسهار" و"كدوميم"، وتضم حاليا حوالى 40 عائلة .كان الهدف من إقامة هذه البؤرة في هذا المكان تحديدا، تضييق خناق طوق وحلقة المستعمرات المحيطة بمدينة نابلس والقرى المجاورة.

في تلك الفترة، تقدم المواطنون في قرى إماتين وتل وجيت، باعتراضات الى المحاكم الإسرائيلية ضد هذه البؤرة، من خلال منظمة "ييش دين" الإسرائيلية، وبعد عدة جلسات صدر قرار من محاكم الاحتلال بإخلاء البؤرة الاستعمارية.

وفي شهر تشرين الأول 2002، تم إخلاء البؤرة الاستعمارية، لكنها وخلال أقل من عام وتحديدا في شهر تموز 2003، أقيمت "حفات جلعاد" مجددًا فوق أرض خاصة (في منطقة يطلق عليها خلة حمودة في القطعة رقم1، الحوض رقم 6، من أراضي قرية فرعتا)، في موقع قريب من الموقع الذي تم إخلاؤه.

ومن جديد، عاد المواطنون في تلك القرى للاعتراض ومن خلال المحاكم الإسرائيلية على إقامة البؤرة الاسعمارية على أراضيهم.

ورغم الاعتراضات وصدور قرارات المحاكم الإسرائيلية بوجوب إزالة هذه البؤرة، ومن أجل التهرب والتحايل على تنفيذها، قام المستعمرون بتحويلها الى بؤرة زراعية. ومع ذلك استمرت الاعتراضات المتكررة من المواطنين في المنطقة.

وفي العام 2010، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمرا احترازيا يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من إخلاء بؤرة "حفات جلعاد". ومن جديد عاد المواطنون الى الاعتراض مرة أخرى، إلى أن جاء قرار الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد 4 شباط 2018، والقاضي بشرعنة البؤرة، لتفتح من جديد أبواب أخرى من المقاومة والاعتراض على هذه البؤرة الاستيطانية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، "إن هذه البؤرة تضيق الخناق على سكان القرى المحيطة بها، وتمنع التواصل الجغرافي والامتداد العمراني فيما بينها".

وللرد على قرار الحكومة الإسرائيلية بشرعنة البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد"، وللوقوف في وجه التغول والتوسع الاستعماري في المنطقة، حث رئيس مجلس قروي إماتين وفرعتا هيثم صوان، الحكومة الفلسطينية على ضرورة الاهتمام بهذه المنطقة من خلال تشجيع البناء والسكن فيها.

وفي ذات السياق، طالب رئيس مجلس قروي جيت جمال يامين، بضرورة توجه الموطنين في القرى المحيطة بالمستعمرة، إلى أراضيهم واستغلالها وفلاحتها وعدم تركها.

وقبل أيام وبالقرب من حاجز زعترة، جنوب نابلس، شرع المستعمرون بإقامة بؤرة جديدة على أراضي بلدات بيتا وقبلان ويتما، أطلقوا عليها اسم "ابيتار".

Anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024