الرئيسة

ورود عيد الحب طاقة فرج للكولومبيين في مواجهة الأزمة

نشر بتاريخ: 2018-02-14 الساعة: 12:30

 تابيو (كولومبيا)-(أ ف ب) - يحضّر وليام بيريس وروبييلا ميدنيس الورود داخل مستودع في أجواء باردة في سهل بوغوتا العشبي، إذ يشكل عيد الحب لهما على غرار عاطلين كولومبيين كثر عن العمل مناسبة لتحقيق ايرادات بفضل العمل مع منتجي الزهور الذين تزدهر أنشطتهم في هذه الفترة.

فقد قصد منتجو الأزهار الكولومبيون المتعطشون لليد العاملة في ظل ارتفاع الصادرات قبل عيد الحب، هذه المنطقة الحارة في شرق البلاد قرب الحدود مع فنزويلا، ووجدوا فيها أفواجا من القابعين في البطالة التواقين للعمل.

وتوضح روبييلا مينديس التي لم تنفصل يوما عن ابنتها البالغة أربع سنوات ونصف السنة لوكالة فرانس برس أن الوضع في كوكوتا (مسقط رأسها) "صعب جدا. لا أحد يريد العودة إلى هناك بسبب قلة العمل. لكن يتعين علي العودة لأن ابنتي هناك".

وعلى المستوى الوطني، لم تتخط نسبة البطالة 10 % خلال السنوات الخميس الأخيرة. أما في كوكوتا فقد بلغت 15,9 % في 2017. وبحسب هذه الشابة البالغة 26 عاما، تدهور الوضع مع وصول أعداد كبيرة من الفنزويليين الذين يتقاضون نصف دخل الكولومبيين عن الأعمال عينها.

وعلى بعد 12 ساعة بالحافلة، يُسجل نشاط كبير داخل خيم تابيو في وسط كولومبيا ثاني أكبر مصدّر عالمي للزهور بعد هولندا خصوصا إلى الولايات المتحدة.

وبعد قطف الورود، يتعين على العمال من أمثال روبييلا اتباع خطوات دقيقة إذ يحضّرون ويوضّبون باقات من 12 زهرة في ظل حرارة دون 10 درجات تحت الصفر لحفظها على أفضل نحو.

- جوع ويأس -

وبعدما فقدت وظيفتها في مطعم حيث كانت تكسب 20 الف بيزو يوميا (حوالى سبعة دولارات)، حاولت كسب قوتها من خلال تهريب الوقود من فنزويلا... إلى أن انتقلت للعمل في مجال تجارة الأزهار في شركة "صن شاين بوكيه".

ويحتل عيد الحب المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد على قائمة المناسبات التي ينفق الأميركيون خلالها أكبر المبالغ. ويرتدي الشهر الذي يسبق 14 شباط/فبراير أهمية كبرى لمنتجي الزهور الكولومبيين الذين يوفرون 74 % من كميات الأزهار المستوردة في الولايات المتحدة.

ودر القطاع ايرادات قدرها 1,3 مليار دولار بين كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر 2017.

ولهذا الموسم، كانت "صن شاين بوكيه" تعتزم الاستعانة بمهاجرين فنزويليين في المنطقة الحدودية غير أنها اكتشفت في الموقع أعدادا كبيرة من الكولومبيين الباحثين عن عمل.

وفي منتصف كانون الثاني/يناير، خصصت الشركة 14 حافلة لنقل 600 شخص من كوكوتا، 80 % منهم كولومبيون عائدون حديثا إلى البلاد هربا من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تتخبط فيها فنزويلا.

ويقيم هؤلاء العمال الموزعون على ثلاثة مزارع في سهل بوغوتا العشبي، في حاويات مجهزة بأنظمة تدفئة مع توفير المأكل وتقاضي الحد الأدنى للأجور أي ما يقرب من 300 دولار في الشهر.

وفي كوكوتا، "ثمة أناس يعانون ولديهم رغبة كبيرة في العمل" بحسب مدير الشركة فيليبي غوميس.

وخلال مرحلة التوظيف، جمعت الشركة 1200 شخص في نهاية العام في ملعب سانتاندير العام في كوكوتا بمساعدة وزارة الخارجية.

- ضغط المهاجرين -

وقد تقدم وليام بيريس البالغ 24 عاما والعاطل عن العمل منذ أربع سنوات، إلى هذه الوظيفة وكان الحظ حليفه. فبعدما عاش سبع سنوات في فنزويلا، عاد هذا الكولومبي إلى بلده تحت وطأة الأزمة شأنه في ذلك شأن الآلاف الآخرين.

وهو يقول إنه عاش في فنزويلا "خوفا ويأسا رهيبا" بسبب انعدام الأمن ونقص المواد الغذائية.

وأدت الأزمة الفنزويلية إلى عكس تيار الهجرة التاريخي مع كولومبيا التي واظب كثر من سكانها على مدى عقود على الانتقال إلى البلد النفطي المجاور المزدهر آنذاك هربا من العنف المسلح في بلدهم.

وفي مواجهة حالات النقص والتضخم المفرط، اجتاز أكثر من 550 ألف فنزويلي الحدود بطريقة قانونية أم خلسة، على ما أفادت الشهر الماضي هيئة الهجرة الكولومبية التي لفتت إلى أن هذا الرقم قد يتخطى المليون في حزيران/يونيو. ويضاف إلى هؤلاء، الكولومبيون الذين عادوا إلى بلدهم.

ويوضح ايفان دانيال خاراميو من مرصد العمل في جامعة روزاريو في بوغوتا أن البطالة "تتركز في كوكوتا لأنها منطقة حدودية تتلقى هذا الضغط من المهاجرين".

قد لا يكون العمل الموسمي مثاليا، غير أنه سترة نجاة للعمال ال600 في خيم تابيو. ويأمل أكثرية هؤلاء في أن يكونوا من بين ال20 % الذين ستوظفهم الشركة بعد عيد الحب أو أن يجدوا فرصة أخرى.

ويقول وليام مبتسما "إذا لم أبق، أرغب في التوجه الى بوغوتا والبدء بحياة جديدة".

khl

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024