الرئيسة/  مقالات وتحليلات

فصائل

نشر بتاريخ: 2018-01-14 الساعة: 10:18

عماد الاصفر في نهايات العام 1984 اعتذرت اليمن والجزائر عن عقد المجلس الوطني الفلسطيني لديهما بسبب عدم قدرتهما على اقناع ما سمي في حينه فصائل الاتحاد الديمقراطي بحضوره، فعرضت كل من الاردن والعراق استضافته، واختار ياسر عرفات عقده في عمان، ظلت الجبهة الشعبية ومن لف لفيفها على موقف المقاطعة واما الديمقراطية فقد امرت عناصرها المتواجدين في عمان بالوقوف امام قاعة المجلس والمشاركة في حال كان هناك أي خطر يتهدد تحقيق النصاب.  

هذه الفصائل التي اسمت نفسها اتحادا ديمقراطيا وكان البعض يدلعها بتسميتها فسائل او كسور عشرية ظلت تستخدم سياسة الباب الدوار ازاء المشاركة في المجالس الوطنية، وما ينبثق عنها من مجالس مركزية ولجان تنفيذية للمنظمة، وظلت رغم ذلك تنتقد ياسر عرفات بانه يهيمن على القرار، ويستحوذ على المنظمة من دون ان تعترف، ومن دون ان يذكرها احد بانها هي من يسهل على عرفات بسط الهيمنة وممارسة الاستحواذ. 

الامر يتكرر اليوم مع اعلان الجهاد وحماس مقاطعتهما ورفضهما لدعوة المشاركة في اعمال المجلس المركزي، ومع ذلك لن تتوقف الحركتان عن دعوة المجلس الى اتخاذ قرارات تاريخية، ولن تتوقفا كذلك عن المطالبة بتفعيل منظمة التحرير وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة في اتخاذ القرار. 

شخصيا ارى المقاطعة امر غريبا واغرب منه المطالبة باتخاذ قرارات تاريخية والتشدق بالرغبة في الوحدة الوطنية، غير ان ما يثير الاستغراب اكثر هو اقبال المعارضين على تفهم موقفي حماس والجهاد وتبريرهم له بل وتساوقهم معه، من خلال استباق الزمن والتأكيد على ان الاجتماع ليس الا لعبة وان القرارات مأخوذة سلفا وانها لا ترتقي للمطلوب. 

خياراتنا بائسة بعضكم ينكر ذلك، وهي خيارات من صنع ايدينا جميعا وليست هابطة من السماء، بعضكم ينكر ذلك ايضا، حدود المناورة محدودة ومكشوفة تعرفون ذلك في قرارة انفسكم، ولكنكم تنكرونه في العلن، ولكن هناك من يستعد ليتخذ قرارات صعبة وممكنة ولو كان ثمنها شعبيته، وهناك من يقف على الهامش محاولا النجاة بسلامة موقفه حفاظا على شعبية زائفة. 

وفي الهامش كل من طالبوا بحل السلطة وهم ذاتهم من صرخوا وملئوا الدنيا بكاءً وعويلا عندما تم اقتطاع جزء من الرواتب. وفي الهامش من ينادون بالمقاومة ولا يشاركون فيها، وفي الهامش اولئك الذين لا يعجبهم شيء، الذين ولدوا لمجرد المعارضة فقط لا غير.

عندما اقرأ للبعض منهم استغرب انه لم يستشهد حتى الآن ولا مرة. واقول ربما يكون قد استشهد وعاد مرة اخرى لينال شرف الاستشهاد مجددا. 

ملاحظة اخيرة خفة دم هؤلاء لا تناسب ديكور مواقفهم الجذرية.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024