الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(كنيست الليكود) خدّام بقاعدة هجومية استعمارية

نشر بتاريخ: 2018-01-03 الساعة: 09:19

موفق مطر يعتبر تصويت الكنيست على قانون القدس، وموافقة مركز الليكود على فرض سيادة اسرائيلية على المستعمرات اليهودية في الضفة الفلسطينية المحتلة، المرحلة الثانية للحملة الأميركية الاستعمارية الجديدة في القرن الواحد والعشرين، بعد انكفاء  الأمبراطوريات الاستعمارية التقليدية، وبعد إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرحلة الأولى بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، فالادارة في واشنطن تدرك جيدا أن ( اسرائيل ) قابلة طوعا او كرها للاستخدام ، ويجب عليها التهيؤ لأخذ دورها المرسوم سلفا، حتى لو ادى ذلك الى اثمان باهظة يدفعها الاسرائيليون من دماء أبنائهم ومقدراتهم وهم صاغرون..!!! ذلك جاءت رسالة الليكود ( الحزب الرئيس في ائتلاف حكومة المستوطنين في دولة  الاحتلال (اسرائيل )، ورسالة الكنيست في 24 ساعة فقط !! كاستجابة سريعة لرغبات ( أميركا الاستعمارية ) ، لتؤكد أن (خدّام ) الحملات الاستعمارية القديمة والحديثة  في اسرائيل والمتقمصون للشخصيات العنصرية والدموية الأسوا في تاريخ  الانسانية ليس بايديهم الا الانصياع ، لأنهم يرسمون عمليا وعلى الأرض صورة اولئك الذين نبذتهم الانسانية ، وصنفتهم كمجرمين بحقها وحق قيمها واخلاقها.

نراه كنيست احتله مرضى بجنون العظمة، يوقدون لحروب وصراعات دموية ، ويدفع الاسرائيليين الناخبين الموالين والمعارضين والمستقلين قبل اي واحد في هذا العالم الى اتونها ... ونراه  " ليكودا " متطرفا عنصريا مستكبرا، مازال محشورا في نفق المفاهيم الاستعمارية ، وبمقولة امكانية القضاء على الشعب الفلسطيني. ونرى حكومة مستوطنين متطرفين وقد اعلنوا بما يقطع الشك بالدليل مسؤوليتهم عن اغتيال عملية السلام.

قادة دولة الاحتلال الاستعماري العنصرية ( اسرائيل ) نموذج  حقيقي لمنظومة سياسية دكتاتورية  استخدمت وسائل الديمقراطية ومؤسساتها كأسلحة حرب هجومية مدمرة، ما يدفعنا للبحث عن اسم جديد يجمع بين المتناقضات ، حيث الخلطة الغرائبية من دكتاتورية الحزب الحاكم ( الليكود )، والديمقراطية المتمردة على الشرعية الأممية والقانون الدولي ، اسم لتوصيف هذا المعجون المؤلف من جينات النزعة الاستعمارية  التي تم تصديرها او تهريبها او سهل لها التسلل الى بلادنا في فترة المد الاستعماري مع بداية القرن التاسع عشر، ودخلت علانية تحت يافطة المشروع الصهيوني، وخطاب أرض الميعاد ، وشعب الله المختار، ووعد بلفور ، ودبابات الجيوش التي احتلت فلسطين، وألأقطار العربية ، حيث مهدت لانشاء واستقرار القاعدة الاستعمارية الهجومية الأولى ( اسرائيل) .

أما بالنسبة لنا،  فان قوانين الكنيست التي تكرس الاحتلال الاستعماري كاعظم مصدر لادامة ارهاب الدولة العنصرية لن تؤخر ولن تقدم من الحقيقة الواقعة والقائمة حتى الآن بالاحتلال والاستيطان والعدوان منذ النكبة وحتى الآن، فرؤوس (الاحتلال ) والمنتفعين منه السياسيين والعسكريين، لم يتوقفوا عن ابتكار  وسائل الجريمة ضد الانسانية، وتمريرها في ماكنة صك القوانين، بالتوازي مع حملاتهم العسكرية المبرمجة لنسف مرتكزات وجودنا، هويتنا الوطنية، ثقافتنا، رموزنا الدينية ، مقدساتنا، وتطبيق خطة القمع  بالقوة  والعنف والارهاب والمجازر ، ويواجهون نضالنا الشعبي  السلمي بأسلحة نارية قاتلة ومدمرة، ويقطّعون دروب وآفاق مستقبلنا على ارضنا بمستعمرات ( للغرباء) تمهيدا لتهجيرنا نحن اصحاب البلاد الأصليين ...لكنهم كيف لايفكرون ان قشط النجوم من السماء أهون  الف مرة من اقتلاع شعب فلسطين من أرض وطنه، فمن صمد وقاوم مشروعهم المدعوم من (امبراطوريات الظلم ) مئة عام، لايضيره الصبروالصمود وابداع وسائل المقاومة الشعبية المشروعة السلمية، فان كانت أعمار الطغاة تقاس بمعيار ما يسفكونه من دماء ، فان الحرية بالنسبة للشعوب هو المعيارالحقيقي ، ذلك أنه قدرالله اللامحدود ابدا للانسان.  

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024