الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هل بدأت الفوضى المنظمة؟

نشر بتاريخ: 2018-01-02 الساعة: 10:13

رامي مهداوي استناداً لعدد من المشاهدات اليومية، والمحادثات المختلفة مع عدد من الدوائر التي تحيط بفضاء تواجدي الإجتماعي والمهني والسياسي، واعتماداً على زياراتي لعدد من القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية في الآونة الأخيرة؛ أطرح هذا السؤال: هل بدأت حالة الفوضى المنظمة في مجتمعنا الفلسطيني؟

من أجل فهم وتأطير السؤال السابق؛ ما أقصده لا علاقة له بما أشاعه بعض "المثقفين" العرب بأن الإدارة الأميركية تعمل على إشاعة الفوضى الخلاقة (Creative Chaos)  في الشرق الأوسط، لكن سؤالي نابع من إذا ما كانت مشاهدات الفوضى اليومية نابعة من أفعال بأيادي فلسطينية سواء كانت فردية أو/و جماعية لخلق حالة اضطراب وغليان وعدم استقرار بهدف التأسيس لمرحلة جديدة تولد من رحم الفوضى المنظمة.

على الرغم من ما تقوم به المؤسسة الأمنية الفلسطينية بكافة أنواعها واختصاصاتها ومستوياتها من فعل يومي على مدار الساعة وتحقيق العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة، إلاً أن الفوضى أصبحت منظمة ومتزايدة في الشارع الفلسطيني لأسباب خارجة عن سيطرة المؤسسة الأمنية، وذلك بسبب بسيط وهو عدم تعريفنا لهذه الفوضى؟!

إذن ما هي الفوضى؟ الفوضى في علم الاجتماع هي اختلال في أداء الوظائف والمهام الموكولة إلى أصحابها وافتقارها إلى النظام، مؤشرات ذلك بمختلف المؤسسات المكونة للدولة بدأت تطفو على السطح، بحيث أصبح هناك حاجة مُلِحة لإعادة النظر لطبيعة عمل ومهام هذه المؤسسات ودراسة واقعها منذ نشأت السلطة الوطنية الفلسطينية، حتى نخرج بتوصيات محددة لاستنهاضها من حالة التكلس وإعادة تعريفها بما يلائم الواقع الذي وصلنا له.

أما الفوضى في المصطلح السياسي فهو غياب الحكم واستتباب الفوضى في مجتمع ما، واذا ما أخذنا خصوصية الواقع الفلسطيني بسبب الاحتلال_ وبعيداً عن المجاملات الكاذبة_ الهُوة تتسع بين القيادات والشعب، بين المؤسسة_ الحكومية، شبه الحكومية، القطاع الخاص، المؤسسات الأهلية_ والشعب، وصل اتساع الهُوة لمرحلة الكُفر وعدم الثقة بما هو قائم بالتالي اللامبالاة هي سيدة الموقف والمسيطرة على المواطن في مختلف المجالات من القضايا الوطنية والإقتصادية وحتى الإجتماعية.

الفوضى بمفهوم العقلية العربية ضياع الاصلاح بين الناس وانتشار الجهل، وهذا برأيي أخطر مرحلة من مراحل الفوضى، ومن يدعي بعدم وجود هذه الفوضى بمجتمعنا الفلسطيني هو جاهل وغائب عن المشاهد المختلفة التي تعزز حالة الإحتقان بين المواطنين أنفسهم لدرجة التفرد بأخذ "الحق" بيده ضمن شريعة الغاب، ومن زاوية أخرى إضمحلال الثقافة_بمفهومها الواسع_  على الرغم من فيضان حاملي الشهادات الأكاديمية!!

أخشى ما أخشاه أننا وصلنا مرحلة الفوضى المنظمة في مناحي الحياة المختلفة، وهناك من يعمل على تأسيسها للحفاظ على مصالحه، علينا الإنتباه بأسرع وقت لهذه الفوضى التي بدأت تأخذ مناحي خطيرة بحياتنا لم أتخيل يوماً أننا سنصل لها، الفوضى المنظمة طاعون بدأ ينهش جسدنا لهذا علينا قتله قبل أن يبتلعنا.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024