الرئيسة/  ثقافة

السينما الفلسطينية في 2017 .. الكتابة بالذهب عالمياً وعربياً !

نشر بتاريخ: 2017-12-28 الساعة: 11:45

رام الله- الايام- كان العام 2017 عام السينما الفلسطينية بامتياز، حيث حقق عديد الأفلام الروائية والوثائقية جوائز عديدة في أبرز المهرجانات العالمية، كان آخرها حصول فيلم "واجب" لآن ماري جاسر على جائزة المهر الذهبي كأفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي، فيما تقاسم الأب والابن محمد وصالح بكري جائزة أفضل ممثل في المهرجان نفسه.

وفيلم "واجب" هو الفيلم الذي ترشح رسمياً عبر لجنة مستقلة شكلتها وزارة الثقافة لتمثيل فلسطين للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي (غير ناطق بالانكليزية).

الحوار الذي دار بين الأب الذي تركته زوجته وابنه وابنته للارتباط بشخص أحبته الزوجة وأقامت معه في الولايات المتحدة الأميركية، وبين الابن المقيم في إيطاليا مع صديقته، ابنة أحد كبار القيادات السابقة في منظمة التحرير الفلسطينية، يتناول على هامش الحكاية البسيطة القائمة على عودة الابن المؤقتة لمساعدة والده في التجهيز لزفاف الابنة، الكثير من القضايا الإشكالية، ما يتقاطع في بنيته مع عديد الأفلام التي قدمتها السينما اللبنانية مؤخراً.

في الحوار، البطل الأول للفيلم، اختبأت السياسة خلف الكم الهائل من النقد المجتمعي، لكنها كانت تطل برأسها بين فترة وأخرى، وبشكل فاقع وصاخب، كما في ذلك الحوار الذي يتهم فيه الأب والد صديقة ابنه، الكادر في منظمة التحرير بالفساد، بل أوحى بوضوح إلى أنه وكثيراً ممن هم على شاكلته "بنوا قصورهم" على حساب جيوب الشعب، وفي المقابل اتهم الابن الغاضب والده بالاستكانة لسلطات الاحتلال، لكونه يتعامل معهم، هو المدرس في مدرسة تابعة لوزارة "المعارف" الإسرائيلية، خاصة حين رغب بدعوة روني، أحد المسؤولين في الوزارة، على ما يبدو، لحفل زفاف ابنته، هو الذي وصفه الابن بـ"عميل الشاباك"، في حوار صاخب انتهى بشتيمة كبرى وجهها الأب لابنه.

سطوة الحوار الذي كتبته المخرجة نفسها، كما حال الغالبية العظمى للأفلام الروائية الفلسطينية، حيث المخرج هو الكاتب، لم يخف الإمكانيات المذهلة على صعيد الأداء لكل من محمد وصالح بكري كفنانين مبهرين بالعادة، حيث استطاعا تقديم وجبة فنية طازجة فيها من الكوميديا السوداء الكثير، رغم حصارهما الزمكاني في أربع وعشرين ساعة أو يزيد قليلاً، وداخل سيارة عتيقة أغلب الوقت، وإن كان الأمر لا يخلو من دلالات لها علاقة، ربما، بالحصار النفسي والجغرافي الذي يعيشه الفلسطينيون عامة، و"النصراويون" على وجه الخصوص.

وبالعودة إلى حكاية الفيلم فقد اعتمدت المخرجة الكاتبة، التي قدمت أفلاماً مهمة كان آخرها "لما شفتك"، وسبقه "ملح هذا البحر"، على حبكة "توزيع بطاقات حفل الزفاف" لرصد الحكايات "النصراوية" المتناثرة للمدعوين، وكشف كذبات الأب الصغرى حول ابنه، من بينها أنه درس الطب بينما هو مهندس معماري، وأنه يعيش في أميركا ليس في إيطاليا كما في واقع الحكاية، وأنه يبحث عن عروس في الناصرة، من باب التصالح مع المجتمع!

وفي هذا التحرك، وما رافقه من حواريات، ذكاء كبير لتبرير درامي راقٍ للغوص عميقاً في مجتمع يدرك تفاصيله منتج الفيلم أسامة بواردي ابن الناصرة، وزوجته المخرجة آن ماري جاسر التي باتت على اطلاع عن قرب على هذا المجتمع.

وفي تفاصيل الفيلم كثير مما يقال، لكنه في الجانب الفني، متقشف بما تتطلبه الحكاية على مستوى الصورة التي لم تخل من جماليات اعتدنا عليها من آن ماري جاسر، ومن المميز خلو الفيلم من استعراض عضلات غير مبرر لمخرجة أثبتت حضورها كواحدة من أبرز المخرجات الفلسطينيات عالمياً، وأن النص لا يخلو من سلاسة وكوميديا موجعة جعلته محبباً، وانعكس في شكل قهقهات غصّت بها القاعة كما المتفرجين الذين لم يجدوا لهم مقاعد فجلسوا في الممرات، فهو يحكي الناصرة العابرة للأجيال، ولا أدري إن كان ينتصر لفكرة البقاء في الوطن، أو مغادرته، أو لكليهما معاً بترك النهاية مفتوحة على كل الاحتمالات، كما هي حال احتمالات ما ستؤول إليه القضية الفلسطينية برمتها، أو مصير "النصراويين" في كيان يسعى لتكريس نفسه "دولة يهودية".

 

اصطياد الأشباح
وكان فيلم "اصطياد الأشباح" للمخرج رائد أنضوني فاز بجائزة الدب الفضي كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي بدورته السابعة والستين، هو الذي عرض ضمن قسم البانوراما التسجيلية، ويرصد بطريقة مبتكرة ذكريات وحيوات أسرى سابقين أو ممثلين يجسدون شخصيات اعتقلت في زنازين الاحتلال، خاصة معتقل المسكوبية بالقدس، في مرحلة من مراحل حياتهم، فهم ممثلون جذبهم إعلان في وسائل الإعلام يطلب سجناء سابقين لتمثيل فيلم.

المخرج رائد أنضوني أراد أن يهزم أشباح تجربته الشخصية بصناعة فيلم يجسد فيه شخصيته الحقيقية كمخرج وأيضا تجربته كأسير، كما قال، فالفيلم عن حاضر أبطاله، ويحاكي ذكريات اعتقالهم في سجون الاحتلال، من خلال إعادة بناء جدران زنازينهم لتمثيل ما تعرضوا له داخلها، بحيث يكشف عن آلامهم التي لاتزال حية بداخلهم، وتشوهات نفسية يحاولون هزيمتها بإعادة معايشتها والحديث عنها.

الكثير من مشاهد الانهيار والدموع والآلام نتابعها في رحلة بناء السجن، وهو ما تطلب وجود طبيب نفسي مع الممثلين خلال التصوير، كما قال أنضوني، الذي أوضح أن هذا كان لاحتواء انفعالات شخصيات الفيلم والتعامل معها دون إيذاء مشاعرهم.

وشدد أنضوني أنه لولا تجربة اعتقاله وهو في الخامسة عشرة من عمره ما كان لفكرة الفيلم أن ترى النور، مؤكداً أن "فترات الاعتقال وفقدان السيطرة على النفس والجسد تجعل من المخيلة المهرب الوحيد"، مضيفا إنه عبّر عن هذا أيضاً من خلال شخصيات الفيلم الذين تنوعت مواهبهم بين الشعر والرسم وغيرها.

وفاز الفيلم الذي دمج ما بين التوثيق والمشاهد التمثيلية، بجائزة "الوهر الذهبي" كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان وهران السينمائي الدولي، وجائزة سعد الدين وهبة، في قسم "آفاق السينما العربية"، كأفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي، كما حصل فيلم أنضوني على تنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.

كامل الباشا ما بين فينيسيا ورام الله
وحقق الفنان كامل الباشا إنجازاً غير مسبوق، كأول ممثل عربي يفوز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا (البندقية) السينمائي الدولي، أقدم المهرجانات السينمائية في العالم، عن دوره في الفيلم اللبناني "قضية رقم 23" للمخرج زياد دويري، والذي ألغى رئيس بلدية رام الله موسى حديد عرضه في اختتام فعاليات مهرجان "أيام سينمائية" في دورته الرابعة بمدينة رام الله لهذا العام، وتنظمه مؤسسة "فيلم لاب"، تارة تحت ذريعة "الاستجابة لنداء العقلاء"، وتارة أخرى تحت ذريعة "الحفاظ على السلم الأهلي"، بعد حملة من نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ضد عرض الفيلم بوصف مخرجه بالمطبع لتصويره فيلمه السابق "الصدمة" في تل أبيب.

ونال الباشا، وهو ممثل مسرحي في الأساس، كأس فولبي لأفضل ممثل في الدورة رقم 74 للمهرجان في أيلول الماضي، هو الذي قال بعد تسلمه الجائزة: "أنا سعيد ومتأثر جداً بفوزي، لا على المستوى الشخصي فحسب، بل هي هدية لفلسطين كلها، وللشعب الفلسطيني أجمع".

وأضاف: "فخور بأني ساهمت في رفع اسم فلسطين أمام العالم كله، وفي الوقت نفسه إنه إنجاز كبير للبنان وللسينما اللبنانية.. الجائزة ليست لي وحدي، بل هي للفيلم ولمخرجه ولفريق العمل الرائع كله".

وقدم الباشا في "قضية رقم 23"، الفيلم الذي يمثل لبنان رسمياً في "الأوسكار"، دور ياسر سلامة، وهو لاجئ فلسطيني في لبنان، يشرف على ورشة أشغال عامة في بيروت، وتحصل مشادة بينه وبين طوني وهو مسيحي لبناني، ويأخذ الصراع بعدا كبيرا فيتواجه الرجلان في المحكمة، ويصبح البلد على شفير انفجار بسبب التضخيم الإعلامي للقضية.

ونال الباشا، وهو ممثل مسرحي في الأساس، كأس فولبي لأفضل ممثل في الدورة رقم 74 للمهرجان.

وقال بعد تسلمه الجائزة: "أنا سعيد ومتأثر جداً بفوزي، لا على المستوى الشخصي فحسب، بل هي هدية لفلسطين كلها، وللشعب الفلسطيني أجمع".

وبالعودة إلى قرار رئيس بلدية رام الله، علق الفنان كامل الباشا، بطل الفيلم، بقوله: لم أصدق الأمر بداية، ولم أستوعب القرار الذي أعتبره إهانة لكل شخص واعٍ في المجتمع الفلسطيني ممن يؤمنون بحرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإبداع في الثقافة والفنون في بلد تحت الاحتلال. كما أنه يشكل رضوخاً لمجموعة متحمسة من الشباب أرفع لهم القبعة لأنهم استطاعوا "إجبار" رئيس البلدية وحركة مقاطعة إسرائيل (BDS) على المضي وراء آرائهم، مع أنهم لا يمثلون ما نسبته عشر الألف من الشعب الفلسطيني.. إنه قرار مخجل.

ولخصت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) موقفها في بيان أصدرته بداية، بالتأكيد على أنه "بينما لا تعتبر الحملة أن فيلم المخرج زياد دويري الجديد قضية رقم 23 خاضع للمقاطعة وفقاً للمعايير الحالية لحركة المقاطعة، فإنها تدين دون تحفظ التطبيع الصارخ في إنتاج فيلم دويري السابق الصدمة (2013)، كما استهجنت استمرار دفاعه عن هذا التطبيع، ما يرش ملحاً على الجرح"، قبل أن تصدر بياناً جاء فيه: من أجل منع المخرج من الاستفادة من عرض فيلمه في فلسطين المحتلة لترويجه للتطبيع في الوطن العربي، ندعو إدارة وشركاء مهرجان أيام سينمائية لوقف عرض فيلم قضية 23 للمخرج زياد دويري، المنوي عرضه في الحفلة الختامية للمهرجان في قصر رام الله الثقافي، إلى حين التوصل إلى صياغة معيار جديد للمقاطعة ومناهضة التطبيع يعالج قضية كهذه، بالتشاور مع المجتمع، بما فيه الفاعليات الثقافية.

وكانت مجموعة شبابية أطلقت على نفسها اسم "شباب ضد التطبيع"، أنشأت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "التصدي لعرض فيلم المخرج المطبّع زياد دويري"، مروجة لوسم "لن يعرض"، وهاجمت حركة مقاطعة إسرائيل على بيانها الأول، طالبت الجهات الشريكة لـ "فيلم لاب" المنظمة للمهرجان باتخاذ موقف لمنع عرض الفيلم، بينما وصل الأمر ببعضهم إلى إطلاق تهديدات بحق المنظمين والجهة المستضيفة.

وفيما اعتبر عدد من المثقفين قرار البلدية مخيباً للآمال، وانصياعاً للشعبوية، وقمعاً لحرية الرأي والتعبير، قالت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان لها: قرار بلدية رام الله إلغاء العرض ضمن المهرجان يجب ألا يؤسس لأي مساس بحرية الرأي والتعبير ... دعم الثقافة الوطنية يجب أن يكون في إطار مساحة من الحوار والنقاش، ومن دون الانزلاق إلى متاهات المزايدات الوطنية التي لا تفيد أي طرف في المشهد الثقافي الفلسطيني".

"الحبر المر" أفضل وثائقي في "كام"
وانتزع فيلم "الحبر المر" للمخرجة الفلسطينية إيليا غربية جائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة السابعة لمهرجان كان السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة بالقاهرة، وأعلنت نتائجه في العشرين من الشهر الجاري.

وأشارت غربية التي تعذر تواجدها في المهرجان، وحصلت على "اوسكار كيليوباترا الذهبي" عن فيلمها "الحبر المر"، إلى أن هذا الفيلم الذي يتحدث عن إبداعات الأسرى وخاصة في مجال الأدب، وابتكار طرق تهريبها في كبسولات يبتلعها أقارب وأصدقاء، ما يؤكد إصرار الشعب الفلسطيني على الصمود في أرضه، مهدية الجائزة إلى القدس والشباب الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة الذي يواجه بالحجارة والصدور العارية آلة القتل الإسرائيلية، وإلى الأسرى البواسل في سجون الاحتلال الذين دفعوا ولا يزالون يدفعون من أعمارهم الكثير لتبقى فلسطين على قيد المقاومة الشعبية، لافتاً إلى أن الثقافة والإبداع من أهم أشكال تعزيز الصمود ومقاومة الاحتلال.

وكان الفيلم فاز في آذار الماضي بجائزة المخرج الناشئ في مهرجان الأرض الرابع عشر للأفلام الوثائقية الفلسطينية والعربية الذي انعقد مؤخرا في جزيرة سردينيا الإيطالية.

وأوضحت المخرجة أن الفيلم تم تصويره في مدن رام الله ونابلس في فلسطين٬ وبيروت في لبنان. وصورت المشاهد التمثيلية في زنزانة حقيقية في سجن الفارعة٬ بعد تجهيزها للتصوير، لافتة إلى أن شعور الإنجاز والنجاح أكبر من أن تترجمه كلمات، وأن المهم في فوز الفيلم هو وصول رسالة فلسطين، ووصول الأسرى الكتاب في سجون الاحتلال لجمهور عالمي، مشيرة إلى أن رسالتها هي رسالة الأسير من خلف القضبان المصرّ على استكمال مسيرته النضالية حتى من داخل الأسر، وهو قادر على أن يبدع ويتميز ويقاوم بقلمه وصوته الذي لا يخمده المحتل.

"التانيت الذهبي" لـ"غزة بعيونهن"
وفاز فيلم "غزة بعيونهن" للمخرجة مي عودة وريهام غزالي بجائزة "التانيت البرونزي" عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.

ويرصد فيلم "غزة بعيونهن" حكايات أربع نساء يكسرن النمطية السائدة في قطاع غزة الخارج من عدوان إسرائيلي دمّر فيها الكثير العام 2014، إحداهن أنجبت وسط الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والثانية ناشطة نسوية تغلبت على مرض السرطان، فيما الثالثة مصممة أزياء كسرت القيود المفروضة عليها مجتمعياً، انتهاء بشابة تمتلك موهبة الغناء وتحاول أن تطور من نفسها في هذا المجال.

وقالت المخرجة مي عودة لـ"الأيام الثقافية": الفيلم كان منتجاً لصالح مؤسسة "روزا لكسمبورغ"، ولم أتوقع في البداية أن يخرج بهذا المستوى، لكن النساء الملهمات اللواتي شكلن الشخصيات المحورية فيها هن من جعلن من العمل مادة بصرية مهمة وملهمة، وحولنه إلى فيلم أثبت أنه قادر على المنافسة عربياً، على صعيد المضمون والفنيات، مهدية "التانيت البرونزي" للنساء المشاركات في فيلم "غزة بعيونهن".

وحاول الفيلم كسر الصورة النمطية للنساء الفلسطينيات في قطاع غزة، بالتركيز على قصص النجاح، وبالابتعاد عن الكلاشيهات، ووضع المرأة في صورة نمطية كتابع للرجل، رغم صعوبة ما تكابده خاصة على الصعيد المجتمعي في القطاع.

هاني أبو أسعد في "هوليوود"
وانطلق المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد إلى "هوليوود" هذا العام، عبر فيلمه "الجبل بيننا" بطولة النجمة العالمية كيت وينسلت والنجم إدريس ألبا، عن رواية لتشارلز مارتن تتمحور حول لقاء شخصين لا يعرف أحدهما الآخر على قمة جبل ثلجي في ظروف خطرة جداً، فيصارعان من أجل النجاة معاً، ولكن الأحداث لَم تقف عند الصراع للبقاء بل تطورت لقصة حب بينهما.

وقال أبو أسعد في تصريحات صحافية إن استوديو وشركة إنتاج توينتي سينشري فوكس، اقترح عليه السيناريو عن طريق مدير أعماله ديفيد دريفيزي، لافتاً إلى أن الدمج بين الخطين الدراميين، والصراع من أجل البقاء والحب، من أبرز التحديات التي واجهته في إنجاز هذا العمل، قائلا: "صعب جداً، لأن للقصة قواعدها الخاصة وبناءها المختلف، فمثلاً، الحب يحتاج إلى الألوان الدافئة بينما الصراع للبقاء ألوانه باردة، .. وافقت على هذا السيناريو لأن ذلك الدمج يغيب عن السينما منذ فترة طويلة".

وبخصوص الكتابات النقدية التي اعتبرت أنه ترك قضية فلسطين عندما بدأ العمل في "هوليوود"، قال أبو أسعد: "أتعامل بنفس الحساسية مع موضوعات أفلامي، لم أرغب في أن تأتي معالجتي السينمائية للقضية الفلسطينية حماسية مليئة بالصراخ، كنت أميل دائماً للتعامل معها من الجانب الإنساني .. فلسطين قصة إنسانية للعالم أجمع، وهكذا أتناول معظم أفلامي، البطل هو القصة، أضع أشخاصاً عاديين في ظروف غير عادية، ثم نختبر ما الذي سيحدث لهم، هل يمكن أن نخلق حباً في مكان لا يوجد به حب كما حدث في الجبال بين البطلين وهو ما جذبني في سيناريو الفيلم لأنه كان ملهماً".

أفلام حضرت بقوة
ومن أبرز الأفلام التي حضرت في العام 2017 الفيلم الروائي الجديد للمخرج رشيد مشهراوي "كتابة على الثلج"، بطولة نخبة من النجوم العرب كالمصري عمرو واكد، والسوري غسان مسعود، واللبنانية يمنى مروان، والفلسطينية عرين عمري، والفلسطيني رمزي مقدسي، وغيرهم، وكان فيلم الافتتاح لمهرجان قرطاج السينمائي.

ويتناول الفيلم قصة خمسة مواطنين حوصروا في شقة صغيرة خلال الحرب على قطاع غزة، لكن بمرور الوقت تظهر الانقسامات السياسية والاجتماعية فيما بينهم، حيث يحول التعصب الديني وعدم قبول الآخر دون تضامنهم معاً، وتضعف مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي.

وقال مشهراوي عن الفيلم: "كتابة على الثلج" يلقي الضوء على الانقسام الأيديولوجي الفكري والسياسي والجغرافي في فلسطين والعالم العربي، من خلال الرافضين لفكرة التعايش رغم الاختلاف، مستندين إلى ذرائع مختلفة للتعبئة وللحصول على أتباع أهمها ذريعة الدين، وهو أيضاً لإعطاء نموذج لما يحدث في عالمنا العربي، حيث المستفيد الأول من كل ذلك هو الاحتلال المباشر بالنسبة لفلسطين وغير المباشر بالنسبة للعالم العربي.

وبرز أيضاً الفيلم الوثائقي "خارج الإطار" للمخرج مهند يعقوبي، والذي حاول استعراض تاريخ حركة المقاومة الفلسطينية في الفترة بين ١٩٦٨ و١٩٨٢ من خلال تفحصه لمواد فيلمية أرشيفية عن منظمة التحرير وبعض أفلام حركة التضامن العالمية، وهي مواد كان يُظن أنها فُقدت.

وترصد المواد مرحلة تحول مهمة في الهوية الفلسطينية، في نشاطات المقاومة وفي حركة التضامن الدولية المعادية للإمبريالية، كما يبرز الدور الذي لعبه الفنانون الفلسطينيون في الحركة السينمائية المعروفة بـ"السينما الثالثة" والتي نشأت في أميركا اللاتينية ثم انتشرت في الكثير من الدول الإفريقية والآسيوية، بحيث يتجاوز الفيلم نطاق الدعاية السياسية إلى قضايا الحاضر الفلسطيني وإمكانيات تمثيل الذات وخوض العمل السياسي. 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024