الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ما بعد القرار..

نشر بتاريخ: 2017-12-24 الساعة: 18:13

رامي مهداوي بعد النجاح في لَجَمَ دونالد ترامب بالجمعية العامة للأمم المتحدة التي أكدت عدم قانونية قرار إدارة الرئيس الأمريكي في الإعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل؛ من خلال التصويت لصالح قرار بشأن القدس، وبالرغم من كافة الضغوط والإبتزازات الأمريكية إلاّ انه 128 دولة استخدمت إرادتها الحرة، ذلك النجاح أيضاً خفف من حدة أضرار الإعلان وعزل الموقف الأميركي.
هل علينا أن نكتفي بهذا الحد!؟ ونبتهج بهذا النصر الدولي في أروقة الأمم المتحدة؟! علينا العمل سريعاً بإلحاق ذلك القرار بسلسلة من الخطوات المدروسة _على شكل خطة دولية_ ضمن إطار المقاومة الدبلوماسية والإنتقال الى مرحلة جديدة في علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً السلام والمفاوضات مع إسرائيل.
هذا يتطلب من القيادة إنشاء جبهة دولية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والإنتقال إلى مرحلة تحويل مواقف ال128 دولة إلى إجراءات عملية وخطوات محددة مدروسة، أي تحويلها إلى قرارات تنفيذية على شكل عقوبات كفيلة بإلحاق الهزيمة بالموقف الأميركي- الإسرائيلي وفرض الموقف الدولي عليهما، كونهما آخر الدول الإستعمارية الكولونيالية.
ما بعد القرار بحاجة الى أفعال سريعة وأخرى استراتيجية والإنتقال من فعل التلويح والتهديد والوعيد إلا التفيذ، أسرع هذه الخطوات كانت على لسان السيد الرئيس محمود عباس في القمة الإسلامية الأخيرة وهو الإعلان عن عدم أهلية الولايات المتحدة الأميركية للإستمرار في القيام بدور الوسيط وإنهاء دورها كراعي للعملية السياسية. بالتالي علينا البحث عن بديل أو /و بدائل على سبيل المثال الإتفاق على جسم مكون من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.
التواصل الدبلوماسي السريع على مرحلتين، الأولى مع الدول التي لم تصوت معنا بالقرار البالغ عددها سبع دول_ بدون اسرائيل وأمريكا_، والثانية مع الدول التي امتنعت عن التصويت البالغ عددها 39 والعمل معهم بالمفهوم الواسع للقضية الفلسطينية وليست فقط ما يحدث في القدس.
 وفي ذات الوقت العمل على تعزيز المركز القانوني لدولة فلسطين من خلال مطالبة الدول التي لم تعترف بها القيام بذلك فوراً، وحث الدول الأوروبية بالإلتحاق بالسويد واتخاذ قرار الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام. وأيضاً الإنضمام للإتفاقيات والمعاهدات الدولية والمنظمات الدولية.
والعمل مع المجتمع الدولي كل حسب إمكانياته من أجل تشكيل تحالف دولي ضاغط على اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من خلال وجوب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الماضية  المتمثلة في القرارات 242 (1967) و252 (1968) و267 (1969) و298 (1971) و338 (1973) و446 (1979) و465 (1980) و476 (1980) و478 (1980) و2334 (2016).
بالإضافة لكل ما سبق علينا شن هجوم فاضح ضد المستعمرات وضد الشركات والهيئات العاملة في المستعمرات وضد منتجات المستعمرات والمستعمرين أنفسهم من خلال حملات إعلامية دولية تبرز آثار ذلك على الأرض والإنسان الفلسطيني مستندين على اتفاقيات جنيف للعام 1949ـم.
ما ورد في المقال مجرد أفكار أولية ربما بحاجة لتطوير وإضافة بعض النقاط؛ لكن قبل كل شيء لنتفق بأن أول خطوة يجب أن تتم سريعاً هي إنشاء فريق فلسطيني يضم عدد من الشخصيات الوطنية  المشهود لهم بالكفاءة المهنية والدبلوماسية، ثم إعداد العده لمواجهة اسرائيل وأتباعها في  فضاء المجتمع الدولي وكافة مؤسساته الدولية، وتحفيز الفلسطينيين اينما كانوا على أن يكون كل فرد جزء من المواجهة كل حسب إمكانياته.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024