الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أولوية القدس، وانقلاب ترامب..

نشر بتاريخ: 2017-12-09 الساعة: 18:51

مازن صافي في اللحظات الأولى لإعلان المتصهين ترامب أن القدس عاصمة كيان العدو الصهيوني، ساد صمت عربي ودولي، مما أحدث وقع الصدمة في القلوب وتساؤﻻت عميقة، هل يعقل أن القدس أرخص من الحبر اأمريكي، هل يمكن القبول بإعتراف ترامب المتغطرس، ولكن الأمور إختلفت بالأمس وانتقلت الصدمة من القدس ومحيطها المبارك إلى بداية انتفاضة حقيقية في غالبها جماهيرية شعبية ولكن هذه المعالم في البدايات، وقد تتدحرج إلى أوسع من معالم إنتفاضة الأقصى، وفي غزة كان هناك إطﻻق صواريخ محدود يحمل رسائل قد تتدحرج إلى أوسع من ذلك، هذا اأمر رافقه تفاعل دولي وعربي واسع النطاق ووصل إلى الأم المتحدة.
أن قرار ترامب نابع من السياسة الخارجية للبيت الأبيض، تلك السياسة الهوجاء التي ترسم ملامح الحروب القادمة في العالم والتي سيحترق بها الملايين في العالم ولن تمنعها الحدود من أن تصل إلى كل مكان، فالسياسة الأمريكية اليوم تستخدم أساليب مختلطة بين اﻻنقلاب على الشرعية والقرارات الدولية ومحاربة الأقليات في العالم والتهجم والتحريض على الإسلام والمسلمين كما ظهر في تغريدات ترامب بصفحته في تويتر، وآخرها اﻻعتداء السافر على الوضع القانوني الخاص بالقدس والإعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني الذي لم يحدد له حدود بل إن دولة اﻻحتلال ﻻ تلتزم بأي من القرارات الدولية منذ العام 1947م وبالتالي فإن ترامب ومؤسسته الحاكمة تسجل للتاريخ أنها أسوأ من جاء للبيت اﻻبيض وستخرج ﻻحقا آﻻﻻف من المحتجين حتى في نيويورك وواشنطن تلعن هذا الترامب المتصهين، فما ان يدق جرس اﻻنتقام للقدس والأقليات المضطهدة والدول التي تجرأ عليها ترامب، فهذا يعني تدويل الصراع وردود الفعل وهنا.
إن السياسة الفلسطينية تعمل على نسق واحد، ورفض ﻻنزال ترامب وادارته عن الشجرة المحترقة، وقد ظهرت القيادة الفلسطينية ملتحمة مع جماهير شعبنا البطل تدافع عن مشروعنا الوطني وعشرات السنوات من النضال وبل تحافظ على مكانة القرارات الدولية وخاصة 242،338 ، وبالتالي فان وسائل الرفض الفلسطيني بمقاطعة المسؤولين اﻻمريكيين او اي إجراءات أخرى، سيكون لها التأثير اﻻيجابي على مواقف الجاليات الفلسطينية والعربية في العالم، وتعتبر السياسة الفلسطينية هي اﻻكثر نضوجا بالرغم من وجود الاحتلال العسكري الصهيوني.
أن إتمام الوحدة الفلسطينية ووحدة القرار الفلسطيني والذي ظهر في اللحظات اﻻولى وحتى اﻻن موحدا وقويا، يعني ان اﻻرادة الفلسطينية ستهزم ما وراء القرار اﻻمريكي الذي ﻻ يلغي القرارات الدولية، وهنا نرى من اﻻهمية تقديم شكوى ضد اﻻدارة اﻻمريكية في محكمة العدل الدولية ونقل المعركة الى المحافل الدولية وتعرية القرار اﻻمريكي وصوﻻ الى قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتنا القدس وعودة اللاجئين.
الخلاصة: ﻻ زالت ردود الفعل في البدايات ولم تظهر بعد معالم حالة جديدة لكنه قد تكون مختلفة تماما تصل الى حد اﻻستنزاف اليومي السياسي والميداني للاحتلال  والإدارة الأمريكية.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024