الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الحكومة .. الحقيقة والإصلاح

نشر بتاريخ: 2024-02-29 الساعة: 19:51

 

كلمة الحياة الجديدة

لأجل الإنصاف والموضوعية، فإن الحكومة التي كلف الرئيس أبو مازن د. محمد اشتية، بترأس مجلس وزرائها، وهي الثامنة عشرة، فإنها الحكومة التي صاحبها زحل- وهذا كوكب الشؤم- منذ يومها الأول، وحيث نزلت فيه بسفينتها إلى بحر هائج، متلاطم الأمواج، أولى عواصفه كانت "الكورونا" ورياحه العاتية، ظلت هي رياح القرصنة الإسرائيلية لأموال المقاصة الفلسطينية ..!! 
وبكونها الذراع القانوني والإداري للسلطة الوطنية، فإن الاحتلال الإسرائيلي عمل طوال الوقت على لي هذا الذراع وتقزيمه، كي لا يتصدى لمهماته بكونه العقد الاجتماعي، المعني بالتطوير والبناء، وتكريس أجدى منظومات الأمن والأمان.
إنه الصراع الذي وجدت الحكومة فيه حالها، في لجة ساحته، حتى إنها لم تعد قادرة أحيانا في العديد من القضايا الإدارية، والأمنية، والمالية، والاجتماعية بصفة عامة، على معالجة شؤون هذه القضايا على نحو تام، ورواتب الموظفين التي باتت بالنسب المئوية خير دليل على ذلك، وفي المحصلة وجدت الحكومة حالها، حال ذاك الذي يأكل العصي، التي لا تشبه حال  من يعدها...!!
وعلى أية حال، فإن السابع من تشرين الأول الماضي، قلب معادلة الصراع رأسا على عقب، وغير العديد من معطياته، وطرح شروطا بالغة الضرورة لمجابهة تداعيات هذا الانقلاب الدموي، بغاياته الحربية الإسرائيلية، الساعية وراء وأد المشروع الوطني الفلسطيني، المشروع التحرري، وبصورة شاملة، ومن هذه الشروط إجراء الإصلاحات الملحة في العمل الحكومي على قاعدة تمكين العقد الاجتماعي من الاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، بعيدا عن أية حسابات ومتطلبات حزبية، والأهم على المستوى الاستراتيجي، تفعيل الأفق السياسي لأجل التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.
إنه الإصلاح كضرورة وطنية ملحة لتحقيق أهداف المشروع الوطني الفلسطيني، واستجابة القيادة الفلسطينية لهذه الضرورة، هي استجابة المحارب الذي لا ينفك عن البحث عن أجدى الوسائل لتحقيق الهدف الوطني الفلسطيني الأسمى، التخلص من الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة من رفح حتى جنين بعاصمتها القدس الشرقية. وعلى هذا الأساس قدمت الحكومة استقالتها، والتطلع دائما أن تحظى فلسطين بكل ما يعجل من تحررها، وما نسعى الى تحقيقه في اللحظة الراهنة من وقف للحرب الفاشية على قطاع غزة، لحماية من تبقى هناك من أهلنا، ومدهم بأبسط مقومات الحياة، من أمن، وغذاء، ودواء، ولإعادة الاعمار حكاية أخرى .  
رئيس التحرير

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024