الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لصالح من يعمل ..؟!

نشر بتاريخ: 2023-11-27 الساعة: 12:37

 

كلمة الحياة الجديدة

قد لا نعرف على وجه اليقين، لمن يعمل عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، فهو أحيانا لا يبدو حمساويا، بل هذا الليبرالي بأحابيله السياسية والدعائية، وعلى نحو ما ظهر في قناة "سي بي إس" الأميركية متناغما مع لغة هذه القناة السياسية، وهو يعلن بأن "أي مدني إسرائيلي قتل من قبل حماس، تم بالخطأ، وهو أمر خاطئ" وبقدر ما تبدو في هذا التصريح إدانة لهذا القتل، بقدر ما يبدو اعتذارا عن (خطأ غير مقصود..!!) ولم يكن هذا قبل هذه المقابلة لموسى أبو مرزوق، هو موقف حركة حماس الذي عبر عنه نائب رئيس مكتبها السياسي، صالح العاروري الذي نفى أن يكون أحد من مقاتلي حماس، قتل مدنيين إسرائيليين، في هجوم السابع من تشرين الأول، وحمل على نحو خطير وقبيح في ذات الوقت مسؤولية قتل هؤلاء، لمدنيين فلسطينيين (...!!) الذين دخلوا مستوطنات غلاف غزة، بعد أن باتت الدروب مفتوحة على مصاريعها إلى هذه المستوطنات في ذلك اليوم ...!! ولربما جراء هذا التصريح قال الرئيس الإسرائيلي وبما معناه، أن أهل غزة جميعهم يتحملون مسؤولية ما جرى في السابع من تشرين الأول...!!

ولا يبدو أبو مرزوق دائما، منتميا لأي مستوى من مستويات الوطنية الفلسطينية، خاصة حينما أعلن في مقابلة مع قناة "ممري" التلفزيونية، وهي قناة تابعة لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط الصهيوني، بأن حماس حفرت الأنفاق لحماية مقاتليها، أما أهل غزة ولأن خمسة وسبعين بالمئة منهم من اللاجئين كما قال فإن حماية هؤلاء ولهذا السبب، هي من مسؤولية "الأونروا" وحتى إسرائيل، بوصفها سلطة احتلال (...!!) مع أنه لطالما كان يقول إن قطاع غزة أرض محررة تحت سلطة حركته حماس...!!

وفي معظم مقابلاته الفضائية، ومعظم تصريحاته، لا يعدم أبو مرزوق الوسيلة للطعن بالسلطة الوطنية، وكأنها عدوه الاستراتيجي، وفي هذا الإطار يكذب دون أي تردد، ولا أية مراجعة، لا أخلاقية، ولا عقائدية، ولا سياسية، ولا وطنية بطبيعة حاله المأزومة بكل تأكيد. 

حقا لصالح من يعمل موسى أبو مرزوق..؟؟ هذا سؤال مشروع، طالما ظل هذا المسؤول الحمساوي، على هذه الحال، كلما تمكن من الكلام، ومن على أية منصة كانت، كان همه الأساس الكذب على السلطة الوطنية، والتحريض على إشعال نار الفتنة في الضفة المحتلة، لمنع أية محاولة تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا أحد من المكتب السياسي لحماس يراجع أبو مرزوق في ذلك، وكأن ما يقوله في هذا السياق متفق عليه ...!! ألهذا يقول أسامة حمدان من بيروت إنه في "مرحلة ما بعد الحرب، لن يستطيع الإسرائيليون التفاوض إلا مع حركة حماس"!!

إنها منظمة التحرير الفلسطينية التي لا يريدها أسامة حمدان، وعلى أي شيء سيكون التفاوض ...؟؟ كيف للأهداف الوطنية الكبرى، أن تتحقق دون وحدة وطنية شاملة، وبغير قرار وطني مستقل..؟؟ ليس بوسعنا الآن أن نقول كل شيء في هذا الشأن، لأن أكثر من خمسة عشر ألف شهيد وشهيدة، منهم خمسة آلاف طفل،  وأكثر من خمسة وعشرين ألف جريح، وأزيد منهم كثيرا نزحوا قسرا من شمال القطاع المكلوم إلى جنوبه لأن ستين بالمئة من بيوت القطاع وبناياته باتت محض ركام برائحة الدم، لأن هذه هي الحال، وهذا هو الواقع يلزمنا اليوم ألا نطرح كل الأسئلة الجارحة، ولأن همنا الأساس سيظل هو السعي للخلاص من الاحتلال مرة واحدة، وإلى الأبد، ليعيش شعبنا حياة الحرية، والكرامة، والاستقلال، وحينها لدم الضحايا حكايته واسئلته.  

رئيس التحرير            

 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024