الرئيسة/  مقالات وتحليلات

قتلنا لن يعني موتنا

نشر بتاريخ: 2023-10-19 الساعة: 15:15

 

كلمة الحياة الجديدة


لا وصف للمجزرة، لكنها الكلمات التي تتفلت من بين الأضلع المجرحة لعلها تضع المعنى في إطاره الموشح بسواد الحقيقة، حقيقة الذبح بسكين مثلمة، لأطفال، ونساء، وفتيان، ورجال، لاذوا بشراشف بيضاء ليس إلا..!!

لا وصف، ولا رثاء يمكن أن يهدد الآن نواح العقل، فيما القلب يبكي كأم ثكلى، لا وصف للمجزرة حقا، وهل يمكن وصف وحشية الضباع حين تستفرد بغزالة شاردة..؟؟ إنها المجزرة بصواريخ الضغينة العنصرية، بعد أن حملها الغرب الاستعماري بأخطر المتفجرات واكثرها فتكا..!!

لا وصف للمجزرة، لكنها الكلمات مرة أخرى التي لا تقبل، ولن تقبل الهروب من مشهد الذبيحة، ودمها قد غطى شراشف المشفى البيضاء، وما أبقت صواريخ الموت الاسرائيلية لهذا المشفى جدرانا، وباحته التي كانت خضراء، احترقت تماما، وتحولت الى مكب للركام..!! وحين بات المشهد مهولا، تحير القتلة كيف يدارون سوءتهم، ويتبرأون من صنيعتهم المخزية، وجريمتهم التي لم يسبقهم إليها أحد من قبل، فما من حرب قبل هذا اليوم، شهدت قصفا للمشافي ولا بأي شكل من الاشكال.

إنها المجزرة التي فاقت المحرقة هولا، وبشاعة، وظلما، ولعل أكثر صورها بشاعة، هي هذه التي ما زالت تتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع نفسها...!!

أي عالم هو عالم اليوم، هذا الذي يرى أقوى الدول، وأعتى الجيوش، وبأحدث الأسلحة، وهي تتسابق للإجهاز على مليوني إنسان لا يملكون من وسائل الدفاع شيئا، في قطاع لا تجاوز مساحته 365 كيلومتر...؟؟!! حاملة طائرات، وبارجات حربية، وكأن قطاع غزة دولة عظمى، والحرب ضده حرب عالمية...!! أي عالم يرى كل ذلك، ويظل عمليا متفرجا لا أكثر ولا أقل، حتى مع بيانات التنديد والاستنكار...؟؟!!

أي عالم؟؟ وأي تنمر عنصري يواصله هذا الغرب الاستعماري ضد شعب صغير ما زال منذ خمس وسبعين سنة، يقاوم هذا التنمر العدواني، وما زال صامدا ويأبى الخنوع، والاستسلام؟؟

إنها المجزرة لكن على العدو أن يعرف، قتلنا لن يعني موتنا ولا بأي حال من الأحوال ونحن هنا باقون، وباقون "على صدوركم كالجدار/ وفي حلوقكم كقطع الزجاج، كالصبار/ وفي عيونكم زوبعة من نار" قال ذلك قبل خمسين سنة شاعرنا الراحل توفيق زياد، وها نحن نعيد ما قال : نحن هنا باقون "نحرس ظل التين والزيتون/ ونزرع الأفكار كالخمير في العجين/ وفي قولبنا جهنم حمرا  / إذا عطشنا نعصر الصخرا/ ونأكل التراب إذا جعنا، ولا نرحل" باقون هنا، فلتشربوا البحرا. 

رئيس التحرير

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024