الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نظام ميليشياوي على أهبة الاستعداد لقيادة إسرائيل

نشر بتاريخ: 2023-04-07 الساعة: 18:30

 

هلا سلامة


لا بد لفاتورة الدم الفلسطيني الذي أريق على مدى عقود الزمن على يد العصابات الصهيونية وأمام مرأى العالم الصامت أن يحين استحقاقها، وإسرائيل اليوم ليست إسرائيل الأمس، وليست ساحتها أقل اضطرابا وفوضى من دول عديدة في منطقتنا غرقت في وحل الانقسامات التي فتتها وجعلت منها دويلات، فالخلافات الداخلية انعكست على نسيجها الاجتماعي الهش وبنيتها السياسية وتغلغلت إلى قاعدتها العسكرية التي ترتكز عليها قوتها، الأمر الذي يهدد بقاءها كدولة ممكنة في المنطقة.
تجاوز الاحتلال لكل الخطوط الحمراء والتصعيد في وحشيته واعتداءاته المتتالية على الشعب الفلسطيني واستباحة المسجد الأقصى وتحويله إلى ساحات حرب والتنكيل بالمصلين واعتقال المئات منهم خلال تأدية شعائر الصلاة في أيام شهر رمضان المبارك، قصف لبنان أو غزة، كل ذلك لن يجديه نفعا في ترميم جبهته الداخلية أو حماية المجتمع الإسرائيلي المهدد بالرد على قاعدة أن العنف يولد العنف.
عود على بدء، الكيان الإسرائيلي يعود إلى أصل نشأته عصابات متفرقة يدعو إليها بن غفير ابن تنظيم كاخ الإرهابي الذي أسسه الحاخام مئير كهانا والذي طالب بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية.
أما وقد رضخ نتنياهو لمطلب بن غفير ووافق على تشكيل "الحرس الوطني" مقابل تأجيل تطبيق التعديلات القضائية بفعل ضغط احتجاجات الشارع الإسرائيلي، فقد غلب مصلحة جماعاته المتطرفة بتشريعاتهم الجديدة على دولة إسرائيل التي خرج مواطنوها بمئات الآلاف إلى الشوارع ضده.    
نظام ميليشياوي يناقض المؤسسة العسكرية، على أهبة الاستعداد لأن يقود إسرائيل بقيادة بن غفير الذي جل اهتمامه اليوم دعوة كل فرد أو جماعة متطرفة للتطوع في "الحرس الوطني" الذي لا شك أنه يعد العدة للتصعيد الإرهابي ضد الفلسطينيين بمن فيهم من يسكنون ضمن الخط الاخضر وتسري عليهم القوانين الإسرائيلية.
هذا يعني أن بن غفير يمهد لحرب جديدة تطال المناطق المختلطة التي يسكنها الفلسطينيون واليهود، الكل سيكون في مرمى الفوضى المقبلة والغزوة التي يشنها المهندسون الجدد للدولة العبرية.
كل ذلك يعيدنا إلى زمن نكبة 1948 وما رافقها من مجازر وجرائم قتل وطرد وتطهير عرقي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني حتى شكل الإرهاب أساسا لقيام دولة إسرائيل، وكان هذا الإرهاب قد افتتح أول مجازره في القرى والبلدات الفلسطينية بقوة الإجرام الذي نفذته عناصره وراح يبيع أوهام الوطن التاريخي من البحر إلى النهر والهيكل المزعوم، هذا الهيكل الذي تخصص اليوم جماعاته مكافآت مالية لمن يحاول ذبح ما أطلق عليه "القرابين" داخل باحات المسجد الأقصى 25 ألف شيقل لمن يتمكن من "ذبح القربان"! فأي ديانة سماوية تلك التي تدفع الرشاوى لأداء طقوسها ومعتقداتها!!  
اليهودية التي أول من أساء وعد بلفور لها والصهيونية صراع يتنامى على أرض إسرائيل المزعومة... إسرائيل هرتزل وبن غوريون، إسرائيل بن غفير، كل عوامل الزوال فيها.
-------
* صحافية لبنانية

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024