الرئيسة/  مقالات وتحليلات

القدس.. وتلبية دعوة الرئيس للحوار الوطني الآن !

نشر بتاريخ: 2023-01-30 الساعة: 12:40

 موفق مطر 

 


اللحظة مصيرية، وتتطلب من جميع قوى الشعب الفلسطيني بدون استثناء التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، ونعتقد أن الاستجابة السريعة لدعوة الرئيس أبو مازن للحوار الوطني هي الإشارة الإيجابية التي ينتظرها الشعب الفلسطيني، كبرهان على حسن النوايا، بالتوجه فعلا نحو تكريس استراتيجية وطنية شاملة، لا اعتبار فيها إلا للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده ومواجهته المشروعة مع منظومة الاحتلال الفاشية برؤية وطنية ناضجة، متحررة من عقلية المكاسب الفئوية الخاصة التي لطالما عرقلت مسيرة العمل الوطني الفلسطيني، ومنعت تحقيق أهدافها كما يجب!!. 
يقتضي الوفاء بمعناه الوطني تجسيد دعوة الرئيس للحوار الوطني ولوضع استراتيجية وطنية لمواجهة منظومة الاحتلال الصهيوني الاستعماري العنصري، وتمتين صلتنا بدول العالم شعوبا وبرلمانات وحكومات ومنظمات، والحفاظ على خطوط سيرنا القانونية التي تؤهلنا لوضع منظومة الاحتلال والمسؤولين فيها عن الجرائم في قفص المحكمة الجنائية الدولية، وتعزيز شرعية كفاحنا بقرارات العدالة الدولية. 
اليوم قبل الغد، الآن وبدون تأخير، يجب جلوس جميع القوى الفلسطينية على طاولة الحوار الذي دعا له الرئيس، لإعلاء كلمة الوطن (فلسطين) على كلمة الجماعة والفصيل والحزب، ما دام الكل وبدون استثناء يعتبر القدس عاصمة فلسطين بتاريخها وحاضرها ومقدساتها ومستقبلها في الحرية والاستقلال والسيادة سر وجوده الشخصي والوطني السياسي، وحتى سر وجود الكيان السياسي الذي ينتمي إليه أو يقوده مهما كان حجمه وعدد أنصاره، فأنوار أقمار القدس ونجومها المتلألئة، تمنح كل ذي لب وطني طاقة إيجابية، لن يرحمه الزمن إذا أغلق على نفسه، أو ظن نفسه أكبر من الانحناء أمام المواطن الصامد الصابر المثابر على الحياة الدنيا، والخلود بأجمل صور النقاء والطهارة الوطنية. 
 لم يعد مقبولا أخذ تضحيات الشعب الفلسطيني، وصور البطولة التي يبديها شباب فلسطين ودمائهم ومعاناة ذوي الشهداء والأسرى، وجوهر الحق الفلسطيني (القدس) في أسواق مزاد أقل ما يقال فيها إنها بمثابة عملية اغتيال غير مادية للوعي الوطني الفلسطيني، وتنكر واضح لسجل الكفاح والنضال المتراكم منذ أكثر من مئة عام ضد المشروع الاستعماري الدولي، الذي تنفذه المنظومة الصهيونية بكل ما منحت من قوة عسكرية بمنهجية إجرام إرهاب دموي، وعمليات تدمير مبرمجة لمقدرات الشعب الفلسطيني، بقصد اجتثاثه من أرض وطنه التاريخي والطبيعي، فاليوم وبعد أجيال من الثورة الفلسطينية المعاصرة، وما سبقها من إرث كفاحي وثورات عظيمة يفخر بها كل فلسطيني، اليوم وبعد الثامن عشر من أيار عام 2021 حيث هب الشعب الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية والطبيعية نصرة للقدس، وبعد أن اعتبر الإرهابيون المحتلون المستوطنون العنصريون أن الفلسطينيين في مدن وقرى فلسطين من النهر إلى البحر ومن الجليل إلى النقب، هم الخطر الحقيقي الوحيد على وجود منظومتهم (دولتهم )، اليوم آن لنا الاعتزاز والفخر بعظمة ترسانة السلاح الأقوى الذي يملكه الشعب الفلسطيني، والذي بفضله سيضع صنوف الأسلحة القاتلة والمدمرة في خانة سلاح جريمة الحرب، وسلاح الجريمة ضد الإنسانية، سلاح  (دولة الإرهاب) الخارجة على الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية.. الفخر بسلاح الإرادة الوطنية الفلسطينية المتجددة، إرادة عقلانية واقعية تمنهج المقاومة الشعبية المنظمة، وتنظم الحالة الجماهيرية المتصاعدة، وتقودها بحكمة واقتدار وتضبط ميادينها، وتحدد الأهداف المرحلية والاستراتيجية، وبالتوازي تعزيز مكانة فلسطين وتثبيت خارطتها السياسية والجغرافية في القانون الدولي، وإبقاء وسائل النضال في أحسن انسجام وتوافق مع قوانين ومواثيق الشرعية الدولية، ولا تسمح بأدنى فرصة للعابثين والانتهازيين.


 

 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024