الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"على نفسها جنت براقش"

نشر بتاريخ: 2022-11-23 الساعة: 16:09

كلمة الحياة الجديدة


قلنا ومازلنا نقول إن التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلية، سيظل كمثل ورقة إعلانية طافية على سطح مياه بحر، تضج أمواجه باسم فلسطين، نعني بحر الجماهير العربية التي لا تعترف أساسا بإسرائيل، دولة، ومستقبلا .

في الدوحة القطرية، نظن أن مراسل تلفزيون "كان" الإسرائيلي اكتشف ذلك على نحو موجع، وهو لم يجد مواطنا عربيا واحدا يقبل أن يجيب عن سؤاله بشأن مباراة الافتتاح في بطولة كأس العالم، المقامة على أرض دولة قطر العربية، والسبب كلما عرف المواطن العربي، أن هذه الكاميرا لتلفزيون إسرائيلي، رفض الإجابة، وليس هذا فحسب، بل إن ثلاثة شبان لبنانيين سوية قالوا له، وبالفم الملآن، لا توجد هناك إسرائيل، بل فلسطين، وابتعدوا عنه كمثل ما يبتعد حكيم عن حماقة، وثمة مواطن مصري سأل المراسل عن هويته، وحين عرف أنه إسرائيلي تقدم من كاميرته، ودنا من لاقط الصوت "الميكروفون" وقال مع ابتسامة بليغة "فيفا بلستاين" تحيا فلسطين، فلم يجد مراسل "كان" الإسرائيلي أي كلام يقوله، كمثل الذي ألقم حجرا .

 لقد غنى قبل هذا اليوم المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم "أنا بكره إسرائيل" والحقيقة أنها الكراهية التي صنعتها إسرائيل لنفسها، بالاحتلال، والعدوان، والتطرف والعنصرية، ويصح أن نقول هنا "على نفسها جنت براقش" فلم يعد بالإمكان قبولها، ولا حتى التلفظ باسمها، ولهذا السبب رفض الشبان العرب في الدوحة، الحديث مع مراسل "كان" لأنه إسرائيلي .

مع "نتنياهو" و"بن غفير" و"سموتريتش" ستكون الحال أخطر، فمع التطرف الفاشي، ستمتد الكراهية هذه حتى إلى داخل إسرائيل، سيكره الإسرائيليون دولتهم وهي تغتال مدنيتهم، وديمقراطيتهم، وعلمانيتهم التي على أساسها بنى "بن غوريون" دولتهم، وبشعاراتها سوّقها للعالم، ومرة أخرى بإمكان الإسرائيليين اليوم كما كتب الصحفي الإسرائيلي "ناحوم برنياع" إعادة رفات "بن غوريون" إلى مسقط رأسه في "بلونسك".

والواقع، ليست الكراهية من طبع الإنسان، فهو المحب بداهة، بدلالة ما في هذا العالم من شعر، ورواية، ولوحة،وأغنية، بل وبدلالة ما يزرع، ويبني، ويصنع، ويطور، وفي صلواته على اختلاف عقائدها، فإنه لايدعو لغير المحبة والصلاح والخير. لا محبة مع التطرف والعنصرية والإرهاب، ويظل الحل دائما بنبذ كل ما يدعو للتطرف، وبالتعقل الإنساني، الرافض للأحكام المسبقة، والمعايير المزدوجة، والرافض للعدوان، والاحتلال، والساعي لزهرة الحرية، في حقول العلاقات النزيهة، والجيرة الطيبة، وباختصار شديد سيظل الحل الأمثل بالسلام العادل، وهذه وصفة فلسطين لعلاج الكراهية أينما كانت، ولمن كانت، حتى المشروعة منها، إذ لا حياة مزدهرة مع الكراهية.

رئيس التحرير

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024