الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أبطال "المواي تاي" سفراء شعبنا النبيل

نشر بتاريخ: 2022-08-23 الساعة: 15:10

 

 موفق مطر


الرياضيون الفلسطينيون سفراء، يمثلون شعبهم في المحافل الإنسانية الجامعة، على عكس المحافل الخاضعة للتحالفات السياسية والأمنية والمصالح الاقتصادية، فالإبداع والإصرار المشروع على انتزاع لقب البطولة في كل منافسة، وفق مقتضيات وشروط اللعبة وأخلاقياتها، سبيل الفلسطيني الشاب لإثبات الوجود الوطني والجدارة بحق الحياة والحرية والاستقلال والسيادة كباقي شعوب العالم، عبر إثبات وجوده الفردي الشخصي كبطل، ومنافس قوي لرياضيين يتمتعون في بلادهم بأحسن درجات الاهتمام والعناية والرعاية على المستويات الرسمية والخاصة والشعبية.

طموحنا رؤية علم فلسطين مرفوعا على منصات التتويج في البطولات القارية والدولية والعالمية الرياضية بالتزامن مع النشيد الوطني، وحق لشبابنا الأبطال المبدعين – من الجنسين – علينا اظهار

مساهماتهم الرائعة في تثبيت اسم فلسطين في ذاكرة شعوب العالم، التي ما كانت لتنجح لولا إيمان كل واحد منهم بقدراته الذاتية، وفخره بانتمائه الوطني، وبالهوية الإنسانية لشعب تسعى منظومة الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصرية لسلبها منه كما سلبت أرض وطنه.

تصفحت أمس عبر وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) خبر فوز المنتخب الفلسطيني لرياضة  (المواي تاي) بـ (13 ميدالية ملونة)، لفئات عمرية مختلفة، في بطولتيّ العالم والأندية، التي نظمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور.. وسعدت جدا خلال قراءتي للخبر بوجود إسماء شابات إناث مع زملائهن الشباب الذكور فزن بميداليات ملونة منها الفضية في بطولة العالم لهذه اللعبة  (المواي تاي – أي الملاكمة التايلاندية) التي تعتبر من أصعب الرياضات على النساء، لكن الفلسطينية الشابة دينا عالول نالتها بجدارة، كما فاز زميلها في المنتخب كريم بزار بالفضية أيضا، فيما عاد أبطالنا الشباب: إرلين صايج، وشذى عطا الله، وزين عتيق، ومحمد حمدان وليث خالد، متوجين بالبرونزية..ليس هذا وحسب بل توج شبابنا حمزة صبرة، وتوفيق عقل، وزين الهندي، بالميدالية الذهبية في بطولة الأندية، وفاز بالفضية أيهم البايض، وعاد للوطن الأبطال: إبراهيم أبو جاموس، ورواد عتيق، وقيس دبعي وعلى صدورهم ميداليات المرتبة الثالثة في بطولة أندية عالمية.

يمكننا تقدير حجم ومكانة إنجاز أبطالنا الناشئين إذا راجعنا قائمة منتخبات عربية وأخرى آسيوية لديها سجل طويل في هذه الرياضة، وقارنا قائمة الفائزين عندها بميداليات ملونة مع قائمة ميداليات منتخبنا الوطني الذي عاد بميداليات أضعاف ما حصلت عليه منتخبات تابعة لدول غنية تصرف ملايين الدولارات على منتخباتها، ولأنديتها أرصدة مالية عالية ! كما يمكننا تقدير الإنجاز إذا علمنا رقم المشاركين في البطولة (700 لاعب) من الجنسين من 101 دولة.

لا بد من التذكير أن المنتخب الفلسطيني (للمواي تاي) قد سجل في شهر يونيو / حزيران الماضي إنجازا تاريخيا للمرة الأولى في هذه اللعبة عندما توج أحمد هلال لاعب برنامج الإعداد الأولمبي بطلا للعالم بعد فوزه على لاعب كرواتي بوزن 86 كغم، بطولة شارك فيها 1000 لاعب من الجنسين من 100 دولة، بالميدالية الذهبية في بطولة العالم في أبو ظبي تحت إشراف الاتحاد الدولي للمواي تاي، أما البطلة دانا عاكف فقد فازت بالبرونزية وزميلها البطل أمير العملة بمثلها.

الملاكمة التايلاندية، (المواي تاي) أو "البوكس تاي" فن رياضي، أصله قتالي، ويتطلب لياقات بدنية كالخفة، والقوة، والذكاء ويلقب بفن الأطراف الثمانية بسبب استخدام اليدين والكوعين والرجلين والركبتين.

علموا أولادكم فنون وعلوم "المواي تاي" لأنهم في الأصل أبطال بدون ميداليات، فقد سجلت عدسات وكالات الأنباء فنونهم القتالية مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، دفاعا عن أنفسهم وبيوتهم، وأراضيهم ومقدساتهم، علموهم فنون الرياضة كافة، فالرياضة فن وعلم نبيل، ونحن لا قصد لنا سوى البرهان للعالم أننا حقا نبلاء.

أما مسؤولية إثبات هذا البرهان فتقع علينا جميعا بدون استثناء، لتمكين هواة الألعاب الرياضية الفردية أو الجمعية من الدعم المادي والمعنوي اللازم، فالفائدة العائدة على الصورة الكلية لنضالنا الوطني، وتسهيل مهمة انتزاع حقنا التاريخي ستكون عظيمة وذات جدوى عالية المستوى والمردود.

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024