الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الهوس الأمني الإسرائيلي القتل بالشك

نشر بتاريخ: 2022-08-22 الساعة: 13:00

 

فتحي احمد

الهوس هو عبارة عن حالة نفسية تجعل الشخص يعاني من فرط نشاط عال وأوهام متكررة ‏ومختلطة وحالات مزاجية متقلبة على مدار اليوم فبعض حالات الهوس قد تستمر لأسابيع أو ‏حتى شهور والبعض الآخر يستمر لفترات أقصر ويكمن خطر الهوس في كونه يغير الطريقة ‏التي يفكر الشخص فيها ويتصرف بشكل كامل مما يتسبب بمشاكل في علاقات الشخص وعمله ‏وحياته الشخصية.

الهوس الأمني سلوك غير طبيعي بل هو سلوك يعبر عن قصور في فهم غاية ‏العمل الأمني إذ أن الإجراءات الأمنية لها ضوابط ومن أهم هذه الضوابط هو التوازن في ‏التطبيق يكون مبالغة ولا تراخٍ‎،‎لكن البعض يفرط باستخدام الإجراءات الأمنية بداعي الحرص ‏الشديد وهذا يترتب عليه جملة من المخاطر، والتي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية: التسبب ‏بإزعاج وتشتيت انتباه رجال الأمن الذين يعملون مع الرجل المهووس أمنياً فبدلاً من تركيزهم ‏على هدفهم، يحاولون منع هذا المهووس من ارتكاب خطأ ما هذا الإزعاج وتشتيت الانتباه ‏يساهم في تضييع الوقت وعرقلة الوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها، العناصر الثلاثة المتشابكة ‏في المنظومة الأمنية الإسرائيلية المباغتة وحسم الحرب وفرض الشروط لكي تتحقق الأهداف ‏الأمنية هذا ليس مجرد نظرية امنية طبقت ولاقت نجاحات كبيرة ولكن لا يخلو الامر من دوافع ‏ذات بعد نفسي مرضي في الحالة الإسرائيلية كدولة محتلة وتعي ان السيطرة على ارض الغير ‏وتشريد أهلها وابقائهم في سجون كبيرة تجعل من قادة الجيش وضعية امنية تستدعي ان يبقى ‏على حالة تهب. 

ان ماجرى في طولكرم وغيرها وتفتيش شخص توحدي على اسوار باب العمود ‏في القدس وغيرها من الحوادث التي شاهدناها تؤكد مدى حالة الرعب التي يعيشها جنود ‏الاحتلال.

 الانسحاب الأحادي من قطاع غزة في عهد شارون له دلالات سياسية وأخرى امنية ‏ونفسية لو نظرنا الى الجانب الأمني فان ابعاد الجيش عن حدود غزة هو النأي عن المخاطر ‏والخوف من القطاع لو تناولنا الجانب التسليحي لدولة الاحتلال وحجم المساعدات الامريكية في ‏الأعوام السابقة نجد بأن البعد الأمني يتصدر السياسة الإسرائيلية بشكل شذوذي، طبعا أي دولة ‏في العالم تقام على الامن وهو ركن مهم لاي دولة في بقاع الأرض وهذا ما اخبرنا به رب العزة ‏في محكم التنزيل الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف واحتل الامن في سلم ابرهام ماسلو ‏المرتبة الثانية وهذه دلالة على أهمية الامن بالنسبة للفرد والجماعة على حد سواء اما المبالغة ‏فيه فهنا يبقى الوضع خارج المألوف لو عدنا لتاريخ اليهود والحركة الصهيونية نلاحظ ان في ‏جميع مخاطباتهم لا تخلو من الامن وفرضه وكيفية الوصول اليه. 

التشبث بمنطقة الغور ناهيك ‏عن البعد الديني التوراتي فهذه البقعة المنخفضة من الأرض تشكل هوسا وقلقا كبيرا للاحتلال ‏على اعتبار فصل الضفة الغربية عن الشرقية هو من ابجديات الامن الإسرائيلي البحت بجانب ‏أيضا إقامة المستوطنات وزرعها في المناطق الجبلية هذا دافعه امني وخوف من خرق ‏المنظومة الأمنية لديهم كما تشكل المستوطنات حاجز كخط متقدم لحماية العمق الاسرئيلي. 

بعد ‏هذا السرد نستطيع ان نقول ان الهوس الأمني الإسرائيلي منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948 ‏حتى اليوم مرده الى حالة الخوف وطبيعة اليهود عبر مر العصور نظام الجيتو في أوروبا ‏وأمريكيا وغيرها من بلدان العالم هو حالة مرضية تتعلق بعلو اليهود وسمو مكانتهم حسب ‏معتقداتهم فضلا عن الشعور بالخوف وهذا تفسير علماء النفس ان القلة البشرية اينما وجدت ‏دائما تشعر بحالة من الخوف وترتقي هذه الحالة المرضية الى الشعور بالنقص بمعنى ان العلو ‏والشعب المختار هو حالة تعويض نتيجة نقص يعانيه اليهودي.

 العقيدة القتالية للاحتلال ‏الإسرائيلي المحافظة على سلامة السكان وسيادة دولة إسرائيل وفلسفتها تكمن في ان لا تتعرض ‏إسرائيل لخسارة قتالية مع الخصم ولو حرب واحدة بالإضافة الى التكتيك في نقل المعركة الى ‏ساحة الطرف الاخر يستمد جيش الاحتلال عقيدته القتالية من التوراة والدافع القتالي ‏للسيطرة واثبات الوجود يقول بن جوريون ان مملكة إسرائيل لا تقوم الا بالدم ومصير اليهود ‏مرتبط بقوتهم العسكرية فالهوس الأمني الإسرائيلي هو ما جعل الكتاب والمفكرين والعسكريين ‏يطلقوا اقلامهم للبحث عن علاج نفسي يتغلبوا فيه على الهوس الأمني دائما كان يراودهم ‏السؤال التالي كيف يمكن للنوع الإسرائيلي ان يستمر في التفوق على الكم العربي مستقبلا ؟ ‏ومن اعراض الهوس عندهم حتى في ظل وجود سلام يجب على إسرائيل ان تحتفظ بقوة ‏عسكرية متفوقة على العرب . ‏

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024