الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الأسرى .. حريتكم قيامتنا المقدسة

نشر بتاريخ: 2022-04-19 الساعة: 16:09


 موفق مطر 

يمكننا اعادة ترتيب اولوياتنا الوطنية، ما دامت الحرية هدفنا جميعاً ووضع قضية الأسرى في مقام كرامتنا وحقنا بلقمة عيشنا فتلبية نداء الحرية أهم بكثير من الخضوع لرغبات بطوننا، ومتطلبات رفاهيتنا، والكف عن استغلال القضايا الوطنية كمركبة نحو محطة (الأنا) ولنا في الأسرى منهج، فالأحرار في المعتقلات لا يتفلسفون، وانما يسطرون تجربة الحرية ويصنعون لنا سبيلاً، اذا سرنا عليه فزنا.
ان إحياء نفس انسان وتحقيق الحرية لإنسان لا تحتمل التنظير، فالحرية اقدس من النظريات والشعارات الحزبية، أما المتحجرون والجافة عقولهم فإنهم لا يؤمنون بقداسة الحرية، لكن الأسرى وأمهاتهم وآباءهم وأخواتهم وبناتهم وأبناءهم اكثرنا يقينا بقداسة الحرية.
تساوي اللحظة في زنزانة المحتل مبلغاً من الآلام لا يقدرها الا الذي دفع الثمن فعلاً، فهذا الذي يصر على استكمال دور البطولة حتى من وراء القضبان، يضرب لنا مثلاً في الارادة والكفاح والصبر والصمود بما يمكننا من كسر اعمدة الاحتلال الاستعماري الاستيطاني.
 لا ينفع الكلام الرغبوي المسيس مع القضايا الوطنية، ولا مجال أمامنا إلا للتفكير بكيفية صنع مشهد وطني وحدوي حقيقي تلو الآخر حتى تحرير آخر أسير من معتقلات الاحتلال الاسرائيلي، أما الانشغال بالتخريف وصف الكلام فإننا بذلك لن نحرر انسانا ولا حتى شبراً من ارضنا.
نستقوي بقوة وصبر وارادة الشعب وننتصر للإرادة الشعبية الفلسطينية، ونرغم نفوساً محبطة منكسرة على التراجع والانكفاء، أمام انبعاث وقيامة الحرية ..فلصبر الأسرى في معتقلات الاحتلال فضل عظيم في تعزيز موقفنا الوطني، لكن موقفنا الوطني الموحد يجب ان يلمسه الأسرى بما يضمن استمرار قدراتهم على الصبر والصمود واستشراف الأمل بالحرية، مهما بلغت سماكة جدران الزنانين، او صلابة فولاذها فللحرية اشعاع خارق، لا تقدر جبال الأرض مجتمعة على صده، فللحرية حق اذا ما آمن به انسان لا تقوى امبراطورية قهر وظلم وعنصرية على استلابه.
لقد نجح منهج قيادة الرئيس محمود عباس السياسي الوطني، وناضل وما زال في المقدمة بميدان المستحيل، ويقينه ان الحرية والاستقلال حق، لن يقوى الظالم الاسرائيلي المحتل المستعمر على دفنه في ظلمات المستحيل، ولنا في مدرسته منهج اذا اتبعناه لا نضل سبيل الحرية والاستقلال..فقيادتنا السياسية وتعمل باقتدار وفق منظومة القوانين الدولية ، على وضع ملف الأسرى أمام محكمة الجنايات الدولية ، والمنظمات الحقوقية كمجلس حقوق الانسان ، ووزراء خارجية  الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي ، ومعظم دول العالم ذات التأثير المباشر على دولة الاحتلال ، او تلك التي يجب ان تعلم اكثر عن جرائم الاحتلال الممنهجة بحق الاسرى وانتهاكات سلطاته لحقوقهم.
لا يمكننا الشعور بهدوء وامان، فيما نيران ( محارق المعتقلات الاسرائيلية ) تحول اجساد اخوتنا  وابناءنا الى رمادعلى هيئة انسان ، فالمناضلون الفلسطينييون  هناك يقتلون باشكال عدة ، منها الأمراض ، واساليب التعذيب النفسي ، والحرمان من الحقوق ، وافظع ما يحدث هو التنكيل بكرامة الانسان ، واساليب اكراههه على الكفر بالمبادىء الوطنية.
 نعتمد على كفالة وضمان  القوانين والشرائع الدولية حقوق المناضلين من اجل الحرية ، واقترابنا من تجسيد الدولة ، يسهل الارتقاء بقضية الأسرى باعتبارها  احدى ثوابتنا الوطنية ، ونتمسك برهن حريتنا بحريتهم، كما رهنا مستقبل المنطقة والسلام في المنطقة بقيام دولة فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة ، وعاصمتها القدس الشرقية ، والاقرار بحقوق اللاجئين وعودتهم وفق القرارات الدولية.  
علينا التذكر دائما أننا جميعاً بلا استثناء في معتقلات ومعازل كبيرة حتى لو كانت رحبة ومرفهة!!. واننا جميعاً اسرى!.
أما  ايماننا أن حريتنا التي هي البشرى الأعظم بالحرية للأسرى، فهذا يدفعنا لاشهار صومنا عن كل منتجات الاحتلال، تصعيد مقاومتنا الشعبية السلمية، ، حتى يتبين لنا فجر الحرية بعد اجماع  القوى الوطنية والفعاليات الشعبية ، على ان  السلام  والاستقرار والامن  مشروط  باطلاق حرية الأسرى ، وهذا ابسط موقف يمكن ان يقدمه  الأوفياء للمناضلين المقاتلين من اجل الحرية والتحرير  والاستقلال.
 انطلقت حركة التحرير الوطنية الفلسطينية في الكفاح لهدف تحرير الأرض وحرية الانسان الفلسطيني ،وخاضت معارك غير مسبوقة لتحرير الأسرى،وشهد تاريخ الثورة الفلسطينية عمليات نوعية لتبادل وتحرير الأسرى، ما يعني تلازم النضال من اجل الحرية ، وسيبقى علينا الادراك حتى اشعار آخر بأننا جميعا  في معتقل كبير ما دامت مفاتيح  ارض الوطن وحدودها وسمائها وبرها وبحرها ومواردها في يد سلطة الاحتلال .
 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024