الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أبو مازن.. الوثيقة التاريخية (ج2) "هذا الذي يحقق النصر"

نشر بتاريخ: 2022-02-16 الساعة: 01:24

 

موفق مطر


"أتحدى أن نكون قد فرطنا بثابت واحد من الثوابت الوطنية المتفق عليها والمعلنة في وثيقة الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني عام 1988 في دورته  التاسعة عشرة في الجزائر.. أتحدى الجميع بأن يثبت أحد أننا تنازلنا". 

 ثقة عالية، مسنودة على الإخلاص والصدق في العمل، وصلابة الموقف، وحكمة الشجاع وعقلانية  القائد، والمصداقية في تطبيق المنهج السياسي الوطني، وهذا ما يجعل الرئيس محمود عباس أبو مازن مطمئنا لا يخشى اللوامين الحكواتيين الذين لا يملكون أكثر من النفخ على مشاعر الجماهير بعبارات وشعارات حارقة خارقة للمنطق والحقائق، المتلاعبين بوعي المواطن. 

حرص قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية الرئيس أبو مازن على تأكيد الإنجاز السياسي الأهم في التاريخ المعاصر للشعب الفلسطيني، وهو امتلاك الشعب الفلسطيني لقراره المستقل، ومنع دول وجماعات وقوى من استغلال واستثمار الحق الفلسطيني أو تحويل مسار الكفاح والنضال الفلسطيني ليصب في بحر قوى إقليمية، لذلك أعاد التأكيد أكثر من مرة  في كلمته- الوثيقة التاريخية- بافتتاح الدورة الـ31 للمجلس المركزي يوم السادس من هذا الشهر على مبدأ "التمسك بالثوابت الوطنية المعتمدة في قرارات المجلس الوطني منذ العام 1988 وبمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فالمنظمة مقدسة.. والتحديات تقتضي الحفاظ على المنظمة وتطويرها وتحصينها بالقرار الوطني المستقل". 

قبل نشوء منظمة التحرير الفلسطينية كانت فكرة الكفاح الوطني قد نضجت لدى قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي كانت تناقش كيف ومتى يتم الإعلان عن انطلاقة الثورة التي انطلقت بعد حوالي ستة شهور على إعلان تأسيس المنظمة الصادر عن المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي انعقد بمدينة القدس في 28 أيار 1964 وجاء متوافقا مع مبادئ الحركة حيث نص الإعلان في مادته الأولى على: "قيام منظمة التحرير الفلسطينية قيادة معبئة لقوى الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير، ودرعاً لحقوق شعب فلسطين وأمانية، وطريقاً للنصر"، وهذا ما يفسر حرص فتح على استدامة هذا الوطن المعنوي، والحفاظ على هذا الإنجازـ وتكريس كل طاقاتها وقدراتها الفكرية والسياسية والكفاحية والمادية لجعل عمودها الفقري أكثر صلابة ومتانة وقوة، وضمان تمثيل الشعب الفلسطيني سواء تعلق الأمر بالقوى السياسية المنظمة أو بالأفراد المستقلين بحكم مواقعهم ومكانتهم الاعتبارية، وقد لا يعلم الكثير أن حوالي 60% من ممثلي الشعب الفلسطيني الأعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني وأعضاء اللجنة التنفيذية هم من المستقلين حيث يجمعهم مع المؤطرين في هياكل تنظيمية للحركات والجبهات والفصائل والأحزاب مبدأ الانتماء لفلسطين. 

وفي هذا السياق وعند النظر في البند رقم واحد من إعلان تأسيس المنظمة، وعند النظر في المبادئ الأساسية الواردة في النظام الأساسي لحركة فتح نجد الكفاح المشروع من أجل تحرير فلسطين هو القاسم المشترك، ما أتاح لحركة فتح أن تصبح العمود الفقري للمنظمة. 

سيكتشف كل من يقرأ الرئيس أبو مازن بدقة أنه ليس من محترفي قطع حلقات السلسلة، ولا من هواة القفز عن الحقائق والثوابت والمبادئ، ذلك أن القائد التاريخي لا تمنعه واقعيته وعقلانيته السياسية من الارتكاز على مبادئ لابد منها لتحقيق الحرية والتحرير والاستقلال، فالمقاومة حق مشروع ثابت في القوانين الدولية، وثبات شرعيتها لا يعني حصر أدواتها وأساليبها في شكل ومضمون واحد، فالمناضل مبدع يتكيف مع الظروف المكانية والزمانية والمتغيرات، مبدع ويتمتع برؤية بعيدة المدى تمكنه من استطلاع الممكن وسبل الخوض في مساراته، ومخاطر غير الممكن وانعكاساته السلبية، لذا ليس من قبيل الخطاب التعبوي أو الشعبوي عندما يركز رئيس الدولة وقائد حركة التحرر ورئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة في كلمته الوثيقة التاريخية على المقاومة الشعبية السلمية، ويعتبرها السبيل القويم والصحيح بالتوازي مع مراكمة الإنجازات في المحافل الدولية وتعزيز الوضع القانوني لفلسطين في القانون الدولي  فالرئيس هو القائل: "أحيي الشعب على  مقاومته الشعبية.. مزيدا من المقاومة الشعبية السلمية.. لتشمل الجميع، نريدها بكل زمان ومكان.. فهبة أهلنا في الشيخ جراح عملت الأعاجيب في كل مكان في العالم.. الكل في مدن وقرى فلسطين التاريخية هب من أجل القدس حتى أن علم فلسطين قد رفع في شوارع تل أبيب.. انتفض أهلنا في النقب ومازالوا حتى اليوم..". 

 يرى الرئيس أبو مازن أن المقامة الشعبية السلمية سبيل الشعب الفلسطيني لإثبات الحقائق التاريخية بأننا هنا كنا مازلنا على أرض وطننا فلسطين، وأن كل مكان من أرض الوطن ممكن أن تشكل نقطة ضعف لمنظومة الاحتلال العنصري إسرائيل، وليس النقب وحسب كما قال بن غوريون عندما وصف "النقب بالخاصرة الضعيفة لإسرائيل". وعندما قال صحفي إسرائيلي: الخطر في الجليل والنقب". فالرئيس تحدث بفخر وإعجاب عن نماذج المقاومة الشعبية الباعثة على الفخر في بيتا وكفر قدوم، وبيت دجن، فقال بكل ثقة عن المقاومة الشعبية في فلسطين: "هادا اللي بيجيب النصر". 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024